قرأتم فيما يبق.....
انتقل دانيال ليجلس على السرير ويضم إليزابيث لصدره بشدة.
لم ترد إليزابيث ضمه لهذا أخذت بضرب
ظهره بكفيها محاولة إبعاده لكنه ظل صامتاً وهادئاً وكأنه لا يشعر
بضرباتها... وفي النهاية هي نفسها استسلمت وأبقت كفها على ظهره فظل هو لعدة
دقائق إلى أن استعاد جسد إليزابيث كل دفئه بعدها ابتعد عنها.
صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت بغضب " هل انتهيت؟ "
أجابها دانيال ببرود غير مقصود " نعم "
قالت إليزابيث بغيض " إذن أخرج من هنا ولا تأتي من جديد "
هز دانيال رأسه نفياً ثم أشهر إصبعه السبابة في وجهها وقال بصرامة
" اسمعي قاعدتي الوحيدة... إن ابتعدت عنك... أموت... هذه هي حياتي... إن
افترقنا.. فلن أعيش... لهذا طلبك صعب جداً... ولكن... أخبريني فقط إن أردت
مني الرحيل وأن لا أكون معك من الآن فصاعداً فاطلبي مني هذا الآن ولتكن
كلماتك صادقة.... ولك عد رجال مني أن لا تسمعي صوتي أو تحسي بي بعد هذه
اللحظة "
كادت إليزابيث أن تقول شيئاً لكنها
ترددت في اللحظات الأخيرة ففكرت بأن هذا هو زوجها ولم تكن لتتزوجه إن لم
تكن تحبه... كما تذكرت حديث صديقاتها عنه وكيف أنه الوحيد الذي حزن مع
حزنها وضحك لفرحها حتى في أصعب أوقاته... وإن رحل الآن... فهي ستكون مشردة
ضائعة لا عائلة لها ولا حياة... وهنا فهمت قاعدته واكتشفت أنها كذلك لا
يمكنها العيش بدونه... ليس بعد الآن.....
قاطع دانيال تفكيرها حين قال متسائلاً " أرحل أو أبقى؟؟.... أجيبيني "
أمسكت إليزابيث بكم بلوزة دانيال ثم قالت نبرة خافتة جداً وبخجل " ابقى "
انتقل دانيال ليجلس على السرير ويضم إليزابيث لصدره بشدة.
لم ترد إليزابيث ضمه لهذا أخذت بضرب
ظهره بكفيها محاولة إبعاده لكنه ظل صامتاً وهادئاً وكأنه لا يشعر
بضرباتها... وفي النهاية هي نفسها استسلمت وأبقت كفها على ظهره فظل هو لعدة
دقائق إلى أن استعاد جسد إليزابيث كل دفئه بعدها ابتعد عنها.
صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت بغضب " هل انتهيت؟ "
أجابها دانيال ببرود غير مقصود " نعم "
قالت إليزابيث بغيض " إذن أخرج من هنا ولا تأتي من جديد "
هز دانيال رأسه نفياً ثم أشهر إصبعه السبابة في وجهها وقال بصرامة
" اسمعي قاعدتي الوحيدة... إن ابتعدت عنك... أموت... هذه هي حياتي... إن
افترقنا.. فلن أعيش... لهذا طلبك صعب جداً... ولكن... أخبريني فقط إن أردت
مني الرحيل وأن لا أكون معك من الآن فصاعداً فاطلبي مني هذا الآن ولتكن
كلماتك صادقة.... ولك عد رجال مني أن لا تسمعي صوتي أو تحسي بي بعد هذه
اللحظة "
كادت إليزابيث أن تقول شيئاً لكنها
ترددت في اللحظات الأخيرة ففكرت بأن هذا هو زوجها ولم تكن لتتزوجه إن لم
تكن تحبه... كما تذكرت حديث صديقاتها عنه وكيف أنه الوحيد الذي حزن مع
حزنها وضحك لفرحها حتى في أصعب أوقاته... وإن رحل الآن... فهي ستكون مشردة
ضائعة لا عائلة لها ولا حياة... وهنا فهمت قاعدته واكتشفت أنها كذلك لا
يمكنها العيش بدونه... ليس بعد الآن.....
قاطع دانيال تفكيرها حين قال متسائلاً " أرحل أو أبقى؟؟.... أجيبيني "
أمسكت إليزابيث بكم بلوزة دانيال ثم قالت نبرة خافتة جداً وبخجل " ابقى "
البارت السابع والثلاثون
" غربة "
ابتسم دانيال بارتياح ثم لف ذراعه حول خصرها وجذبها نحوه وهو يقول " هل أكلتي شيئاً؟؟ "
هزت إليزابيث رأسها نفياً لكنها تذكرت بأن دانيال أعمى فكادت أن تقول لا لولا أن دانيال قال بصوت عادي وكأنه سمع إجابتها " وأنا أيضاً " بعدها رفع كيساً من الطعام وهو يقول " لهذا أحضرت طعاماً لكلينا " فقالت إليزابيث باستغراب " أليس من المفترض بأن آكل طعام المستشفى؟؟ "
أصدر دانيال صوتاً من بين شفتيه يدل على ( لا عليك منهم ) بعدها قال " إلا إن كنت تريدين التقيؤ فهذا خيارك "
ضحكت إليزابيث برقة واستغربت للارتياح الذي شعرته مع دانيال مع أنها للتو عرفته فقالت بنبرتها الناعمة " أعتقد بأنني سآكل معك فأنا لا أتقبل طعام المستشفيات "
ضحك دانيال بخفوت وهو ينهض ويضع
الطعام على طاولة مستديرة لشخصين ولا تستغربوا وجودها في الغرفة فالمستشفى
الذي كانت فيه إليزابيث لم يكن أي
مستشفى عادي فهو من أفخم وأرقى مستشفيات المدينة وبالطبع أبهظها ثمناً....
بعدها اقترب دانيال من إليزابيث وحملها على ذراعيه ليضعها على الكرسي ثم
جلس مقابلاً لها بينهما هي قالت ببعض الغضب " لا تحملني فأنا أستطيع الوقوف وحدي "
ابتسم دانيال ببهوت وقال " آسف... أنا فقط لا أريدك بأن تجهدي نفسك " بعدها بدأ يخرج الطعام من الكيس ويضعه على الطاولة.
فتحت إليزابيث العلبة التي أمامها
ومن اشتمامها للرائحة القوية عرفت بأن ما أمامها بطاطا مشوية وضع عليها
الجبن وأنواع محددة من الصلصات التي تفضلها وكانت معها وجبتها المفضلة من
مطعم ( MACDONALD) فابتسمت لأن كل شيء كان
كما تفضله هي وهذا ما دل أكثر على أنه يعرفها أكثر مما يعرف نفسه بعدها
بدأت بالأكل ولما انتهت مسحت فمها وهي تقول " حمداً لله "
ابتسم دانيال وقال " بالهناء "
أنزلت إليزابيث رأسها وقالت بنبرة خافتة جداً علمت بأن دانيال لن يسمعها لكنها لم تستطع جعلها أكثر علواً " هل... هل تدل مكان دورة المياه؟؟ "
أجابها دانيال بلا تردد " قفي.. سأدلك عليه "
رفعت إليزابيث رأسها وهي متعجبة من
كيفيه سماع دانيال لصوتها الخافت ثم وقفت ليقترب منها دانيال ويمسك كفها
الأيمن بيده بينما يده الأخرى وضعها على خصرها ثم قادها إلى دورة المياه
وجعلها تدخل لينتظرها بالخارج ولما انتهت أعادها لسريرها مرة أخرى.
