قرأتم فيما سبق.....
صمتت إليزابيث محثة دانيال على الحديث فقال هو بخفوت وبتردد واضح " إ... إليزابيث... هل... هل حقاً عنيتِ ما قلتيه ليلة أمس؟؟ "
أومأت إليزابيث برأسها إيجابياً وقالت " نعم "
صمت دانيال لبرهة ثم قال " هل حقاً... تريدين بدء حياة جديدة؟؟ "
ازداد خفوت صوت إليزابيث لما قالت " نعم "
أغمض دانيال عينيه وعض على شفتيه وهو يضغط على مشاعره ثم قال بصوت خافت " هل تريدين بأن..... تنسيني؟؟ " وقد كسر صوت فيما قال.
ازداد خفوت صوت إليزابيث فأصبح أقل درجة من الهمس عندما قالت " نعم "
صمت دانيال مطولاً وهو يعض على شفته السفلى بقوة حتى أدمت ويحاول الإمساك بأعصابه بعدها قال " إذن... هل تريدين مني بأن أط.... أطلقك "
صمتت إليزابيث لدقائق طويلة وهي تعرف
بأن ما ستقوله في هذه اللحظة سوف يحدد مصيرها لبقية حياتها فبعد أن حسمت
أمرها تحركت شفتاها لتنطقان " نـ.. نعم "
أومأت إليزابيث برأسها إيجابياً وقالت " نعم "
صمت دانيال لبرهة ثم قال " هل حقاً... تريدين بدء حياة جديدة؟؟ "
ازداد خفوت صوت إليزابيث لما قالت " نعم "
أغمض دانيال عينيه وعض على شفتيه وهو يضغط على مشاعره ثم قال بصوت خافت " هل تريدين بأن..... تنسيني؟؟ " وقد كسر صوت فيما قال.
ازداد خفوت صوت إليزابيث فأصبح أقل درجة من الهمس عندما قالت " نعم "
صمت دانيال مطولاً وهو يعض على شفته السفلى بقوة حتى أدمت ويحاول الإمساك بأعصابه بعدها قال " إذن... هل تريدين مني بأن أط.... أطلقك "
صمتت إليزابيث لدقائق طويلة وهي تعرف
بأن ما ستقوله في هذه اللحظة سوف يحدد مصيرها لبقية حياتها فبعد أن حسمت
أمرها تحركت شفتاها لتنطقان " نـ.. نعم "
البارت التاسع والثلاثون ( قبل الأخير)
" الوداع الأخير "
" الوداع الأخير "
لنقل بأن جزءاً من دانيال كان متوقعاً هذه الإجابة الجارحة ولكن
جزءه الآخر كان متشبثاً بأسنانه بأمل كاذب على أن تكون إجابتها بلا لكن كل
هذا تلاشى مع نطقها لأول حرف فكادت الدموع أن تفر من عينيه رغبة من النجاة
من آلامه لكنه أمسك بها لتسانده قليلاً ثم قال بصوت بارد مختلط مع بعض
الارتجافة " إذن... بما أن غداً عطلة فسأذهب بعد غد للمحكمة و...
أساوي أوراق الطلاق... ثم سأساوي أوراقك لتعودي للمسكن... أرجو بأن تكوني
سعيدة.. وتجدي أفضل من هذه الحياة البائسة " وكان سيكمل لكن غصة في حلقه منعته لكنه ازدرد لعابه وقال " وتجدي شخصاً يحبك و.. " توقف مرة أخرى وأخذ نفساً عميقاً ثم قال أكمل بصوت متألم " ويهتم بك أفضل وأكثر مني... مع أنني أشك في هذا " ولم
يستطع كبت دموعه أكثر من ذلك فخرج مسرعاً وأغلق الباب بعدها دخل لغرفته
ودفع الباب برجله ليغلق قوة واستند عليه ودموعه تتساقط بغزارة فعض على شفته
السفلى بمرارة أولم كبيرين وهو يتخيل أن تحبحبيبته
الأولى والأخيرة غيره... وأن تكون بين يديه.. لا يمكن... لا يمكن... لا
تفعلي بي هذا إليزابيث... إليزابيث أنا أرجوك لا تفعلي بي هذا... أنت هي
إكسير حياتي... سوف أكون جسداً بلا روح من دونك... أو... هذا ما أنا عليه
الآن... إليزابيث أنا أتوسل إليك... لا تتركيني وحيداً... أنت هي حياتي...
أنت هي حلمي... أنتي قريبة مني... لا يفصل بيننا إلى باب... لكنك في واقع
الأمر بعيدة عني بمآت الأميال... حتى خيالك... حتى خيالك في عقلي صار
بعيداً... إليزابيث... أشعر بالوحدة من دونك... لا تتركيني.... لا تتركيني
وحيداً....
أخذ دانيال يجول في الغرفة بألم وقهر
وهو يخلل أصابع يديه بين خصلات شعره ويمسح العرق المتصبب من جبينه إثر
القهر المكبوت داخله... قال في نفسه مدعياً الثبات ( كفى دانيال.. كفى... لقد وعدت بأن لا تبكي... لقد وعدت ) فمسح
دموعه بيديه المرتجفتين وبحركة مفاجأة ركل الطاولة الخشبية الصغيرة التي
أمامه بكل ما في جسده من قوة وبكل ما في نفسه من كبت فارتطمت بالجدار
لتتكسر وتتكسر سيقانها الأربعة... وراح يضرب ما حوله بكل قوته محاولاً
إخراج القهر الذي في نفسه وهو يقول بصوت أقرب للصراخ " لماذا؟؟... لماذا؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟... أنا أحبها... لم علي بأن أضحي دائماً؟؟... لم؟؟ " ثم جلس على طرف السرير وهو مخلل كفيه بين خصلات شعره ومخفض رأسه ليستند على كفيه وأصبح يردد اسم إليزابيث حتى ثقل على لسانه.
جزءه الآخر كان متشبثاً بأسنانه بأمل كاذب على أن تكون إجابتها بلا لكن كل
هذا تلاشى مع نطقها لأول حرف فكادت الدموع أن تفر من عينيه رغبة من النجاة
من آلامه لكنه أمسك بها لتسانده قليلاً ثم قال بصوت بارد مختلط مع بعض
الارتجافة " إذن... بما أن غداً عطلة فسأذهب بعد غد للمحكمة و...
أساوي أوراق الطلاق... ثم سأساوي أوراقك لتعودي للمسكن... أرجو بأن تكوني
سعيدة.. وتجدي أفضل من هذه الحياة البائسة " وكان سيكمل لكن غصة في حلقه منعته لكنه ازدرد لعابه وقال " وتجدي شخصاً يحبك و.. " توقف مرة أخرى وأخذ نفساً عميقاً ثم قال أكمل بصوت متألم " ويهتم بك أفضل وأكثر مني... مع أنني أشك في هذا " ولم
يستطع كبت دموعه أكثر من ذلك فخرج مسرعاً وأغلق الباب بعدها دخل لغرفته
ودفع الباب برجله ليغلق قوة واستند عليه ودموعه تتساقط بغزارة فعض على شفته
السفلى بمرارة أولم كبيرين وهو يتخيل أن تحبحبيبته
الأولى والأخيرة غيره... وأن تكون بين يديه.. لا يمكن... لا يمكن... لا
تفعلي بي هذا إليزابيث... إليزابيث أنا أرجوك لا تفعلي بي هذا... أنت هي
إكسير حياتي... سوف أكون جسداً بلا روح من دونك... أو... هذا ما أنا عليه
الآن... إليزابيث أنا أتوسل إليك... لا تتركيني وحيداً... أنت هي حياتي...
أنت هي حلمي... أنتي قريبة مني... لا يفصل بيننا إلى باب... لكنك في واقع
الأمر بعيدة عني بمآت الأميال... حتى خيالك... حتى خيالك في عقلي صار
بعيداً... إليزابيث... أشعر بالوحدة من دونك... لا تتركيني.... لا تتركيني
وحيداً....
أخذ دانيال يجول في الغرفة بألم وقهر
وهو يخلل أصابع يديه بين خصلات شعره ويمسح العرق المتصبب من جبينه إثر
القهر المكبوت داخله... قال في نفسه مدعياً الثبات ( كفى دانيال.. كفى... لقد وعدت بأن لا تبكي... لقد وعدت ) فمسح
دموعه بيديه المرتجفتين وبحركة مفاجأة ركل الطاولة الخشبية الصغيرة التي
أمامه بكل ما في جسده من قوة وبكل ما في نفسه من كبت فارتطمت بالجدار
لتتكسر وتتكسر سيقانها الأربعة... وراح يضرب ما حوله بكل قوته محاولاً
إخراج القهر الذي في نفسه وهو يقول بصوت أقرب للصراخ " لماذا؟؟... لماذا؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟... أنا أحبها... لم علي بأن أضحي دائماً؟؟... لم؟؟ " ثم جلس على طرف السرير وهو مخلل كفيه بين خصلات شعره ومخفض رأسه ليستند على كفيه وأصبح يردد اسم إليزابيث حتى ثقل على لسانه.