جلس دانيال على الكرسي الذي بجوار سرير إليزابيث وأخذ يمسح على شعرها وهو يقول " ارتاحي الآن... هل تريدين مني بأن أرحل؟؟ "
تمتمت إليزابيث " لا يضايقني وجودك... كما أنك إن رحلت فلن تعود "
أمسك دانيال بكف إليزابيث الصغير وقال " بلا سأعود... كما أنه يجب علي إحضار ملابس جديدة لك فغداً سوف تخرجين من المستشفى "
شدت إليزابيث قبضتها على كف دانيال وهي تقول بنبرة رجاء "
ألا يمكنك توكيل أحد بإحضارهم... أرجوك... صديقاتي يمكنهن فعل هذا... أنا
فقط... أخشى بأنني إذا نمت الآن فسأعود لغيبوبتي.. وإن كان هنالك أحد
بجواري فسيساعدني ويمدني بالشجاعة "
لا يدري دانيال لم تضايق لما سمع
جملتها... إنها تريد أي أحد ليجلس بجوارها... أي أحد وليس هو بالتحديد..
لكنه كالعادة ضغط على نفسه وقال بنبرته الدافئة " إذن سأبقى بجوارك.... لن أرحل.. والآن نامي "
أغمضت إليزابيث عينيها ونامت بهدوء بينما ظل دانيال ممسكاً بكفها.
وفي صباح اليوم التالي.....
فتحت إليزابيث عينيها الزرقاوات ببطء
شديد بعدها رفعت نصفها العلوي وهي تتذكر ما حدث ليلة أمس وعن وجود دانيال
بجوارها لكنه الآن لم يكن موجوداً ولا تدري لم أحست بالخوف الشديد لهذا
قالت بنبرة خافتة " دا... دانيال؟؟ " فأتاها صوت دانيال يقول من على بعد مسافة منها " أنا هنا حبيبتي "
كان دانيال مستلق على الأريكة
البيضاء الجميلة ليكون ظهره مستند على طرفها الأول وإحدى رجليه ممدودة فوق
طرفها الثاني بينما الأخرى مطوية بخفة وقد كان يقلب كتاباً بين يديه من دون
أن يقرأه فهو لم يكن للمكفوفين ولما أجاب إليزابيث رمى الكتاب ووقف ليتوجه
لها ويقبل وجنتها وهو يقول ابتسامة " صباح الخير "
ابتسمت إليزابيث مع احمرار وجنتيها ثم قالت " صباح النور "
رفع دانيال غطاء إليزابيث ثم سحبها وهو يقول ببعض المرح المصطنع " هيا بسرعة ادخلي لدورة المياه وبدلي ملابسك فاليوم ستخرجين من هذا المكان التعيس " بعدها
قادها لدورة المياه فاستحمت هي بصعوبة ثم خرجت وهي ترتدي منشفة بيضاء تصل
لما فوق الركبة بقليل فأحضر لها دانيال ملابسها بسرعة حتى لا تبرد ثم قال " هل أساعدك في ارتدائها؟؟ "
قالت إليزابيث ببعض الحدة " أستطيع تدبر أموري بمفردي " بعدها أمسكت بالملابس وقالت " هل ستبقى هنا؟؟"
ابتسم دانيال وقال " أنا لا أراك إليزابيث "
تذكرت إليزابيث هذا فبدأت باستبدال
ملابسها وهي تشعر بالإحراج الشديد لكنها تجاهلته وارتدت فستاناً باللون
الأزرق الغامق لكنها لم تستطع إغلاق أزرته فهي في الخلف فقالت بخجل كبير " هلا... هلا تساعدني في غلق الأزرة "
ابتسم دانيال وتمتم صوت خافت " أخبرتك " بعدها
توجه لها ومرر كفه على ظهرها العاري فارتعش جسدها واحمرت وجنتاها كثيراً
لوما شعر بها دانيال أسرع في إغلاق الأزرة لها فسرحت هي شعرها ولما انتهت
تناولت الفطور برفقة دانيال... وعلى الطاولة...
قضمت إليزابيث قضمة من طعامها ثم قالت بصوت خافت " إلى... إلى أين سأذهب بعد خروجي من هنا؟؟ "
صمت دانيال للحظات ثم قال " إلى منزلنا بالطبع "
لا تدري إليزابيث لم شعرت بارتباك
فقد تذكرت بأن لها الآن منزلاً تعيش فيه وأناساً تسكن معهم ولم تعد تعيش
وحدها في شقة صغيرة كالسابق.
ابتسم دانيال وقال " ما بك؟؟ "
هزت إليزابيث رأسها نفياً وهي تقول " لا شيء " ولما انتهت من طعامها قالت " حمداً لله " فابتسم دانيال من جديد ووقف ليحمل حقائبها وهو يقول " هيا "
وقفت إليزابيث وخرجت من الغرفة بصحبة
دانيال الذي وقع على خروجها من المستشفى وأنزلها للطابق السفلي حيث تقف
سيارته السوداء الفاخرة فلما رآه سائقها اتجه له بسرعة وانحنى ليحمل
الحقائب وهو يقول " السيارة من هنا سيدي "
أومأ دانيال برأسه ثم أمسك بخصر إليزابيث ليقودها نحو السيارة ويفتح لها الباب وهو يقول " تفضلي "
دخلت إليزابيث بحذر ليدخل دانيال
بعدها وتتحرك السيارة متجهة إلى منزل السيد إدموند الكبير ولما وصلوا خرج
دانيال برفقة إليزابيث ليدخلها داخل المنزل ويصعد بها للطابق الثاني وهو
يقول " مرحباً بعودتك "
لم تنبس إليزابيث ببنت شفه بينما
أخذها دانيال عبر ذلك الممر الطويل والذي يحوي العديد من الأبواب المتشابهة
لكنه لم يمشي كثيراً وفتح الباب الثاني على اليمين وهو يقول " ها هي غرفتنا "
وقفت إليزابيث وتراجعت بعض الشيء وهي تقول بتساؤل " غرفتنا؟؟ "
صمت دانيال لثوانٍ وهو يحاول التماس ما تقصده ثم قال " نعم غرفتنا... ما بك إليزابيث؟؟ "
أخذت إليزابيث نفساً عميقاً ثم قالت بنبرة قاسية " لابد بأنك مخطئ فأنا لن أقيم معك بغرفة واحدة "
لكم آلمت كلمات إليزابيث القاسية قلب دانيال وجرحت نبرتها القاسية روحه لكنه كالعادة تماسك وقال " لا بأس... سآمرهم بتجهيز غرفة أخرى لك... لكن أدخلي لترتاحي ريثما ينتهون من تجهيزها "
تراجعت إليزابيث للخلف أكثر وهي تهز رأسها نفياً ثم قالت بنبرة قاسية وباردة " لا أريد "
عض دانيال على شفته السفلى بمرارة وكادت الدموع بأن تهرب من عينيه لكنه في آخر لحظة جمع شظايا ما تبقى من قلبه وقال بنبرة خافتة " لا بأس " بعدها
نادَ الخادمة وأمرها بتجهيز الغرفة المقابلة لغرفته تماماً بعدها أمسك بكف
إليزابيث البارد وقادها للصالة حيث كان السيد إدموند يجلس ويشاهد التلفاز
فلما رآها قال بسرور " مرحباً بعودتك يا ابنتي "
لم تجب إليزابيث وظلت تتساءل في نفسها عن هوية الشخص الذي أمامها فقال دانيال بصوت خافت " إليزابيث... هذا والدي... وهو يعيش هنا في هذا المنزل "
أومأت إليزابيث برأسها دون أن تنطق
فأجلسها دانيال على الكنبة وجلس هو على بعد منها فهو يعلم بأنها غير مطمئنة
له كثيراً ولا تحبه بل هي فقط تستلطفه لطيبة تعامله معها وحديث صديقاتها
عنه.
بعدها أنهت الخادمة تنظيف الغرفة أخذ دانيال إليزابيث لغرفتها الجديدة ثم قال للخادمة " أخرجي ملابس إليزابيث من غرفتي وخذيهم بعيداً ثم أحضري ملابسها القديمة "
أومأت الخادمة برأسها ثم رحلت وأغلقت الباب خلفها فاستدار دانيال وقال لإليزابيث بابتسامة مصطنعة
" آسف لجعلك ترتدين ملابسك القديمة لم يتسن لي شراء ملابس جديدة لك فكما
تعلمين... كل ملابسك التي كانت في غرفتي خاصة بالـ... حوامل "
أشاحت إليزابيث بوجهها فهي لا تزال
متضايقة من فكرة أنها كانت حامل من ذلك الشاب الذي لا تعرفه حتى لهذا لم
تجب ومشت وهي تتحسس ما حولها إلى أن وصلت لسريرها فجلست عليه بصمت.
اقترب دانيال من إليزابيث وجلس بجوارها وهو يقول بتفهم
" إليزابيث... أنا أفهمك جيداً... ولن أضغط عليك أو حتى أضايقك... إن
احتجتِ لأي شيء فغرفتي أمام غرفتك بالضبط... وإن كنت لا تريدين طلب شيء مني
فلا بأس.. لديك جرس ملتصق على باب غرفتك وبمجرد الضغط عليه ستأتي لك خادمة
تدعى فيرجي... إنها صغيرة ولطيفة وسوف تساعدك في كل شيء... وإن شعرت
بالوحدة فنادني... يمكننا بأن نخرج ونتكلم سوية... لن أتكلم عن الماضي إن
كان يزعجك... سأتكلم معك فقط... عن أي شيء تريدينه... فقط اعلمي بأنني
بجوارك... أحملك كلما وقعت...... وأضمك كلما بكيت..... لن أتخلى عنك حتى
ولو اضطررت أن أتخلى عن حياتي لأجلك.... هذا وعد... وقد قلت لك هذا الكلام
سابقاً... أتمنى فقط بأن تتذكريه في يوم من الأيام " بعدها قبل رأسها بحنان ورحل من دون أن يضيف شيئاً أخراَ.
رمت إليزابيث بنفسها على السرير وهي تزفر بحدة وتقول في نفسها
( إنه لطيف... لطيف جداً وطيب... يحبني ويهتم بي كثيراً... لكنني لا أكف
عن معاملته ببرود وقسوة.... آه ليتني أتذكره فقط... أو حتى أحبه حتى يتحسن
أسلوب تعاملي معه... لكنني لا أكف عن التفكير بجوش.... كيف لي بأن أصدق
بأنه شرير وحقير إلى هذه الدرجة... وقد كان ألطف الناس معي... في البداية
خانني وغدر بي... ثم آذاني وأفقدني بصري ) بعدها وضعت كفها على وجنتها اليسرَ لتتحسس الندب الذي تركه لها فأكملت في نفسها
( وهذا الندب أكبر دليل على صحة ما أخبروني به.... أنا لا أصدق... كيف
لهذا بأن يحدث وأنا لا أتذكر منه شيئاً... أنا فقط أتذكر ذلك الاختناق الذي
شعرت به في السيارة... هذا آخر ما أذكره من حياتي... كيف لي بأن أحب
وأتزوج وأحمل ولا أتذكر شيئاً؟؟... آه ليت هذه الذاكرة اللعينة تعود...
ليتها )
هبط الليل سريعاً وشعرت إليزابيث
بالضيق من الجلوس وحيدة في غرفتها فوقفت وتحسست المكان إلى أن وصلت للباب
ففتحته ببطء ومن دون أن تصدر أي صوت وسارت إلى الأمام وهي لا تعرف ما
وجهتها وسارت أكثر إلى أن وصلت إلى الدرج وكان من المفترض بفتاة عمياء لا
تعرف المكان بأن تواصل سيرها وتقع لكنها وقفت بلا سبب تعرفه وبدأت تتحسس
الأرضية بقدمها فوجدت بأن ما أمامها درج فنزلت وهي مستغربة لما يحدث لها...