رمت
إليزابيث بنفسها على الوسادة وراحت تجهش بالبكاء... صحيح بأنها تريد هذا
ولكن جزءاً كبيراً منها أو بالأصح عقلها الباطن يأمرها بالتراجع ويؤنبها
ويطلب منها بأن تذهب حالاً إلى دانيال لتضمه وتخبره بأنها تراجعت عن
قرارها... كما أنه يعذبها سمع ارتجافه صوت دانيال وجملته الأخيرة... هل
حقاً يحبني إلى هذا الحد؟؟... ألن يحبني أحد آخر مثله؟؟... هل سيضل يحبني
حتى بعد أن يطلقني؟؟.. أم إنه سيمضي قدماً وينساني؟؟.. هل يا ترى سأسمع في
يوم عن زواجه بفتاة أخرى؟؟... وهل سأشعر بالغيرة بعدها؟؟.... آآآه لما أفكر
في هذا الآن؟؟......
طرق باب غرفة إليزابيث فقالت هذه الأخيرة " من؟؟ " فأتاها صوت أنثوي يقول " إليزابيث... هل ستنزلين إلى الفطور؟؟... لقد طلب مني السيد دانيال بأن أصطحبك "
نهضت إليزابيث وفتحت الباب وهي تمسح دموعها ثم قالت البكاء واضح في نبرتها " هيا فيرجي "
نظرت فيرجي إليها بشك واستغراب ثم قالت " هل كنت تبكين؟؟ "
ارتبكت إليزابيث وقالت بتلعثم " أبكي.. لا.. ولم قد أبكي... لا تكوني سخيفة "
رفعت فيرجي أحد حاجباها وهي تقول " ما بكما اليوم أنت والسيد دانيال لستما على طبيعتكما فآثار البكاء على وجهك وشرود السيد دانيال وحزنه "
قالت إليزابيث " هل حقاً كان يبدو حزين؟؟ "
أومأت فيرجي برأسها وهي تقول "
إذا شرد السيد دانيال وتعامل مع الكل ببرود فهذا يعني بأنه إما حزين أو
غاضب... لقد علمتني هذا بنفسك إليزابيث... والآن دعينا من الأمر ولننزل " قالتها وهي تمد يدها.
تمتمت إليزابيث بشرود قائلة " أنا أخبرتها؟؟ " بعدها مدت يدها لتمسك بفيرجي وتمشي معها لغرفة الطعام.
دخلت إليزابيث لغرفة الطعام وجلست
وقد كان دانيال موجوداً لكنه لم ينبس ببنت شفه فادعت هي الأكل كعادتها إلى
أن دخل السيد إدموند بسرعة وهو يغلق أزرة بدلته الرسمية ويقول استعجال " لا أصدق بأنني تأخرت إلى هذا الحد " بعدها أمسك خبزه من النوع الفرنسي ووضع عليها بعض الزبد وهو يقول لرجل دخل خلفه " ماذا لدي اليوم جيري؟؟ "
قال رجل نحيف يبدو أكبر من دانيال بعدة سنوات ويرتدي بذلة رسمية " لديك اجتماع بعد نصف ساعة سيدي مع بعض مدراء الشركات... بعدها لديك توقيع عقد بالإضافة إلى الذهاب لرؤية مشروعنا الجديد سيدي "
زفر السيد إدموند ثم قال " يا إلهي هذا كثير " بعدها لاحظ شرود دانيال وبهوت وجهه فقال صوت خافت " ما بك بني؟؟... هل من شيء يضايقك؟؟ "
رد دانيال على والده بصوت خافت قائلاً " فيما بعد أبي " بعدها أشار بخنصر يده اليمنى الممسكة بالملعقة إلى إليزابيث فعلم السيد إدموند بأنه لا يريد الكلام أمامها لهذا رفع كتفيه وقال " كما تشاء " بعدها أمال جسده جهة دانيال وقال بلهجة تحذيرية " لكننا سنناقش الأمر لاحقاً... لا تتوقع بأنك تستطيع إخفاء شيء عني "
هز دانيال رأسه نفياً ثم قال " لا تقلق أبي.. لن أخفي عليك شيئاً كما أنك ستعرف عاجلاً أم آجلاً "
خرج السيد إدموند وهو يقول " إذاً إلى اللقاء "
إليزابيث بنفسها على الوسادة وراحت تجهش بالبكاء... صحيح بأنها تريد هذا
ولكن جزءاً كبيراً منها أو بالأصح عقلها الباطن يأمرها بالتراجع ويؤنبها
ويطلب منها بأن تذهب حالاً إلى دانيال لتضمه وتخبره بأنها تراجعت عن
قرارها... كما أنه يعذبها سمع ارتجافه صوت دانيال وجملته الأخيرة... هل
حقاً يحبني إلى هذا الحد؟؟... ألن يحبني أحد آخر مثله؟؟... هل سيضل يحبني
حتى بعد أن يطلقني؟؟.. أم إنه سيمضي قدماً وينساني؟؟.. هل يا ترى سأسمع في
يوم عن زواجه بفتاة أخرى؟؟... وهل سأشعر بالغيرة بعدها؟؟.... آآآه لما أفكر
في هذا الآن؟؟......
طرق باب غرفة إليزابيث فقالت هذه الأخيرة " من؟؟ " فأتاها صوت أنثوي يقول " إليزابيث... هل ستنزلين إلى الفطور؟؟... لقد طلب مني السيد دانيال بأن أصطحبك "
نهضت إليزابيث وفتحت الباب وهي تمسح دموعها ثم قالت البكاء واضح في نبرتها " هيا فيرجي "
نظرت فيرجي إليها بشك واستغراب ثم قالت " هل كنت تبكين؟؟ "
ارتبكت إليزابيث وقالت بتلعثم " أبكي.. لا.. ولم قد أبكي... لا تكوني سخيفة "
رفعت فيرجي أحد حاجباها وهي تقول " ما بكما اليوم أنت والسيد دانيال لستما على طبيعتكما فآثار البكاء على وجهك وشرود السيد دانيال وحزنه "
قالت إليزابيث " هل حقاً كان يبدو حزين؟؟ "
أومأت فيرجي برأسها وهي تقول "
إذا شرد السيد دانيال وتعامل مع الكل ببرود فهذا يعني بأنه إما حزين أو
غاضب... لقد علمتني هذا بنفسك إليزابيث... والآن دعينا من الأمر ولننزل " قالتها وهي تمد يدها.
تمتمت إليزابيث بشرود قائلة " أنا أخبرتها؟؟ " بعدها مدت يدها لتمسك بفيرجي وتمشي معها لغرفة الطعام.
دخلت إليزابيث لغرفة الطعام وجلست
وقد كان دانيال موجوداً لكنه لم ينبس ببنت شفه فادعت هي الأكل كعادتها إلى
أن دخل السيد إدموند بسرعة وهو يغلق أزرة بدلته الرسمية ويقول استعجال " لا أصدق بأنني تأخرت إلى هذا الحد " بعدها أمسك خبزه من النوع الفرنسي ووضع عليها بعض الزبد وهو يقول لرجل دخل خلفه " ماذا لدي اليوم جيري؟؟ "
قال رجل نحيف يبدو أكبر من دانيال بعدة سنوات ويرتدي بذلة رسمية " لديك اجتماع بعد نصف ساعة سيدي مع بعض مدراء الشركات... بعدها لديك توقيع عقد بالإضافة إلى الذهاب لرؤية مشروعنا الجديد سيدي "
زفر السيد إدموند ثم قال " يا إلهي هذا كثير " بعدها لاحظ شرود دانيال وبهوت وجهه فقال صوت خافت " ما بك بني؟؟... هل من شيء يضايقك؟؟ "
رد دانيال على والده بصوت خافت قائلاً " فيما بعد أبي " بعدها أشار بخنصر يده اليمنى الممسكة بالملعقة إلى إليزابيث فعلم السيد إدموند بأنه لا يريد الكلام أمامها لهذا رفع كتفيه وقال " كما تشاء " بعدها أمال جسده جهة دانيال وقال بلهجة تحذيرية " لكننا سنناقش الأمر لاحقاً... لا تتوقع بأنك تستطيع إخفاء شيء عني "
هز دانيال رأسه نفياً ثم قال " لا تقلق أبي.. لن أخفي عليك شيئاً كما أنك ستعرف عاجلاً أم آجلاً "
خرج السيد إدموند وهو يقول " إذاً إلى اللقاء "
هبط الليل بسرعة البرق فاختبأ الجميع في غرفهم وفي غرفة دانيال....