فكيف تحس بك ما حولها وتعرف طريقها؟؟... هل هذا دلالة على صدق ما قيل
لها؟؟... نزلت للأسفل وأخذت تجول في الأرجاء على غير هدى إلى أن سمعت صوتاً أنثوياً رقيقاً يقول " هل تحتاجين إلى مساعدة سيدة إليزابيث؟؟ " فانتفضت وقالت " مـ... من أنتِ؟؟ "
انحنت الفتاة بلباقة وقالت " أدعى فيرجي... وأنا خادمتك... هل تحتاجين لأي شيء؟؟ "
هزت إليزابيث رأسها نفياً ثم قالت " أنا فقط أتجول "
فيرجي " قد تتعرضين للخطر سيدتي فالبيت كبير جداً ومليء بالدرجات والممرات المتوهة.. هل أنادي السيد دانيال ليمشي معك؟؟ "
صمتت إليزابيث لثوانٍ وهي تفكر في كيفيه معرفة دانيال لكل الطرق لكنها تجاهلت تساؤلاتها وقالت " وهل كان دانيال يمشي معي دائماً؟؟ "
ابتسمت فيرجي وقالت بلطف " بالطبع " بعدها قالت وابتسامة في صوتها " هل أناديه أم أنك بتي تخافين منه؟؟ "
ارتبكت إليزابيث وقالت " لا... بالطبع لا... لم أخاف منه؟؟ " بعدها أشاحت بوجهها وهي تقول " ناديه إن كنت تريدين فهو لا يهمني "
تقارب حاجبا فيرجي باستغراب واستياء وقالت " لا يهمك؟؟... ألهذه الدرجة أصبحت تكرهينه... ثم... إن الأمر لا يتوقف على ما أريده أنا بل على ما تريدينه أنت فأنت هي سيدتي "
رفعت إليزابيث رأسها وهي تأخذ نفساً عميقاً ثم قالت " لا... أنا لا أكرهه... أنا فقط... أشعر بالغربة... لكنني بالفعل أكره كلمة سيدتي هذه فنادني بإليزابيث فقط "
ابتسمت فيرجي وقالت " كما تشائين سيـ... إليزابيث... والآن هل تريدين مني بأن أطلب منه القدوم؟؟ "
أنزلت إليزابيث رأسها وقالت " أخشى بأن أزعجه.. ر... ربما هو مشغول الآن "
هزت فيرجي رأسها نفياً وهب تقول
" بالتأكيد لا فهو في أشد الشوق إليك الآن... ولو يستطيع لقضى ليله ونهاره
بجوارك لكنك... لا يهم... أكيد بأنه الآن يعزف على البيانو خاصته "
صمتت إليزابيث ثم قالت " لا بأس "
ابتسمت فيرجي ثم توجهت للطابق العلوي
وبالتحديد لغرفة دانيال فطرقت الباب بطرقات خفيف وانتظرت إلى أن أتاها صوت
دانيال يأذن لها بالدخول فدخلت لتجده مستلق على الأريكة ويقرأ كتاباً
فقالت وابتسامة على وجهها " المعذرة على إزعاجك سيدي لكن السيدة إليزابيث تريد بأن تتمشى قليلاً "
وضع دانيال دبوساً باللون الأحمر على الصفحة التي كان يقرأها ثم نهض بعد أنا أغلق الكتاب وتوجه لفيرجي ليمشي بجوارها وهو يقول " أين هي؟؟ "
ابتسمت فيرجي وقالت " في الطابق السفلي قرب المدخل "
وضع دانيال يديه في جيبيه وقال بعد أن رفع أحد حاجبيه " أنا أعرفك فيرجي.. فهل حقاً هي طلبت هذا أم أنك أجبرتها بألاعيبك؟؟ "
ضحكت فيرجي بخفوت ثم قالت " لنقل بأنني استخدمت أسلوبي الخاص "
أخذ دانيال نفساً عميقاً ثم قال وهو يزفره " اسمعيني... لا تقسي عليها كثيراً... وحاولي قدر الإمكان بأن تكوني صديقتها لا خادمتها "
أومأت فيرجي برأسها إيجابياً وهي تقول " كما تشاء سيدي " بعدها سارا إلى أن وصلا لإليزابيث فتوقف دانيال وأخذ نفساً عميقاً بعدها أجبر نفسه على الابتسام وقال " هل طلبتني؟؟ "
لم تجبه إليزابيث فمشى تجاهها ولف ذراعه حولها وهو يقول " إلى أن تريدين الذهاب؟؟ "
أجابته إليزابيث بصوت خافت " لا أدري فهو منزلك "
رد عليها دانيال مصححاً بقوله " بل هو منزلنا " بعدها بدأ بالسير مجبراً إليزابيث على السير معه وبعد دقائق من الصمت توقف ثم خلع سترته وناولها إليزابيث وهو يقول " ارتدي هذه... سنذهب للخارج والجو بارد جداً"
مدت إليزابيث ذراعها لتلتقط السترة بكفها وهي مترددة بعض الشيء بعدها أدخلت ذراعيها في كميها الطويلين وارتدتها.
فتح دانيال باب الحديقة فهب هواء
بارد جداً عليهما فأمسكها من خصرها بيده اليسرَ وبيده اليمنى أمسك بكفها
بعدها سار إلى أن وصل لأحد الكراسي الخشبية الطويلة وجلس عليها.
كانت الحديقة مغطاة بالثلوج البيضاء
الناصعة وقد كانت صغيرة بعض الشيء فهي حديقة داخلية لها سور من جدران طويلة
بعض الشيء يغطي معظمها الثلج وقد كانت فيها عدة الأشجار المغطاة بالثلوج
كذلك...و لم تكن الشمس قوية ففصل الشتاء كان قاسياً جداً.
ابتسم دانيال ابتسامة باهتة ثم قال " لقد كنا نجلس هنا دائماً... حتى والجو بارد "
أشاحت إليزابيث بوجهها وهي تضم نفسها وتقول " إنه بارد جداً "
قرب دانيال جسده من جسد إليزابيث ولف ذراعه حولها وهو يقول " أأدفئك؟؟ "
من دون سابق إنذاردفعت إليزابيث دانيال بكل قوتها وهي تصرخ " ابتعد " بعدها عاودت ضم نفسها وهي تشيح بوجهها بعيداً.
تراجع دانيال للخلف بيدين مرتجفتين وجسد مرتعش وأخذ يستمع إلى أنفاس إليزابيث المضطربة المختلطة بصرخات الرياح بعدها قال بصوت خافت " أ... آسفة... لم أقصد " وقد كسر صوته مرتين في تلك الجملة.
لم تجبه إليزابيث فقال مرة أخرى بصوت مرتجف " أنا حقاً آسف... لقد كنت مخطئاً وأخلفت بوعدي فقد وعدتك بأنني لن أضغط عليك أو أجبرك على أي شيء ترفضينه "
أحست إليزابيث بأن ردة فعلها كانت قاسية بعض الشيء ومبالغ فيها فاقتربت منه بتردد ووضعت رأسها على صدره.
كان دانيال متجمداً في مكانه وهو يحس
بإليزابيث تقترب منه وهدأ بعض الشيء لما وضعت رأسها على صدره لكنه تفاجأ
من جديد لما ضمت ساقيها الصغيرتين إليه بسرعة ثم قالت " آسفة... ما كان علي بأن أتصرف بتلك الطريقة فأنت... زوجي رغم كل شيء "
صمت دانيال لبرهة ثم لف ذراعه حولها وهو يقول " ليس عليك بأن تجبري نفسك على أي شيء لأجلي... افعلي ما يريحك وسأكون مسروراً"
هزت إليزابيث رأسها نفياً وهي تقول " أنا لا أفعل هذا لأجلك... بل أنا أريد هذا فأنا أشعر بالبرد وجسدك دافئ جداً "
وضع دانيال ابتسامة شاحبة على وجهه ثم ضمها أكثر إليه ليجلس في هدوء حطمته إليزابيث لما قالت بتردد " دانيال؟؟ "
أصدر دانيال صوتاً من دون أن يفتح فمه ليحثها على الكلام فقالت هي بتردد أكبر " هل.. هل يمكنك إخباري كيف كانت حياتنا؟؟ "
أغمض دانيال عينيه ثم حوطها بذراعه الأخرى وأسند ذقنه على رأسها بعدها قال
" لقد كانت مثالية... فأنا أحبك كثيراً وأنت كنت كذلك... لم تكن بيننا
خلافات ومشاجرات غير التي كانت تتعلق بمسألة عنادك الطفولي ورغبتك في فعل
ما تريدينه لكنها غالباً ما تنتهي برضانا جميعاً فأنا دائماً ما أرضى بما
تريدينه وأضحي بما أريده حتى لو كان كبيراً لأن لا شيء يهمني سوا سعادتك
ولا شيء يسعدني سوا سماع ضحكتك "
صمتت إليزابيث لثوانٍ وهي تفكر في
دانيال... وكيف أنه يعرفها حق المعرفة ويعرف طباعها الطفولية العنادية
السيئة لكنه مع هذا يحبها...لكن ما بالها لا تحبه وغير مرتاحة له كثيراً...