جلس هذا الأخير على سريره وقال في نفسه محاولاً تهدئتها ( لا تقلق دانيال... كل شيء سيعود إلى طبيعته.. كل شيء.... سوف أعود كالسابق... هادئ منعزل بارد الأعصاب... وقاسي ) بعدها تذكر موقفه مع ديانا في السابق وتوقف عند كلماتها لما قالت بغضب " بلا قلب.... قاسي..... مغفل... أكرهك " بعدها أكمل في نفسه
( نعم... كهذا تماماً... سوف أعود كما كنت... وكأن شيئاً لم يحدث.. كيف
كنت أعيش سابقاً؟؟... آه لا أستطيع التذكر... وكأنني كنت لاشيء.... لا
ذكريات... لا شيء... وكأن إليزابيث أتت ومسحت كل شيء سابقاً... أنا بجحيم
من دونها.. لكنني لن أذهب إليها وحدي... ما دامت حياتي تحطمت... فسأدمر من
حطمها... انتظرني فقط... انتظرني )
جلس هذا الأخير على سريره وقال في نفسه محاولاً تهدئتها ( لا تقلق دانيال... كل شيء سيعود إلى طبيعته.. كل شيء.... سوف أعود كالسابق... هادئ منعزل بارد الأعصاب... وقاسي ) بعدها تذكر موقفه مع ديانا في السابق وتوقف عند كلماتها لما قالت بغضب " بلا قلب.... قاسي..... مغفل... أكرهك " بعدها أكمل في نفسه
( نعم... كهذا تماماً... سوف أعود كما كنت... وكأن شيئاً لم يحدث.. كيف
كنت أعيش سابقاً؟؟... آه لا أستطيع التذكر... وكأنني كنت لاشيء.... لا
ذكريات... لا شيء... وكأن إليزابيث أتت ومسحت كل شيء سابقاً... أنا بجحيم
من دونها.. لكنني لن أذهب إليها وحدي... ما دامت حياتي تحطمت... فسأدمر من
حطمها... انتظرني فقط... انتظرني )
مر
الليل بصعوبة على إليزابيث فما منها إلا أن انتظرت بغرفتها إلى أن بزغ فجر
جديد فغردت طيوره أجمل الترانيم وانبثقت من زهوره أروع الروائح فما من
إليزابيث إلا أن نهضت ونزلت للأسفل لتجابه يوماً جديداً أو بالأحرى يومها
الأخير مع دانيال.
الليل بصعوبة على إليزابيث فما منها إلا أن انتظرت بغرفتها إلى أن بزغ فجر
جديد فغردت طيوره أجمل الترانيم وانبثقت من زهوره أروع الروائح فما من
إليزابيث إلا أن نهضت ونزلت للأسفل لتجابه يوماً جديداً أو بالأحرى يومها
الأخير مع دانيال.
استيقظ
دانيال من نومه ولما انتهى من الاغتسال فتح دولاب ملابسه فانتقى سروال
جينز ضيق قليلاً ولونه غامق وارتدى بلوزة ضيقة قليلاً وصوفية ذات لون أسود
مائل للأزرق وارتدى فوقها وشاح يغطي رقبته وصدره وقد كان مخططاً باللون
الأسود المزرق واللازوردي جعله يبدو في أول العشرينات من عمره أما شعره فقد
جعله مبعثراً بطريقة جميلة زادته وسامة واعتمر فوقه قبعة غامقة اللون
ونظارة شمسية تليق بوجهه بعدها نزل للطابق السفلي ولغرفة الطعام بالتحديد
ليجد إليزابيث والسيد إدموند جالسين بهدوء ولما نظر له السيد إدموند رفع
حاجبيه باستغراب وقال " ما كل هذا؟؟ "
قال دانيال ببرود " صباح الخير "
تمتم السيد إدموند بصوت لم يسمعه إلا دانيال " ومن أين يأتي الخير "
دخل ثلاثة أشخاص للغرفة فالتفت السيد إدموند وقال " أهلاً أهلا توم... مارك وكريستيان "
ابتسم مارك وقال بمرح " هي دانيال تبدو وسيماً جداًً "
ضحك دانيال ثم قال " أهلاً بكم " بعدها شرب عصير البرتقال الذي أماه
ضحك كريستيان وقال " هل أصبحت عاقلاً وبدأت بارتداء النظارات الشمسية كباقي فاقدي البصر؟؟ "
ابتسم دانيال وقال " أحاول فقط التخلص من ملاحقة الفتيات "
ابتسم توم وقال " بلباسك هذا... لا أعتقد "
ضحك مارك بمرح وقال " لم أتوقع بأن أراك يوماً أوسم مني "
كان مارك أنيقاً كعادته يرتدي سروال
جينز وبلوزة ثقيلة ضيقة قليلاً تخفي رقبته وقد كان لونها أخضر كلون عينيه
ولن ننسى الحزام البارز الذي على خصره والذي زاد جسده مثالية.
أما توم فقد كان يرتدي ملابس عادية
مكونة من سروال عادي وسترة جلدية وكريستيان كان في قمة الأناقة كعادته فقد
كان يرتدي سروالاًً أبيض اللون و بلوزة برتقالية واسعة من بعض الأماكن
وضيقة من بعضها بشكل يظهر جسده بطريقة مثالية ولف على الجزء العلوي من صدره
ورقبته وشاح يحمل جميع الألوان الحارة وكانت ربطة الوشاح على الجنب بشكل
أنيق.
قال دانيال " من الذي جاء بك هنا كريستيان؟؟ "
ابتسم كريستيان وقال " كالعادة جئت لأرى ملابسك وأحذيتك وأرتبها لك وأرمي القديم منها وقد اشتريت لك أشياء جديدة "
ابتسم دانيال وقال " أشكرك... والآن يا شباب هيا بنا " قالها موجهاً كلامه لمارك وتوم بعدها خرجوا من المنزل تحت وطأة نظرات السيد إدموند المتعجبة وتساؤلات إليزابيث الداخلية.
دانيال من نومه ولما انتهى من الاغتسال فتح دولاب ملابسه فانتقى سروال
جينز ضيق قليلاً ولونه غامق وارتدى بلوزة ضيقة قليلاً وصوفية ذات لون أسود
مائل للأزرق وارتدى فوقها وشاح يغطي رقبته وصدره وقد كان مخططاً باللون
الأسود المزرق واللازوردي جعله يبدو في أول العشرينات من عمره أما شعره فقد
جعله مبعثراً بطريقة جميلة زادته وسامة واعتمر فوقه قبعة غامقة اللون
ونظارة شمسية تليق بوجهه بعدها نزل للطابق السفلي ولغرفة الطعام بالتحديد
ليجد إليزابيث والسيد إدموند جالسين بهدوء ولما نظر له السيد إدموند رفع
حاجبيه باستغراب وقال " ما كل هذا؟؟ "
قال دانيال ببرود " صباح الخير "
تمتم السيد إدموند بصوت لم يسمعه إلا دانيال " ومن أين يأتي الخير "
دخل ثلاثة أشخاص للغرفة فالتفت السيد إدموند وقال " أهلاً أهلا توم... مارك وكريستيان "
ابتسم مارك وقال بمرح " هي دانيال تبدو وسيماً جداًً "
ضحك دانيال ثم قال " أهلاً بكم " بعدها شرب عصير البرتقال الذي أماه
ضحك كريستيان وقال " هل أصبحت عاقلاً وبدأت بارتداء النظارات الشمسية كباقي فاقدي البصر؟؟ "
ابتسم دانيال وقال " أحاول فقط التخلص من ملاحقة الفتيات "
ابتسم توم وقال " بلباسك هذا... لا أعتقد "
ضحك مارك بمرح وقال " لم أتوقع بأن أراك يوماً أوسم مني "
كان مارك أنيقاً كعادته يرتدي سروال
جينز وبلوزة ثقيلة ضيقة قليلاً تخفي رقبته وقد كان لونها أخضر كلون عينيه
ولن ننسى الحزام البارز الذي على خصره والذي زاد جسده مثالية.
أما توم فقد كان يرتدي ملابس عادية
مكونة من سروال عادي وسترة جلدية وكريستيان كان في قمة الأناقة كعادته فقد
كان يرتدي سروالاًً أبيض اللون و بلوزة برتقالية واسعة من بعض الأماكن
وضيقة من بعضها بشكل يظهر جسده بطريقة مثالية ولف على الجزء العلوي من صدره
ورقبته وشاح يحمل جميع الألوان الحارة وكانت ربطة الوشاح على الجنب بشكل
أنيق.
قال دانيال " من الذي جاء بك هنا كريستيان؟؟ "
ابتسم كريستيان وقال " كالعادة جئت لأرى ملابسك وأحذيتك وأرتبها لك وأرمي القديم منها وقد اشتريت لك أشياء جديدة "
ابتسم دانيال وقال " أشكرك... والآن يا شباب هيا بنا " قالها موجهاً كلامه لمارك وتوم بعدها خرجوا من المنزل تحت وطأة نظرات السيد إدموند المتعجبة وتساؤلات إليزابيث الداخلية.
ابتسمت كات وهي تنظر إلى جاك الجالس على الكنبة ويستمع لأخبار التلفاز ثم قالت " هل من شيء جديد؟؟ "
هز جاك رأسه ثم قال " مآسي في مآسي "
ضحكت كات ثم قالت " هيا إذن تعال لنتناول الفطور فقد انتهيت من إعداده "
نهض جاك ثم اتجه إلى طاولة الطعام
ذات الأربع كراسي بيضاء اللون وعليها مفرش باللون الرمادي الفاتح وقد كان
هنالك مصباح يتدلى فوق الطاولة... جلس جاك ثم قال " أشكرك فأنا أشعر بالجوع "
ابتسمت كات بحنان ثم تناولت قضمة من طعامها وقالت " ما رأيك بأن نزور والدتك اليوم فنحن لم نزها منذ مدة "
( تذكرة: أم جاك في غيبوبة منذ أن فقد هو نظره وهي لم تستيقظ إلى الآن )
شرب جاك من العصير ثم قال " معك حق.. لنبدل ملابسنا بعد الانتهاء ولنذهب إليها "
أومأت كات برأسها وقالت " حسناً " وبعد
انتهائهما توجها لارتداء ملابسهما فارتدت كات فستاناً وردياًً فاتح اللون
بلا أكمام ويصل لما تحت ركبتيها بقليل وارتدت فوقه معطف ثقيل ذا لون أبيض
يصل إلى نصف فخذيها وربطته حول خصرها بعدها ارتدت عقداً زهري جميل وحذاء
يغطي ساقيها أما جاك فقد ارتدى سروال جينز وقميص أسود فوقه معطف صوفي ثقيل.
بعدها خرجا من شقتيهما ليتوجها
بسيارة كات إلى المستشفى وهناك دخل كل من جاك وكات إلى غرفة أم هذا الأول
فجلس هو جوارها على الكرسي وأمسك بكفها البارد ثم قال " كيف حالك
أمي؟؟... هذا أنا.. جاك.. ابنك.. آه لو تعلمين كم لدي من الأحاديث لك...
وأولها.. لقد كشفنا بالأمس عن كات واتضح بأنها حامل... نعم أمي إنها حامل
وهي بشهرها الثاني.. هذا يعني بأنني سأصبح أباً عما قريب... وستكونين
جدة... اطمئني يا أمي... أنا سعيد.. حتى مع فقداني لنظري فأنا سعيد... ولا
ينقصني إلا وجودك بجواري.. هيا استيقظي يا أمي لتري ابنك كبر وتزوج..
استيقظي " بعدها قبل كفها وعاود إنزاله وظل يستمع لصوت جهاز ضربات القلب وهو يبتسم بشحوب وفي عينيه ألف وألف دمعة.
كانت كات تتطلع لجاك طوال الوقت وعندما رأت شحوب وجهه قالت له " ما الأمر عزيزي؟؟ "
صمت جاك للحظات ثم أجابها " إنه فقط... يضايقني بأن تكون أمي على هذه الحال.. وخاصة إن كنت أنا السبب "
ابتسمت كات ثم نهضت وضمت رأس جاك الذي كان يصل لبطنها بعدها قالت " كم مرة علي بأن أقول لك بأنك لست السبب جاكي... فقط تحلى بالصبر والإيمان وستنهض أمك كما فعلت إليزابيث... أمك قوية وستقاوم "
أومأ جاك برأسه ووضع ابتسامة على وجهه ثم قال " أتمنى هذا فقط "
بعدها أمضى مزيداً من الوقت يحكي لها
ما يحدث معه وما هي حالته محثاً لها على الاستيقاظ وعندما قضى معها ما
يكفي عاد مع كات لمنزلهما.
هز جاك رأسه ثم قال " مآسي في مآسي "
ضحكت كات ثم قالت " هيا إذن تعال لنتناول الفطور فقد انتهيت من إعداده "
نهض جاك ثم اتجه إلى طاولة الطعام
ذات الأربع كراسي بيضاء اللون وعليها مفرش باللون الرمادي الفاتح وقد كان
هنالك مصباح يتدلى فوق الطاولة... جلس جاك ثم قال " أشكرك فأنا أشعر بالجوع "
ابتسمت كات بحنان ثم تناولت قضمة من طعامها وقالت " ما رأيك بأن نزور والدتك اليوم فنحن لم نزها منذ مدة "
( تذكرة: أم جاك في غيبوبة منذ أن فقد هو نظره وهي لم تستيقظ إلى الآن )
شرب جاك من العصير ثم قال " معك حق.. لنبدل ملابسنا بعد الانتهاء ولنذهب إليها "
أومأت كات برأسها وقالت " حسناً " وبعد
انتهائهما توجها لارتداء ملابسهما فارتدت كات فستاناً وردياًً فاتح اللون
بلا أكمام ويصل لما تحت ركبتيها بقليل وارتدت فوقه معطف ثقيل ذا لون أبيض
يصل إلى نصف فخذيها وربطته حول خصرها بعدها ارتدت عقداً زهري جميل وحذاء
يغطي ساقيها أما جاك فقد ارتدى سروال جينز وقميص أسود فوقه معطف صوفي ثقيل.
بعدها خرجا من شقتيهما ليتوجها
بسيارة كات إلى المستشفى وهناك دخل كل من جاك وكات إلى غرفة أم هذا الأول
فجلس هو جوارها على الكرسي وأمسك بكفها البارد ثم قال " كيف حالك
أمي؟؟... هذا أنا.. جاك.. ابنك.. آه لو تعلمين كم لدي من الأحاديث لك...
وأولها.. لقد كشفنا بالأمس عن كات واتضح بأنها حامل... نعم أمي إنها حامل
وهي بشهرها الثاني.. هذا يعني بأنني سأصبح أباً عما قريب... وستكونين
جدة... اطمئني يا أمي... أنا سعيد.. حتى مع فقداني لنظري فأنا سعيد... ولا
ينقصني إلا وجودك بجواري.. هيا استيقظي يا أمي لتري ابنك كبر وتزوج..
استيقظي " بعدها قبل كفها وعاود إنزاله وظل يستمع لصوت جهاز ضربات القلب وهو يبتسم بشحوب وفي عينيه ألف وألف دمعة.
كانت كات تتطلع لجاك طوال الوقت وعندما رأت شحوب وجهه قالت له " ما الأمر عزيزي؟؟ "
صمت جاك للحظات ثم أجابها " إنه فقط... يضايقني بأن تكون أمي على هذه الحال.. وخاصة إن كنت أنا السبب "
ابتسمت كات ثم نهضت وضمت رأس جاك الذي كان يصل لبطنها بعدها قالت " كم مرة علي بأن أقول لك بأنك لست السبب جاكي... فقط تحلى بالصبر والإيمان وستنهض أمك كما فعلت إليزابيث... أمك قوية وستقاوم "
أومأ جاك برأسه ووضع ابتسامة على وجهه ثم قال " أتمنى هذا فقط "
بعدها أمضى مزيداً من الوقت يحكي لها
ما يحدث معه وما هي حالته محثاً لها على الاستيقاظ وعندما قضى معها ما
يكفي عاد مع كات لمنزلهما.
بالطبع
كان مارك وتوم يعلمان بأمر رغبة إليزابيث بالطلاق من دانيال فقد شرح لهم
هذا الأخير الوضع لكنه طلب منهم طلباً أخيراً وهو أن يساعداه في شيء
واحد.....
توجه الثلاثة بسيارة توم إلى البنك المركزي ولما وصلوا كان هنالك موظفة تعمل في البنك فتوجه إليها دانيال وقال " أريد بأن أسحب مبلغاً كبيراً "
نظرت الموظفة لدانيال ومارك الذي بجواره بإعجاب ثم قالت " هل لي باسمك سيدي؟؟ "
ابتسم دانيال وقال " دانيال إدموند كلون "
كان وقع الاسم كبيراً على الموظفة
فعائلة دانيال مشهورة بغناها وهي تعرف ما لا يعرفه دانيال وهو أن الجزء
الذي سرقه والد جوش كان كله مسجلاً باسم دانيال فقالت باندهاش وارتباك " أهلاً بك سيد دانيال... أهلاً... تفضل معي من فضلك " قالتها وهي تتوقف بسرعة من على مقعدها وتأخذ دانيال والبقية إلى طاولة كبيرة وحولها كنبات فاخرة سوداء اللون فجلسوا وقالت هي بلباقة " هل تريدون شرب شيء؟؟ "
قال مارك " قهوة حلوة "
توم " وأنا كذلك "
ابتسمت الموظفة وقالت " وأنت سيد كلون؟؟ "
وضع دانيال ابتسامة ساحرة على وجهه ثم قال وهو يضع رجلاً فوق الأخرى " سأكتفي بالماء "
ابتسمت الفتاة وقالت وهي لا تستطيع بان ترفع عينيها عن وجه دانيال " كما تأمر سيدي "
بعدها اتجهت للعاملة وهي التي لم تكن بعيدة كثيراً فقط عشر أمتار ربما وقالت بجنون
" هيا بسرعة ألما هنالك شبان وسيمين إلى درجة الجنون وفاحشي الثراء...
أعدي قهوتين حلوتين للشابين اللذان على الجنب وكأس ماء للشاب الوسيم الذي
بالوسط ذو النظارة الشمسية... لا تتأخري "
نظرت العاملة لهم وهي تقول " حسناً حسنا... يا إلهي لم أر أشخاصاً بهذه الوسامة من قبل "
التقت سمع دانيال كلامهما فضحك بصوت خافت وانتظر إلى أن أتت الموظفة وجلست مقابل لدانيال ثم قالت " هل لي ببطاقتك المدنية وبطاقة ائتمانك سيدي "
ابتسم دانيال وأخرج البطاقتين من محفظته ثم وضعهم على الطاولة الخشبية المغطاة بالزجاج ودفعهما نحوها وهو يقول " تفضلي "
أخذت الموظفة البطاقتين وهي تقول " هل لي بأن اعرف المبلغ الذي تريد سحبه؟؟ "
قال دانيال بثقة " بالطبع... أريد سحب نصف مليون دولار " بعدها أخرج حقيبة خاصة برجال الأعمال وقال " وضعيها في هذه الحقيبة... بعدها أريد عشرين ألف بشكل منفصل عن النصف مليون "
دهشت الموظفة من ذلك المبلغ ثم قالت " كما تشاء سيدي " بعدها وقفت وذهبت لتحضر المال بينما أتت العاملة ووضعت المشروبات أمامهم.