ولا تدري لم شعرت بثغرة في صدرها تؤلمها فأحبت تلطيف الجو ونسيان الألم
فقالت " هل تعني بأنني لو قلت لك بأن ترمي بنفسك من الأعلى ستفعل؟؟ " بعدها ابتسمت.
ابتسم دانيال وقال والابتسامة واضحة في صوته " وهل تتحدينني؟؟ "
رفعت إليزابيث رأسها وقالت باستغراب " هل تعني بأنك ستفعلها؟؟ "
داعب دانيال أنف إليزابيث وقال مبتسماً " وكيف أرفض طلباً لك؟؟ "
ضحكت إليزابيث برقة وقالت " أنت مجنون "
بادلها دانيال بالضحك وهو يقول " ليست معلومة جديدة "
صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت بنبرة جدية بعض الشيء " أخبرني دانيال لماذا أحببتني "
قال دانيال ببطء وببعض الشرود
" هذا هو السؤال الوحيد الذي لم أعرف إجابته بالتحديد... لا أدري إن كنت
أحببتك بسبب رقتك... أم طفولتك... أم لطفك... أم سذاجتك... كل ما أعرفه هو
أنني أحبك.. ولن أتخلى عن هذا الحب حتى لو صار البعد بيننا كبعد الشرق عن
الغرب "
صمتت إليزابيث ولم تستطع النطق أمام
تلك الكلمات الجميلة... إذن هو لا يحبها لأجل جمالها... إنه فقط يحبها
لصفاتها... ليتها فقط توقن...ليتها.........
" غربة "
ابتسم دانيال بارتياح ثم لف ذراعه حول خصرها وجذبها نحوه وهو يقول " هل أكلتي شيئاً؟؟ "
هزت إليزابيث رأسها نفياً لكنها تذكرت بأن دانيال أعمى فكادت أن تقول لا لولا أن دانيال قال بصوت عادي وكأنه سمع إجابتها " وأنا أيضاً " بعدها رفع كيساً من الطعام وهو يقول " لهذا أحضرت طعاماً لكلينا " فقالت إليزابيث باستغراب " أليس من المفترض بأن آكل طعام المستشفى؟؟ "
أصدر دانيال صوتاً من بين شفتيه يدل على ( لا عليك منهم ) بعدها قال " إلا إن كنت تريدين التقيؤ فهذا خيارك "
ضحكت إليزابيث برقة واستغربت للارتياح الذي شعرته مع دانيال مع أنها للتو عرفته فقالت بنبرتها الناعمة " أعتقد بأنني سآكل معك فأنا لا أتقبل طعام المستشفيات "
ضحك دانيال بخفوت وهو ينهض ويضع
الطعام على طاولة مستديرة لشخصين ولا تستغربوا وجودها في الغرفة فالمستشفى
الذي كانت فيه إليزابيث لم يكن أي
مستشفى عادي فهو من أفخم وأرقى مستشفيات المدينة وبالطبع أبهظها ثمناً....
بعدها اقترب دانيال من إليزابيث وحملها على ذراعيه ليضعها على الكرسي ثم
جلس مقابلاً لها بينهما هي قالت ببعض الغضب " لا تحملني فأنا أستطيع الوقوف وحدي "
ابتسم دانيال ببهوت وقال " آسف... أنا فقط لا أريدك بأن تجهدي نفسك " بعدها بدأ يخرج الطعام من الكيس ويضعه على الطاولة.
فتحت إليزابيث العلبة التي أمامها
ومن اشتمامها للرائحة القوية عرفت بأن ما أمامها بطاطا مشوية وضع عليها
الجبن وأنواع محددة من الصلصات التي تفضلها وكانت معها وجبتها المفضلة من
مطعم ( MACDONALD) فابتسمت لأن كل شيء كان
كما تفضله هي وهذا ما دل أكثر على أنه يعرفها أكثر مما يعرف نفسه بعدها
بدأت بالأكل ولما انتهت مسحت فمها وهي تقول " حمداً لله "
ابتسم دانيال وقال " بالهناء "
أنزلت إليزابيث رأسها وقالت بنبرة خافتة جداً علمت بأن دانيال لن يسمعها لكنها لم تستطع جعلها أكثر علواً " هل... هل تدل مكان دورة المياه؟؟ "
أجابها دانيال بلا تردد " قفي.. سأدلك عليه "
رفعت إليزابيث رأسها وهي متعجبة من
كيفيه سماع دانيال لصوتها الخافت ثم وقفت ليقترب منها دانيال ويمسك كفها
الأيمن بيده بينما يده الأخرى وضعها على خصرها ثم قادها إلى دورة المياه
وجعلها تدخل لينتظرها بالخارج ولما انتهت أعادها لسريرها مرة أخرى.
جلس دانيال على الكرسي الذي بجوار سرير إليزابيث وأخذ يمسح على شعرها وهو يقول " ارتاحي الآن... هل تريدين مني بأن أرحل؟؟ "
تمتمت إليزابيث " لا يضايقني وجودك... كما أنك إن رحلت فلن تعود "
أمسك دانيال بكف إليزابيث الصغير وقال " بلا سأعود... كما أنه يجب علي إحضار ملابس جديدة لك فغداً سوف تخرجين من المستشفى "
شدت إليزابيث قبضتها على كف دانيال وهي تقول بنبرة رجاء "
ألا يمكنك توكيل أحد بإحضارهم... أرجوك... صديقاتي يمكنهن فعل هذا... أنا
فقط... أخشى بأنني إذا نمت الآن فسأعود لغيبوبتي.. وإن كان هنالك أحد
بجواري فسيساعدني ويمدني بالشجاعة "
لا يدري دانيال لم تضايق لما سمع
جملتها... إنها تريد أي أحد ليجلس بجوارها... أي أحد وليس هو بالتحديد..
لكنه كالعادة ضغط على نفسه وقال بنبرته الدافئة " إذن سأبقى بجوارك.... لن أرحل.. والآن نامي "
أغمضت إليزابيث عينيها ونامت بهدوء بينما ظل دانيال ممسكاً بكفها.
وفي صباح اليوم التالي.....
فتحت إليزابيث عينيها الزرقاوات ببطء
شديد بعدها رفعت نصفها العلوي وهي تتذكر ما حدث ليلة أمس وعن وجود دانيال
بجوارها لكنه الآن لم يكن موجوداً ولا تدري لم أحست بالخوف الشديد لهذا
قالت بنبرة خافتة " دا... دانيال؟؟ " فأتاها صوت دانيال يقول من على بعد مسافة منها " أنا هنا حبيبتي "
كان دانيال مستلق على الأريكة
البيضاء الجميلة ليكون ظهره مستند على طرفها الأول وإحدى رجليه ممدودة فوق
طرفها الثاني بينما الأخرى مطوية بخفة وقد كان يقلب كتاباً بين يديه من دون
أن يقرأه فهو لم يكن للمكفوفين ولما أجاب إليزابيث رمى الكتاب ووقف ليتوجه
لها ويقبل وجنتها وهو يقول ابتسامة " صباح الخير "
ابتسمت إليزابيث مع احمرار وجنتيها ثم قالت " صباح النور "
رفع دانيال غطاء إليزابيث ثم سحبها وهو يقول ببعض المرح المصطنع " هيا بسرعة ادخلي لدورة المياه وبدلي ملابسك فاليوم ستخرجين من هذا المكان التعيس " بعدها
قادها لدورة المياه فاستحمت هي بصعوبة ثم خرجت وهي ترتدي منشفة بيضاء تصل
لما فوق الركبة بقليل فأحضر لها دانيال ملابسها بسرعة حتى لا تبرد ثم قال " هل أساعدك في ارتدائها؟؟ "
قالت إليزابيث ببعض الحدة " أستطيع تدبر أموري بمفردي " بعدها أمسكت بالملابس وقالت " هل ستبقى هنا؟؟"
ابتسم دانيال وقال " أنا لا أراك إليزابيث "
تذكرت إليزابيث هذا فبدأت باستبدال
ملابسها وهي تشعر بالإحراج الشديد لكنها تجاهلته وارتدت فستاناً باللون
الأزرق الغامق لكنها لم تستطع إغلاق أزرته فهي في الخلف فقالت بخجل كبير " هلا... هلا تساعدني في غلق الأزرة "
ابتسم دانيال وتمتم صوت خافت " أخبرتك " بعدها
توجه لها ومرر كفه على ظهرها العاري فارتعش جسدها واحمرت وجنتاها كثيراً
لوما شعر بها دانيال أسرع في إغلاق الأزرة لها فسرحت هي شعرها ولما انتهت
تناولت الفطور برفقة دانيال... وعلى الطاولة...
قضمت إليزابيث قضمة من طعامها ثم قالت بصوت خافت " إلى... إلى أين سأذهب بعد خروجي من هنا؟؟ "
صمت دانيال للحظات ثم قال " إلى منزلنا بالطبع "
لا تدري إليزابيث لم شعرت بارتباك
فقد تذكرت بأن لها الآن منزلاً تعيش فيه وأناساً تسكن معهم ولم تعد تعيش
وحدها في شقة صغيرة كالسابق.
ابتسم دانيال وقال " ما بك؟؟ "
هزت إليزابيث رأسها نفياً وهي تقول " لا شيء " ولما انتهت من طعامها قالت " حمداً لله " فابتسم دانيال من جديد ووقف ليحمل حقائبها وهو يقول " هيا "
وقفت إليزابيث وخرجت من الغرفة بصحبة
دانيال الذي وقع على خروجها من المستشفى وأنزلها للطابق السفلي حيث تقف
سيارته السوداء الفاخرة فلما رآه سائقها اتجه له بسرعة وانحنى ليحمل
الحقائب وهو يقول " السيارة من هنا سيدي "
أومأ دانيال برأسه ثم أمسك بخصر إليزابيث ليقودها نحو السيارة ويفتح لها الباب وهو يقول " تفضلي "
دخلت إليزابيث بحذر ليدخل دانيال
بعدها وتتحرك السيارة متجهة إلى منزل السيد إدموند الكبير ولما وصلوا خرج
دانيال برفقة إليزابيث ليدخلها داخل المنزل ويصعد بها للطابق الثاني وهو
يقول " مرحباً بعودتك "
لم تنبس إليزابيث ببنت شفه بينما
أخذها دانيال عبر ذلك الممر الطويل والذي يحوي العديد من الأبواب المتشابهة
لكنه لم يمشي كثيراً وفتح الباب الثاني على اليمين وهو يقول " ها هي غرفتنا "
وقفت إليزابيث وتراجعت بعض الشيء وهي تقول بتساؤل " غرفتنا؟؟ "
صمت دانيال لثوانٍ وهو يحاول التماس ما تقصده ثم قال " نعم غرفتنا... ما بك إليزابيث؟؟ "
أخذت إليزابيث نفساً عميقاً ثم قالت بنبرة قاسية " لابد بأنك مخطئ فأنا لن أقيم معك بغرفة واحدة "
لكم آلمت كلمات إليزابيث القاسية قلب دانيال وجرحت نبرتها القاسية روحه لكنه كالعادة تماسك وقال " لا بأس... سآمرهم بتجهيز غرفة أخرى لك... لكن أدخلي لترتاحي ريثما ينتهون من تجهيزها "
تراجعت إليزابيث للخلف أكثر وهي تهز رأسها نفياً ثم قالت بنبرة قاسية وباردة " لا أريد "
عض دانيال على شفته السفلى بمرارة وكادت الدموع بأن تهرب من عينيه لكنه في آخر لحظة جمع شظايا ما تبقى من قلبه وقال بنبرة خافتة " لا بأس " بعدها
نادَ الخادمة وأمرها بتجهيز الغرفة المقابلة لغرفته تماماً بعدها أمسك بكف
إليزابيث البارد وقادها للصالة حيث كان السيد إدموند يجلس ويشاهد التلفاز
فلما رآها قال بسرور " مرحباً بعودتك يا ابنتي "
لم تجب إليزابيث وظلت تتساءل في نفسها عن هوية الشخص الذي أمامها فقال دانيال بصوت خافت " إليزابيث... هذا والدي... وهو يعيش هنا في هذا المنزل "
أومأت إليزابيث برأسها دون أن تنطق
فأجلسها دانيال على الكنبة وجلس هو على بعد منها فهو يعلم بأنها غير مطمئنة
له كثيراً ولا تحبه بل هي فقط تستلطفه لطيبة تعامله معها وحديث صديقاتها
عنه.
بعدها أنهت الخادمة تنظيف الغرفة أخذ دانيال إليزابيث لغرفتها الجديدة ثم قال للخادمة " أخرجي ملابس إليزابيث من غرفتي وخذيهم بعيداً ثم أحضري ملابسها القديمة "
أومأت الخادمة برأسها ثم رحلت وأغلقت الباب خلفها فاستدار دانيال وقال لإليزابيث بابتسامة مصطنعة
" آسف لجعلك ترتدين ملابسك القديمة لم يتسن لي شراء ملابس جديدة لك فكما
تعلمين... كل ملابسك التي كانت في غرفتي خاصة بالـ... حوامل "
أشاحت إليزابيث بوجهها فهي لا تزال
متضايقة من فكرة أنها كانت حامل من ذلك الشاب الذي لا تعرفه حتى لهذا لم
تجب ومشت وهي تتحسس ما حولها إلى أن وصلت لسريرها فجلست عليه بصمت.
اقترب دانيال من إليزابيث وجلس بجوارها وهو يقول بتفهم
" إليزابيث... أنا أفهمك جيداً... ولن أضغط عليك أو حتى أضايقك... إن
احتجتِ لأي شيء فغرفتي أمام غرفتك بالضبط... وإن كنت لا تريدين طلب شيء مني
فلا بأس.. لديك جرس ملتصق على باب غرفتك وبمجرد الضغط عليه ستأتي لك خادمة
تدعى فيرجي... إنها صغيرة ولطيفة وسوف تساعدك في كل شيء... وإن شعرت
بالوحدة فنادني... يمكننا بأن نخرج ونتكلم سوية... لن أتكلم عن الماضي إن
كان يزعجك... سأتكلم معك فقط... عن أي شيء تريدينه... فقط اعلمي بأنني
بجوارك... أحملك كلما وقعت...... وأضمك كلما بكيت..... لن أتخلى عنك حتى
ولو اضطررت أن أتخلى عن حياتي لأجلك.... هذا وعد... وقد قلت لك هذا الكلام
سابقاً... أتمنى فقط بأن تتذكريه في يوم من الأيام " بعدها قبل رأسها بحنان ورحل من دون أن يضيف شيئاً أخراَ.