قال مارك باستغراب " هل انتقامك يشعرك بهذه السعادة.. لم أتوقع بأنك شرير إلى هذه الدرجة "
قال دانيال بثقة " هل سمعت بعبارة علي وعلى أعدائي.. أعني ما دمت في الهاوية فلما لا أسحب شخصاً يسليني فيها "
ضحك مارك وقال " أنت تبالغ... قد تحدث معجزة وترجع إليزابيث لك "
أغمض دانيال عينيه وقال " حتى لو رجعت إلى فهي لن تحبني كالسابق... لذا فانا أفضل بعدها عني "
أحضرت الموظفة المال في الحقيبة فقال دانيال لتوم مارك " هل لكم بعدها... لست في مزاج يسمح لي بالوقوع في المشاكل "
بدأ مارك وتوم بعد الأموال بسرعة
بعدها عدوا العشرين ألف وربطوا خمسة آلاف بسير خاص للنقود وخمسة آلاف أخرى
بنفس الطريقة والباقين بشكل منفصل فأدخل دانيال العشرين ألف في جيوبه ثم
أغلق الحقيبة ووقف ليسير للخارج فرافقته الموظفة للباب إلى أن خرج وفي
عينيها أكبر إعجاب.
لما خرجوا ضحك توم وقال " لا تكن في مزاج جيد مرة أخرى وإلا انتهينا بوقوع كل فتيات المدينة بحبك "
ضحك دانيال بصوت خافت وقال " ما ذنبي " بعدها ركب السيارة في المقعد الأمامي بجوار مقعد السائق الذي جلس فيه توم بينما مارك جلس في الخلف.
شغل توم محرك السيارة لتتجه لوجهة غير معروفة بكل صمت ولما وصلوا ركن توم السيارة وخرج الجميع منها.
نظر مارك للأعلى حيث اللائحة التي تحمل اسم المكان وقد كان السجن المركزي فقال " ها قد حان الوقت دان "
لم يعلق دانيال وسار خلفهم للباب وهناك كان شرطي واقف بهدوء فقال له دانيال " جئت لأرى السجين جوش لوكاس جياني "
وضع الشرطي ابتسامة على وجهه وقال " لم يأت أحد لزيارته منذ مدة... هل لي باسمك سيدي؟؟ "
خلع دانيال نظارته الشمسية وقال " دانيال إدموند كلون "
اتسعت عينا الشرطي فقال في بدهشة " من بين كل الناس أنت تزوره... يال العجب " بعدها توجه لمكتبه وضغط بعض أرقام الهاتف وانتظر لبرهة ثم قال " أرسلوا السجين جوش إلى غرفة الزوار وأريده مع حراسة مشددة فالزائر ليس عادياً " بعدها انتظر لبرهة ثم قال " إنه من أدخله للسجن.... دانيال كلون " بعدها
أغلق الهاتف وانتظر لثوانٍ ثم اصطحبهما عبر ممرات طويلة إلى باب غرفة
الزيارة والذي كان حديدياً كبيراً بعض الشيء فالتفت دانيال إلى توم ومارك
وقال لهم " إلى هذه النقطة... سأكمل وحدي... أشكركما على كل شيء "
قال مارك " هذا أفضل فأنا لا أضمن الإمساك بأعصابي بعد رؤيته "
وضع توم كفه على كتف دانيال وقال " هل أنت متأكد؟؟ "
أومأ دانيال برأسه ثم استدار ليفتح الشرطي الباب أمامه ويدخل.
كانت الغرفة خالية تماماً ذات بابين
وجدران رمادية فاتحة وطاولة حديدية في الوسط تحمل كرسيين متقابلين فجلس هو
على الكرسي المجاور للباب الذي دخل منه وانتظر لثوانٍ.
فتح الباب المقابل لدانيال فدخل جوش
وهو يرتدي لباس رمادي اللون ويضع القيود على يده وقد كان خلفه شرطيين قويي
البنية يمسكانه من ذراعيه ولما جلس على الكرسي تنحيا قليلاً.
وضع جوش ابتسامة سخرية على شفتيه وقال " من بين كل الناس... أنت يا دان "
أمال دانيال جذعه للخلف بعض الشيء ليجلس على الكرسي بارتياح ثم وضع رجلاً فوق الأخرى وهو يقول " نعم أنا... من كان يتصور هذا جوش... لكنني جئت اليوم لأعترف ل بأمر واحد "
صمت جوش محاولاً فهم ما يرمي دانيال الذي قال " لقد نجحت يا جوش... لقد هزمتني "
اتسع بؤبؤ عيني جوش وقال " ما الذي تقصده؟؟... لقد سمعت بأن إليزابيث استيقظت من غيبوبتها "
دانيال " صحيح... لقد استيقظت... وليتها لم تستيقظ أبداً "
تقارب حاجبا جوش النحيلان لبعضهما فقال " ما الأمر دان؟؟... هل حدث شيء؟؟ "
أغمض دانيال عينيه بألم ثم قال
" لقد فقدت ذاكرتها... لقد فقدت كل لحظة لي معها... كل شيء عني... ولم
يبقى لها سوى ذكراك الحقيرة... لتتشبث بها على أمل بأن تستيقظ يوم من
كابوسي الذي يلاحقها "
اغتاظ وجه جوش من هول ما يسمعه لم يكن هذا ما توقعه أبداً إنه أهول من ما فكر فيه إنه كثير جداً.
قال دانيال " لكن هنالك شيء آخر جاء ي اليوم... وهو أنني لن
أكون وحدي المهزوم... وما دام في نفس الأخير... فسأنفقه كله في القضاء
عليك "
ارتجف خافق جوش من كلمات دانيال فقال " ما الذي ستفعله؟؟ "
وقف دانيال من مكانه وتوجه لجوش بعدها أمسك بقميصه بشده وشده للأعلى بقوة ثم قال
" إن كنت تعتقد بأنك ستفلت من ما فعلته فأنت مخطئ جوش... هل تسمع؟؟.... لن
أدعك تهنأ حتى وأنت في هذا السجن التعيس.... دانيال القديم رحل الآن.. كل
ما بدر مني سابقاً يعد ذرة لما سأفعله الآن بك.... أقسم بأنني سأشعرك
بالوحدة كما أشعر أنا... أقسم بأنك ستتذوق أضعاف العذاب الذي تعذبته.... لن
أرحمك جوش.. لن أرحمك " بعدها ترك قميصه ورجع
لمكانه تحت وطأة أنظار الشرطين اللذين لم يستطيعا إيقافه لدهشتهم فكيف تغير
بهذه السرعة بل وكيف رجع إلى طبيعته مرة أخرى بل وعاد لكرسيه بهدوء وكأن
لم يحدث شيئاً.
رفع دانيال رأسه للشرطيين اللذين أمامه ثم قال " أريده في غرفة الحجز الانفرادي... دائماً... لا تخرجوه منها أبداً "
قال أحد الشرطيين بارتباك " لا.. لا يمكن سيدي... هذا مخالف للقوانين "
وضع دانيال ابتسامة سخرية على وجهه ثم قال
" هه... عن أي قوانين تتكلمون؟؟.... تلك القوانين التي لعب بها جوش
وأمثاله لأكثر من عشرين سنة؟؟... أم تلك التي لا زال يلعب بها الأثرياء
بأموالهم؟؟ "
لم يستطع الشرطيين الرد فوضع دانيال رزمتين من النقود واحدة على اليمين وواحدة على الشمال ثم قال " خمسة آلاف لكل منكما... هل تقبلون الآن؟؟ "
تقارب حاجبا جوش باستغراب وخوف في آن واحد فمن يراه أمامه ليس دانيال الذي اعتاد عليه لكنه اصطنع الهدوء وقال " وما الذي سيفعل الحجز الانفرادي؟؟ "
ابتسم دانيال بمكر وقال "
يبدو بأنك لم تجرب شعور الوحدة من قبل... لا تقلق فأنا خبير في علم النفس
وقد اخترت لك العذاب الأمثل... صدقني لن تعي إلا وأنت تضرب رأسك بالجدران
وتصرخ كالمجنون... أنا أعرفك جيداً... وأعرف أكثر ما يناسبك " صمت بعدها وجه كلامه للشرطيين بقوله " هلا نرجع لموضوعنا الآن "
قال أحد الشرطيين " لكن.. لكن يا سيدي هذا مستحيل فإن كشفنا رئيس السجن أو باقي الشرطة فسوف.. "
وقف دانيال من مكانه وأدار ظهره ليهم
في السير تحت وطأة أنظار جوش والشرطيين وقبل أن يمسك بمقبض الباب أخرج ما
التقطته يداه من جيبه ورمى بالنقود خلفه.
اتسع بؤبؤ الشرطيين وهما يرون النقود تتساقط أمامهم فأسرعوا لالتقاطها ثم قال أحدهم " لكن إن كشف رئيس السجن هذا... فسينتهي الأمر "
خرج دانيال وهو يقول " لا تقلق.. لقد خبأت له ما هو أعظم "
تمتم جوش في ضيق " عجباً... لطالما كنت أقول بأن حراس السجن أسوأ من المساجين نفسهم "
لما خرج دانيال وجد مارك وتوم أمامه وقد كان هنالك شرطي ينتظرهم فقال دانيال للشرطي " خذني لمدير السجن "
أومأ الشرطي برأسه ثم سار أمامهم إلى أن وصل لغرفة المدير وقد كانت كبيرة ذات مكتب فاخر وضخم وتحف في كل زاوية منه.
دخل مارك وتوم مع دانيال ووقفوا خلفه أمام مكتب المدير الذي قال " ما الأمر؟؟ "
ابتسم دانيال ابتسامة جانبية ثم قال " جوش لوكاس جياني... أريده في الحجز الانفرادي... دائماً "
قال المدير " آسف سيدي لكن هذا مستحيل " بعدها أدار الكرسي ليعطيهم ظهره.
وضع دانيال حقيبة سوداء خاصة برجال الأعمال ثم فتحها وقال " انظر "
نظر المدير باندهاش للكم الهائل من النقود أمامه فقال " مــ.. مــ.. ما هذا؟؟ "
وضع دانيال ابتسامة على وجهه وقال " نصف مليون دولار... لنقل بأنها.... دفعة بسيطة... وصدقني... لن تحصل على مثلها بهذه السهولة "
أغمض المدير عينيه ليفكر ثم قال " لا بأس " بعدها أغلق الحقيبة ووضعها تحت مكتبه وقال " لكن هذا لن يعلم به أحد "
استدار دانيال وبدأ بالسير للخارج وهو يقول " لا تقلق... كتمان الأسرار فني الخاص " بعدها من الغرفة ومنها لخارج السجن ليقف بصمت غريب.
وضع مارك كفه على كتف دانيال وقال " دانيال... أعلم بأنك لازلت تشعر بالقهر... لكنك فعلت ما يكفي ويزيد "
فتح مارك السيارة وقال " هيا اركب لنعيدك للمنزل "
قال دانيال بصوت خافت وبشرود " هل يمكنكما أخذي إلى الشاطئ؟؟ "
ابتسم توم وقال " بالطبع... هيا اركب "
كان مارك وتوم يعلمان بأمر رغبة إليزابيث بالطلاق من دانيال فقد شرح لهم
هذا الأخير الوضع لكنه طلب منهم طلباً أخيراً وهو أن يساعداه في شيء
واحد.....
توجه الثلاثة بسيارة توم إلى البنك المركزي ولما وصلوا كان هنالك موظفة تعمل في البنك فتوجه إليها دانيال وقال " أريد بأن أسحب مبلغاً كبيراً "
نظرت الموظفة لدانيال ومارك الذي بجواره بإعجاب ثم قالت " هل لي باسمك سيدي؟؟ "
ابتسم دانيال وقال " دانيال إدموند كلون "
كان وقع الاسم كبيراً على الموظفة
فعائلة دانيال مشهورة بغناها وهي تعرف ما لا يعرفه دانيال وهو أن الجزء
الذي سرقه والد جوش كان كله مسجلاً باسم دانيال فقالت باندهاش وارتباك " أهلاً بك سيد دانيال... أهلاً... تفضل معي من فضلك " قالتها وهي تتوقف بسرعة من على مقعدها وتأخذ دانيال والبقية إلى طاولة كبيرة وحولها كنبات فاخرة سوداء اللون فجلسوا وقالت هي بلباقة " هل تريدون شرب شيء؟؟ "
قال مارك " قهوة حلوة "
توم " وأنا كذلك "
ابتسمت الموظفة وقالت " وأنت سيد كلون؟؟ "
وضع دانيال ابتسامة ساحرة على وجهه ثم قال وهو يضع رجلاً فوق الأخرى " سأكتفي بالماء "
ابتسمت الفتاة وقالت وهي لا تستطيع بان ترفع عينيها عن وجه دانيال " كما تأمر سيدي "
بعدها اتجهت للعاملة وهي التي لم تكن بعيدة كثيراً فقط عشر أمتار ربما وقالت بجنون
" هيا بسرعة ألما هنالك شبان وسيمين إلى درجة الجنون وفاحشي الثراء...
أعدي قهوتين حلوتين للشابين اللذان على الجنب وكأس ماء للشاب الوسيم الذي
بالوسط ذو النظارة الشمسية... لا تتأخري "
نظرت العاملة لهم وهي تقول " حسناً حسنا... يا إلهي لم أر أشخاصاً بهذه الوسامة من قبل "
التقت سمع دانيال كلامهما فضحك بصوت خافت وانتظر إلى أن أتت الموظفة وجلست مقابل لدانيال ثم قالت " هل لي ببطاقتك المدنية وبطاقة ائتمانك سيدي "
ابتسم دانيال وأخرج البطاقتين من محفظته ثم وضعهم على الطاولة الخشبية المغطاة بالزجاج ودفعهما نحوها وهو يقول " تفضلي "
أخذت الموظفة البطاقتين وهي تقول " هل لي بأن اعرف المبلغ الذي تريد سحبه؟؟ "
قال دانيال بثقة " بالطبع... أريد سحب نصف مليون دولار " بعدها أخرج حقيبة خاصة برجال الأعمال وقال " وضعيها في هذه الحقيبة... بعدها أريد عشرين ألف بشكل منفصل عن النصف مليون "
دهشت الموظفة من ذلك المبلغ ثم قالت " كما تشاء سيدي " بعدها وقفت وذهبت لتحضر المال بينما أتت العاملة ووضعت المشروبات أمامهم.
قال مارك باستغراب " هل انتقامك يشعرك بهذه السعادة.. لم أتوقع بأنك شرير إلى هذه الدرجة "
قال دانيال بثقة " هل سمعت بعبارة علي وعلى أعدائي.. أعني ما دمت في الهاوية فلما لا أسحب شخصاً يسليني فيها "
ضحك مارك وقال " أنت تبالغ... قد تحدث معجزة وترجع إليزابيث لك "
أغمض دانيال عينيه وقال " حتى لو رجعت إلى فهي لن تحبني كالسابق... لذا فانا أفضل بعدها عني "
أحضرت الموظفة المال في الحقيبة فقال دانيال لتوم مارك " هل لكم بعدها... لست في مزاج يسمح لي بالوقوع في المشاكل "
بدأ مارك وتوم بعد الأموال بسرعة
بعدها عدوا العشرين ألف وربطوا خمسة آلاف بسير خاص للنقود وخمسة آلاف أخرى
بنفس الطريقة والباقين بشكل منفصل فأدخل دانيال العشرين ألف في جيوبه ثم
أغلق الحقيبة ووقف ليسير للخارج فرافقته الموظفة للباب إلى أن خرج وفي
عينيها أكبر إعجاب.
لما خرجوا ضحك توم وقال " لا تكن في مزاج جيد مرة أخرى وإلا انتهينا بوقوع كل فتيات المدينة بحبك "
ضحك دانيال بصوت خافت وقال " ما ذنبي " بعدها ركب السيارة في المقعد الأمامي بجوار مقعد السائق الذي جلس فيه توم بينما مارك جلس في الخلف.
شغل توم محرك السيارة لتتجه لوجهة غير معروفة بكل صمت ولما وصلوا ركن توم السيارة وخرج الجميع منها.
نظر مارك للأعلى حيث اللائحة التي تحمل اسم المكان وقد كان السجن المركزي فقال " ها قد حان الوقت دان "
لم يعلق دانيال وسار خلفهم للباب وهناك كان شرطي واقف بهدوء فقال له دانيال " جئت لأرى السجين جوش لوكاس جياني "
وضع الشرطي ابتسامة على وجهه وقال " لم يأت أحد لزيارته منذ مدة... هل لي باسمك سيدي؟؟ "
خلع دانيال نظارته الشمسية وقال " دانيال إدموند كلون "
اتسعت عينا الشرطي فقال في بدهشة " من بين كل الناس أنت تزوره... يال العجب " بعدها توجه لمكتبه وضغط بعض أرقام الهاتف وانتظر لبرهة ثم قال " أرسلوا السجين جوش إلى غرفة الزوار وأريده مع حراسة مشددة فالزائر ليس عادياً " بعدها انتظر لبرهة ثم قال " إنه من أدخله للسجن.... دانيال كلون " بعدها
أغلق الهاتف وانتظر لثوانٍ ثم اصطحبهما عبر ممرات طويلة إلى باب غرفة
الزيارة والذي كان حديدياً كبيراً بعض الشيء فالتفت دانيال إلى توم ومارك
وقال لهم " إلى هذه النقطة... سأكمل وحدي... أشكركما على كل شيء "
قال مارك " هذا أفضل فأنا لا أضمن الإمساك بأعصابي بعد رؤيته "
وضع توم كفه على كتف دانيال وقال " هل أنت متأكد؟؟ "
أومأ دانيال برأسه ثم استدار ليفتح الشرطي الباب أمامه ويدخل.
كانت الغرفة خالية تماماً ذات بابين
وجدران رمادية فاتحة وطاولة حديدية في الوسط تحمل كرسيين متقابلين فجلس هو
على الكرسي المجاور للباب الذي دخل منه وانتظر لثوانٍ.
فتح الباب المقابل لدانيال فدخل جوش
وهو يرتدي لباس رمادي اللون ويضع القيود على يده وقد كان خلفه شرطيين قويي
البنية يمسكانه من ذراعيه ولما جلس على الكرسي تنحيا قليلاً.