رمت إليزابيث بنفسها على السرير وهي تزفر بحدة وتقول في نفسها
( إنه لطيف... لطيف جداً وطيب... يحبني ويهتم بي كثيراً... لكنني لا أكف
عن معاملته ببرود وقسوة.... آه ليتني أتذكره فقط... أو حتى أحبه حتى يتحسن
أسلوب تعاملي معه... لكنني لا أكف عن التفكير بجوش.... كيف لي بأن أصدق
بأنه شرير وحقير إلى هذه الدرجة... وقد كان ألطف الناس معي... في البداية
خانني وغدر بي... ثم آذاني وأفقدني بصري ) بعدها وضعت كفها على وجنتها اليسرَ لتتحسس الندب الذي تركه لها فأكملت في نفسها
( وهذا الندب أكبر دليل على صحة ما أخبروني به.... أنا لا أصدق... كيف
لهذا بأن يحدث وأنا لا أتذكر منه شيئاً... أنا فقط أتذكر ذلك الاختناق الذي
شعرت به في السيارة... هذا آخر ما أذكره من حياتي... كيف لي بأن أحب
وأتزوج وأحمل ولا أتذكر شيئاً؟؟... آه ليت هذه الذاكرة اللعينة تعود...
ليتها )
هبط الليل سريعاً وشعرت إليزابيث
بالضيق من الجلوس وحيدة في غرفتها فوقفت وتحسست المكان إلى أن وصلت للباب
ففتحته ببطء ومن دون أن تصدر أي صوت وسارت إلى الأمام وهي لا تعرف ما
وجهتها وسارت أكثر إلى أن وصلت إلى الدرج وكان من المفترض بفتاة عمياء لا
تعرف المكان بأن تواصل سيرها وتقع لكنها وقفت بلا سبب تعرفه وبدأت تتحسس
الأرضية بقدمها فوجدت بأن ما أمامها درج فنزلت وهي مستغربة لما يحدث لها...
فكيف تحس بك ما حولها وتعرف طريقها؟؟... هل هذا دلالة على صدق ما قيل
لها؟؟... نزلت للأسفل وأخذت تجول في الأرجاء على غير هدى إلى أن سمعت صوتاً أنثوياً رقيقاً يقول " هل تحتاجين إلى مساعدة سيدة إليزابيث؟؟ " فانتفضت وقالت " مـ... من أنتِ؟؟ "
انحنت الفتاة بلباقة وقالت " أدعى فيرجي... وأنا خادمتك... هل تحتاجين لأي شيء؟؟ "
هزت إليزابيث رأسها نفياً ثم قالت " أنا فقط أتجول "
فيرجي " قد تتعرضين للخطر سيدتي فالبيت كبير جداً ومليء بالدرجات والممرات المتوهة.. هل أنادي السيد دانيال ليمشي معك؟؟ "
صمتت إليزابيث لثوانٍ وهي تفكر في كيفيه معرفة دانيال لكل الطرق لكنها تجاهلت تساؤلاتها وقالت " وهل كان دانيال يمشي معي دائماً؟؟ "
ابتسمت فيرجي وقالت بلطف " بالطبع " بعدها قالت وابتسامة في صوتها " هل أناديه أم أنك بتي تخافين منه؟؟ "
ارتبكت إليزابيث وقالت " لا... بالطبع لا... لم أخاف منه؟؟ " بعدها أشاحت بوجهها وهي تقول " ناديه إن كنت تريدين فهو لا يهمني "
تقارب حاجبا فيرجي باستغراب واستياء وقالت " لا يهمك؟؟... ألهذه الدرجة أصبحت تكرهينه... ثم... إن الأمر لا يتوقف على ما أريده أنا بل على ما تريدينه أنت فأنت هي سيدتي "
رفعت إليزابيث رأسها وهي تأخذ نفساً عميقاً ثم قالت " لا... أنا لا أكرهه... أنا فقط... أشعر بالغربة... لكنني بالفعل أكره كلمة سيدتي هذه فنادني بإليزابيث فقط "
ابتسمت فيرجي وقالت " كما تشائين سيـ... إليزابيث... والآن هل تريدين مني بأن أطلب منه القدوم؟؟ "
أنزلت إليزابيث رأسها وقالت " أخشى بأن أزعجه.. ر... ربما هو مشغول الآن "
هزت فيرجي رأسها نفياً وهب تقول
" بالتأكيد لا فهو في أشد الشوق إليك الآن... ولو يستطيع لقضى ليله ونهاره
بجوارك لكنك... لا يهم... أكيد بأنه الآن يعزف على البيانو خاصته "
صمتت إليزابيث ثم قالت " لا بأس "
ابتسمت فيرجي ثم توجهت للطابق العلوي
وبالتحديد لغرفة دانيال فطرقت الباب بطرقات خفيف وانتظرت إلى أن أتاها صوت
دانيال يأذن لها بالدخول فدخلت لتجده مستلق على الأريكة ويقرأ كتاباً
فقالت وابتسامة على وجهها " المعذرة على إزعاجك سيدي لكن السيدة إليزابيث تريد بأن تتمشى قليلاً "
وضع دانيال دبوساً باللون الأحمر على الصفحة التي كان يقرأها ثم نهض بعد أنا أغلق الكتاب وتوجه لفيرجي ليمشي بجوارها وهو يقول " أين هي؟؟ "
ابتسمت فيرجي وقالت " في الطابق السفلي قرب المدخل "
وضع دانيال يديه في جيبيه وقال بعد أن رفع أحد حاجبيه " أنا أعرفك فيرجي.. فهل حقاً هي طلبت هذا أم أنك أجبرتها بألاعيبك؟؟ "
ضحكت فيرجي بخفوت ثم قالت " لنقل بأنني استخدمت أسلوبي الخاص "
أخذ دانيال نفساً عميقاً ثم قال وهو يزفره " اسمعيني... لا تقسي عليها كثيراً... وحاولي قدر الإمكان بأن تكوني صديقتها لا خادمتها "
أومأت فيرجي برأسها إيجابياً وهي تقول " كما تشاء سيدي " بعدها سارا إلى أن وصلا لإليزابيث فتوقف دانيال وأخذ نفساً عميقاً بعدها أجبر نفسه على الابتسام وقال " هل طلبتني؟؟ "
لم تجبه إليزابيث فمشى تجاهها ولف ذراعه حولها وهو يقول " إلى أن تريدين الذهاب؟؟ "
أجابته إليزابيث بصوت خافت " لا أدري فهو منزلك "
رد عليها دانيال مصححاً بقوله " بل هو منزلنا " بعدها بدأ بالسير مجبراً إليزابيث على السير معه وبعد دقائق من الصمت توقف ثم خلع سترته وناولها إليزابيث وهو يقول " ارتدي هذه... سنذهب للخارج والجو بارد جداً"
مدت إليزابيث ذراعها لتلتقط السترة بكفها وهي مترددة بعض الشيء بعدها أدخلت ذراعيها في كميها الطويلين وارتدتها.