وضع جوش ابتسامة سخرية على شفتيه وقال " من بين كل الناس... أنت يا دان "
أمال دانيال جذعه للخلف بعض الشيء ليجلس على الكرسي بارتياح ثم وضع رجلاً فوق الأخرى وهو يقول " نعم أنا... من كان يتصور هذا جوش... لكنني جئت اليوم لأعترف ل بأمر واحد "
صمت جوش محاولاً فهم ما يرمي دانيال الذي قال " لقد نجحت يا جوش... لقد هزمتني "
اتسع بؤبؤ عيني جوش وقال " ما الذي تقصده؟؟... لقد سمعت بأن إليزابيث استيقظت من غيبوبتها "
دانيال " صحيح... لقد استيقظت... وليتها لم تستيقظ أبداً "
تقارب حاجبا جوش النحيلان لبعضهما فقال " ما الأمر دان؟؟... هل حدث شيء؟؟ "
أغمض دانيال عينيه بألم ثم قال
" لقد فقدت ذاكرتها... لقد فقدت كل لحظة لي معها... كل شيء عني... ولم
يبقى لها سوى ذكراك الحقيرة... لتتشبث بها على أمل بأن تستيقظ يوم من
كابوسي الذي يلاحقها "
اغتاظ وجه جوش من هول ما يسمعه لم يكن هذا ما توقعه أبداً إنه أهول من ما فكر فيه إنه كثير جداً.
قال دانيال " لكن هنالك شيء آخر جاء ي اليوم... وهو أنني لن
أكون وحدي المهزوم... وما دام في نفس الأخير... فسأنفقه كله في القضاء
عليك "
ارتجف خافق جوش من كلمات دانيال فقال " ما الذي ستفعله؟؟ "
وقف دانيال من مكانه وتوجه لجوش بعدها أمسك بقميصه بشده وشده للأعلى بقوة ثم قال
" إن كنت تعتقد بأنك ستفلت من ما فعلته فأنت مخطئ جوش... هل تسمع؟؟.... لن
أدعك تهنأ حتى وأنت في هذا السجن التعيس.... دانيال القديم رحل الآن.. كل
ما بدر مني سابقاً يعد ذرة لما سأفعله الآن بك.... أقسم بأنني سأشعرك
بالوحدة كما أشعر أنا... أقسم بأنك ستتذوق أضعاف العذاب الذي تعذبته.... لن
أرحمك جوش.. لن أرحمك " بعدها ترك قميصه ورجع
لمكانه تحت وطأة أنظار الشرطين اللذين لم يستطيعا إيقافه لدهشتهم فكيف تغير
بهذه السرعة بل وكيف رجع إلى طبيعته مرة أخرى بل وعاد لكرسيه بهدوء وكأن
لم يحدث شيئاً.
رفع دانيال رأسه للشرطيين اللذين أمامه ثم قال " أريده في غرفة الحجز الانفرادي... دائماً... لا تخرجوه منها أبداً "
قال أحد الشرطيين بارتباك " لا.. لا يمكن سيدي... هذا مخالف للقوانين "
وضع دانيال ابتسامة سخرية على وجهه ثم قال
" هه... عن أي قوانين تتكلمون؟؟.... تلك القوانين التي لعب بها جوش
وأمثاله لأكثر من عشرين سنة؟؟... أم تلك التي لا زال يلعب بها الأثرياء
بأموالهم؟؟ "
لم يستطع الشرطيين الرد فوضع دانيال رزمتين من النقود واحدة على اليمين وواحدة على الشمال ثم قال " خمسة آلاف لكل منكما... هل تقبلون الآن؟؟ "
تقارب حاجبا جوش باستغراب وخوف في آن واحد فمن يراه أمامه ليس دانيال الذي اعتاد عليه لكنه اصطنع الهدوء وقال " وما الذي سيفعل الحجز الانفرادي؟؟ "
ابتسم دانيال بمكر وقال "
يبدو بأنك لم تجرب شعور الوحدة من قبل... لا تقلق فأنا خبير في علم النفس
وقد اخترت لك العذاب الأمثل... صدقني لن تعي إلا وأنت تضرب رأسك بالجدران
وتصرخ كالمجنون... أنا أعرفك جيداً... وأعرف أكثر ما يناسبك " صمت بعدها وجه كلامه للشرطيين بقوله " هلا نرجع لموضوعنا الآن "
قال أحد الشرطيين " لكن.. لكن يا سيدي هذا مستحيل فإن كشفنا رئيس السجن أو باقي الشرطة فسوف.. "
وقف دانيال من مكانه وأدار ظهره ليهم
في السير تحت وطأة أنظار جوش والشرطيين وقبل أن يمسك بمقبض الباب أخرج ما
التقطته يداه من جيبه ورمى بالنقود خلفه.
اتسع بؤبؤ الشرطيين وهما يرون النقود تتساقط أمامهم فأسرعوا لالتقاطها ثم قال أحدهم " لكن إن كشف رئيس السجن هذا... فسينتهي الأمر "
خرج دانيال وهو يقول " لا تقلق.. لقد خبأت له ما هو أعظم "
تمتم جوش في ضيق " عجباً... لطالما كنت أقول بأن حراس السجن أسوأ من المساجين نفسهم "
لما خرج دانيال وجد مارك وتوم أمامه وقد كان هنالك شرطي ينتظرهم فقال دانيال للشرطي " خذني لمدير السجن "
أومأ الشرطي برأسه ثم سار أمامهم إلى أن وصل لغرفة المدير وقد كانت كبيرة ذات مكتب فاخر وضخم وتحف في كل زاوية منه.
دخل مارك وتوم مع دانيال ووقفوا خلفه أمام مكتب المدير الذي قال " ما الأمر؟؟ "
ابتسم دانيال ابتسامة جانبية ثم قال " جوش لوكاس جياني... أريده في الحجز الانفرادي... دائماً "
قال المدير " آسف سيدي لكن هذا مستحيل " بعدها أدار الكرسي ليعطيهم ظهره.
وضع دانيال حقيبة سوداء خاصة برجال الأعمال ثم فتحها وقال " انظر "
نظر المدير باندهاش للكم الهائل من النقود أمامه فقال " مــ.. مــ.. ما هذا؟؟ "
وضع دانيال ابتسامة على وجهه وقال " نصف مليون دولار... لنقل بأنها.... دفعة بسيطة... وصدقني... لن تحصل على مثلها بهذه السهولة "
أغمض المدير عينيه ليفكر ثم قال " لا بأس " بعدها أغلق الحقيبة ووضعها تحت مكتبه وقال " لكن هذا لن يعلم به أحد "
استدار دانيال وبدأ بالسير للخارج وهو يقول " لا تقلق... كتمان الأسرار فني الخاص " بعدها من الغرفة ومنها لخارج السجن ليقف بصمت غريب.
وضع مارك كفه على كتف دانيال وقال " دانيال... أعلم بأنك لازلت تشعر بالقهر... لكنك فعلت ما يكفي ويزيد "
فتح مارك السيارة وقال " هيا اركب لنعيدك للمنزل "
قال دانيال بصوت خافت وبشرود " هل يمكنكما أخذي إلى الشاطئ؟؟ "
ابتسم توم وقال " بالطبع... هيا اركب "
جلست
إليزابيث في غرفتها بصمت وهي تنتظر انتهاء هذا اليوم الذي يبدو طويلاً
جداً وقد كانت تفكر في رجوعها في المسكن وكيف ستكون حياتها بعدها إلى أن
قطع تفكيرها صوت طرقات الباب ثم فتحه فقالت بصوت خافت " من؟؟ "
أجبها صوت أنثوي يقول " إليزابيث... هنالك اتصال لك "
وقفت إليزابيث من مكانها وقالت " مِن من فيرجي؟؟ "
ابتسمت فيرجي وقالت " إنها صديقتك أليكس "
مشت إليزابيث جهة الباب لتمسك بفيرجي
التي اصطحبتها لمكان الهاتف الذي كان في الطابق السفلي أمام الدرج بالضبط
فرفعت تلك الأولى سماعة الهاتف وقالت " مرحباً " فأتاها صوت أليكس تقول " كيف حالك إليزابيث؟؟ "
ابتسمت إليزابيث وأجابت " بخير.. وأنت؟؟ "
أليكس " بأفضل حال... هل من تقدم بذاكرتك؟؟ "
صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت وهي تهز رأسها نفياً " للأسف لا "
أليكس " إذن سنزورك أنا والفتيات في نهاية هذا الأسبوع "
صمتت إليزابيث ولم ترد فقالت أليكس متسائلة " ما الأمر؟؟... هل لديك مشاريع أخرى؟؟ "
أجابت إليزابيث على سؤالها بعد ثوانٍ طويلة قائلة " أنا... في الواقع... لن أبقى في هذا المنزل "
صمتت أليكس لثوانٍ محاولة استيعاب ما ترمي إليه إليزابيث ثم قالت " لماذا؟؟ "
أخذت إليزابيث نفساً عميقاً ثم قالت " لأنني سوف... سوف أتطلق من دانيال "
أخذت الصدمة محلها في كيان أليكس فصممت لمدة وهي فاتحة فاها بعدها قالت " ما... ما الذي تقولينه إليزابيث؟؟... هل تمزحين؟؟ "
إليزابيث " لا أليكس... لقد طلبت من دانيال الطلاق وهو واقف على الأمر ما دام يريحني.. وسيتم الأمر غداً.. وبعد غد... سوف أعود للمسكن "
صرخت أليكس موبخة لإليزابيث بقولها
" ما الذي تقولينه إليزابيث؟؟... هل جننت؟؟... هل تتركين دانيال؟؟...