فتح دانيال باب الحديقة فهب هواء
بارد جداً عليهما فأمسكها من خصرها بيده اليسرَ وبيده اليمنى أمسك بكفها
بعدها سار إلى أن وصل لأحد الكراسي الخشبية الطويلة وجلس عليها.
كانت الحديقة مغطاة بالثلوج البيضاء
الناصعة وقد كانت صغيرة بعض الشيء فهي حديقة داخلية لها سور من جدران طويلة
بعض الشيء يغطي معظمها الثلج وقد كانت فيها عدة الأشجار المغطاة بالثلوج
كذلك...و لم تكن الشمس قوية ففصل الشتاء كان قاسياً جداً.
ابتسم دانيال ابتسامة باهتة ثم قال " لقد كنا نجلس هنا دائماً... حتى والجو بارد "
أشاحت إليزابيث بوجهها وهي تضم نفسها وتقول " إنه بارد جداً "
قرب دانيال جسده من جسد إليزابيث ولف ذراعه حولها وهو يقول " أأدفئك؟؟ "
من دون سابق إنذاردفعت إليزابيث دانيال بكل قوتها وهي تصرخ " ابتعد " بعدها عاودت ضم نفسها وهي تشيح بوجهها بعيداً.
تراجع دانيال للخلف بيدين مرتجفتين وجسد مرتعش وأخذ يستمع إلى أنفاس إليزابيث المضطربة المختلطة بصرخات الرياح بعدها قال بصوت خافت " أ... آسفة... لم أقصد " وقد كسر صوته مرتين في تلك الجملة.
لم تجبه إليزابيث فقال مرة أخرى بصوت مرتجف " أنا حقاً آسف... لقد كنت مخطئاً وأخلفت بوعدي فقد وعدتك بأنني لن أضغط عليك أو أجبرك على أي شيء ترفضينه "
أحست إليزابيث بأن ردة فعلها كانت قاسية بعض الشيء ومبالغ فيها فاقتربت منه بتردد ووضعت رأسها على صدره.
كان دانيال متجمداً في مكانه وهو يحس
بإليزابيث تقترب منه وهدأ بعض الشيء لما وضعت رأسها على صدره لكنه تفاجأ
من جديد لما ضمت ساقيها الصغيرتين إليه بسرعة ثم قالت " آسفة... ما كان علي بأن أتصرف بتلك الطريقة فأنت... زوجي رغم كل شيء "
صمت دانيال لبرهة ثم لف ذراعه حولها وهو يقول " ليس عليك بأن تجبري نفسك على أي شيء لأجلي... افعلي ما يريحك وسأكون مسروراً"
هزت إليزابيث رأسها نفياً وهي تقول " أنا لا أفعل هذا لأجلك... بل أنا أريد هذا فأنا أشعر بالبرد وجسدك دافئ جداً "
وضع دانيال ابتسامة شاحبة على وجهه ثم ضمها أكثر إليه ليجلس في هدوء حطمته إليزابيث لما قالت بتردد " دانيال؟؟ "
أصدر دانيال صوتاً من دون أن يفتح فمه ليحثها على الكلام فقالت هي بتردد أكبر " هل.. هل يمكنك إخباري كيف كانت حياتنا؟؟ "
أغمض دانيال عينيه ثم حوطها بذراعه الأخرى وأسند ذقنه على رأسها بعدها قال
" لقد كانت مثالية... فأنا أحبك كثيراً وأنت كنت كذلك... لم تكن بيننا
خلافات ومشاجرات غير التي كانت تتعلق بمسألة عنادك الطفولي ورغبتك في فعل
ما تريدينه لكنها غالباً ما تنتهي برضانا جميعاً فأنا دائماً ما أرضى بما
تريدينه وأضحي بما أريده حتى لو كان كبيراً لأن لا شيء يهمني سوا سعادتك
ولا شيء يسعدني سوا سماع ضحكتك "
صمتت إليزابيث لثوانٍ وهي تفكر في
دانيال... وكيف أنه يعرفها حق المعرفة ويعرف طباعها الطفولية العنادية
السيئة لكنه مع هذا يحبها...لكن ما بالها لا تحبه وغير مرتاحة له كثيراً...
ولا تدري لم شعرت بثغرة في صدرها تؤلمها فأحبت تلطيف الجو ونسيان الألم
فقالت " هل تعني بأنني لو قلت لك بأن ترمي بنفسك من الأعلى ستفعل؟؟ " بعدها ابتسمت.
ابتسم دانيال وقال والابتسامة واضحة في صوته " وهل تتحدينني؟؟ "
رفعت إليزابيث رأسها وقالت باستغراب " هل تعني بأنك ستفعلها؟؟ "
داعب دانيال أنف إليزابيث وقال مبتسماً " وكيف أرفض طلباً لك؟؟ "
ضحكت إليزابيث برقة وقالت " أنت مجنون "
بادلها دانيال بالضحك وهو يقول " ليست معلومة جديدة "
صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت بنبرة جدية بعض الشيء " أخبرني دانيال لماذا أحببتني "
قال دانيال ببطء وببعض الشرود
" هذا هو السؤال الوحيد الذي لم أعرف إجابته بالتحديد... لا أدري إن كنت
أحببتك بسبب رقتك... أم طفولتك... أم لطفك... أم سذاجتك... كل ما أعرفه هو
أنني أحبك.. ولن أتخلى عن هذا الحب حتى لو صار البعد بيننا كبعد الشرق عن
الغرب "
صمتت إليزابيث ولم تستطع النطق أمام
تلك الكلمات الجميلة... إذن هو لا يحبها لأجل جمالها... إنه فقط يحبها
لصفاتها... ليتها فقط توقن...ليتها.........
المشاعر تتضارب في عثل إليزابيث*
فهل ستستطيع تحديد مشاعرها؟؟*
أم أنها ستظل تهرب منها ومن الثغرة التي ظهرت في منتصف صدرها؟؟
*أحداث كثيرة ستحدث في الأجزاء الأخيرة
*ستتعقد الأمور كثيراً
*فهل ستكون نهايتنا سعيدة؟؟
*وهل يمكن للسعادة بان تتحقق في جوء واحد فقط؟؟
الإثنين فبراير 27, 2012 4:33 pm من طرف prnsjo
» من أجمل ما قرآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآت
الإثنين فبراير 27, 2012 4:30 pm من طرف prnsjo
» كم منا يريد ان يرى المصطفى فى منامه
الجمعة فبراير 24, 2012 5:11 pm من طرف prnsjo
» كيف نعشق الصلاة
الجمعة فبراير 24, 2012 5:06 pm من طرف prnsjo
» نكت 2012
الجمعة فبراير 17, 2012 1:59 am من طرف Biso_basim
» نكت جامده جدا
الجمعة فبراير 17, 2012 1:52 am من طرف Biso_basim
» اجمل و اجمد و اروش نكت
الجمعة فبراير 17, 2012 1:42 am من طرف Biso_basim
» نكت بخلاء
الجمعة فبراير 17, 2012 1:40 am من طرف Biso_basim