دانيال الذي تحديتنا جميعاً لأجله؟؟... دانيال أكثر شخص أحبك على وجه هذه
الأرض؟؟... بالله عليك إليزابيث أخبريني بأنك تمزحين "
ردت عليها إليزابيث ببعض الحدة " قلت لك لا... وهذا هو قراري والآن وداعاً " بعدها
أغلقت لسماعة وركضت للطابق العلوي ودموعها تتناثر كاللآلئ خلفها......
لماذا؟؟... لماذا الكل رافض لطلاقنا؟؟... ألهذه الدرجة كنت أحب دانيال؟؟...
ألهذه الدرجة كان هو يحبني؟؟... ألهذه الدرجة كنا سعداء لا خلافات بيننا
حتى يتوقع الجميع بقاءنا؟؟... لماذا؟؟.....
بعد ذلك انعزلت بغرفتها ولم تنزل حتى لتناول الغداء.
إليزابيث في غرفتها بصمت وهي تنتظر انتهاء هذا اليوم الذي يبدو طويلاً
جداً وقد كانت تفكر في رجوعها في المسكن وكيف ستكون حياتها بعدها إلى أن
قطع تفكيرها صوت طرقات الباب ثم فتحه فقالت بصوت خافت " من؟؟ "
أجبها صوت أنثوي يقول " إليزابيث... هنالك اتصال لك "
وقفت إليزابيث من مكانها وقالت " مِن من فيرجي؟؟ "
ابتسمت فيرجي وقالت " إنها صديقتك أليكس "
مشت إليزابيث جهة الباب لتمسك بفيرجي
التي اصطحبتها لمكان الهاتف الذي كان في الطابق السفلي أمام الدرج بالضبط
فرفعت تلك الأولى سماعة الهاتف وقالت " مرحباً " فأتاها صوت أليكس تقول " كيف حالك إليزابيث؟؟ "
ابتسمت إليزابيث وأجابت " بخير.. وأنت؟؟ "
أليكس " بأفضل حال... هل من تقدم بذاكرتك؟؟ "
صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت وهي تهز رأسها نفياً " للأسف لا "
أليكس " إذن سنزورك أنا والفتيات في نهاية هذا الأسبوع "
صمتت إليزابيث ولم ترد فقالت أليكس متسائلة " ما الأمر؟؟... هل لديك مشاريع أخرى؟؟ "
أجابت إليزابيث على سؤالها بعد ثوانٍ طويلة قائلة " أنا... في الواقع... لن أبقى في هذا المنزل "
صمتت أليكس لثوانٍ محاولة استيعاب ما ترمي إليه إليزابيث ثم قالت " لماذا؟؟ "
أخذت إليزابيث نفساً عميقاً ثم قالت " لأنني سوف... سوف أتطلق من دانيال "
أخذت الصدمة محلها في كيان أليكس فصممت لمدة وهي فاتحة فاها بعدها قالت " ما... ما الذي تقولينه إليزابيث؟؟... هل تمزحين؟؟ "
إليزابيث " لا أليكس... لقد طلبت من دانيال الطلاق وهو واقف على الأمر ما دام يريحني.. وسيتم الأمر غداً.. وبعد غد... سوف أعود للمسكن "
صرخت أليكس موبخة لإليزابيث بقولها
" ما الذي تقولينه إليزابيث؟؟... هل جننت؟؟... هل تتركين دانيال؟؟...
دانيال الذي تحديتنا جميعاً لأجله؟؟... دانيال أكثر شخص أحبك على وجه هذه
الأرض؟؟... بالله عليك إليزابيث أخبريني بأنك تمزحين "
ردت عليها إليزابيث ببعض الحدة " قلت لك لا... وهذا هو قراري والآن وداعاً " بعدها
أغلقت لسماعة وركضت للطابق العلوي ودموعها تتناثر كاللآلئ خلفها......
لماذا؟؟... لماذا الكل رافض لطلاقنا؟؟... ألهذه الدرجة كنت أحب دانيال؟؟...
ألهذه الدرجة كان هو يحبني؟؟... ألهذه الدرجة كنا سعداء لا خلافات بيننا
حتى يتوقع الجميع بقاءنا؟؟... لماذا؟؟.....
بعد ذلك انعزلت بغرفتها ولم تنزل حتى لتناول الغداء.
ركب
توم في مقعد السائق بينما مارك بجواره ودانيال في الخلف وطوال الطريق كان
الصمت يخيم على المكان ولما وصلوا للشاطئ على الوقت قبيل الغروب وقد كان
الشاطئ جميلاً مكسواً بالرمال الناعمة الذهبية وقد كان أمام الشاطئ حديقة
عامة كبيرة وجميلة حيث يفصلها عن الشاطئ ممر حجري طويل يمتد على طول الشاطئ
ومنحدر بسيط من الصخور الكبيرة ومن بينها درج قصير وعريض يؤدي إلى الرمال.
نزل دانيال من السيارة ومشى إلى أن
وصل للدرج فنزل منه ببطء ومشى على الرمال إلى أن وقف أمام المحيط تماماً...
كانت نسمات الهواء المجمدة تحرك خصلات دانيال يميناً ويساراًً وللأعلى
والأسفل والمياه تلامس طرف حذائه.... خلع هذا الأخير وشاحه الجميل المخطط
بالأزرق الغامق جداً واللازوردي وقربه بجوار أنفه وفمه ليستنشق رائحته
الجميلة فحمله قطار الذاكرة إلى ذلك اليوم حينما كان الوقت قبيل منتصف
الليل وقد كان هو مستلق على السرير على جنبه الأيسر ومغمض عينيه في سكينة
بينما يستمع لقطرات الماء تتساقط على جسد إليزابيث وهي تستحم في دورة
المياه.... وبعد دقائق سمع صوت فتح الباب ثم فوجئ بجد إليزابيث يهوي فوقه
فقال بتعجب " ما الذي تفعلينه آلي؟؟ "
شدت إليزابيث قميص دانيال وهي تقول بدلال " هيا دانيال لا تكن كالدجاجة وتنام في هذا الوقت "
كان دانيال مستلق على جنبه فاتكأ على الوسادة ووضع رأسه على كفه ثم رفع أحد حاجبيه وهو يقول بينما إليزابيث لا تزال فوقه " وهل هنالك شيء مهم يجعلني لا أنام يا آنسة؟؟ "
ضحكت إليزابيث بمرح وقالت " بالطبع "
قال دانيال بتساؤل " وما هو؟؟ "
وضعت إليزابيث كفيها على خصرها وقالت " وهل نسيت... لقد عدت الساعة الثانية عشر مما يعني بأنه يوم مولدك فكل عام وأنت بخير "
جذب دانيال الغطاء ليغطي فيه رأسه وهو يقول بتملل " أرجوك لا تذكريني به "
رفعت إليزايث احجباها وقالت " ولماذا؟؟ "
قال دانيال بعناد من تحت الغطاء " أشعر بأنني أصحبت عجوزاً "
ضحكت إليزابيث ثم أبعدت الغطاء وجذت دانيال من قميصه وهي تقول " ما بك... إن الثلاثينات هي ريعان الشباب وأنت للتو دخلت في سنتك الثلاثين " بعدها غطت رقبته بوشاح وهي تقول " وهذه هي هديتي لك "
رجع دانيال بقطار الذاكرة إلى الواقع
المرير فنطق اسم إليزابيث والعبرات تخنقه خنقاً ثم قبل الوشاح وضمه إليه
بشدة بعدها.... تركه ليطير من الرياح... ونزل ليتقوقع على نفسه وهو يقول
" أحبك... وسأظل أحبك ما حييت... إليزابيث... أحبك.... أهواك...وسيظل حبك
محفوراً على جدران قلبي وعقلي... أحبك... إليزابيث.... يا زهرتي البيضاء " بعدها
وقف وسار ليصعد على الدرج ويتجه للحديقة التي تغطي الثلوج بقاع كثيرة منها
فجلس تحت شجرة لا تغطي أرضيتها الثلوج وحفر حفرة صغيرة جداً ثم أخرج من
جيبه علبة صغيرة على قلب حب ففتحها وأخرج قلادتي على شكل أنصاف قلوب وقد
كان مكتوب على أحدهما " D " وعلى الأخرى " E " فقبلهما وتذكر ذلك اليوم حينما جاءت إليه إليزابيث بينما هو جالس على السرير في غرفتيهما وهي غاضبة فقال لها دانيال ببرود " ما الأمر؟؟ "
قالت إليزابيث بغضب " أنت عديم الإحساس دانيال "
ضغط دانيال على شفتيه سوية ليمنع نفسه من الابتسام ثم قال " ولماذا تتهمينني بهذا؟؟ "
تقارب حاجبا إليزابيث وقالت وقد احتد غضبها " ألا تعرف ما هو اليوم.. إنه يوم الحب وأنت لست مهتم بهذا "
كاد دانيال بأن يضحك لكنه أمسك بنفسه ثم استدار ليعطيها ظهره وقال " يال تفاهة الفتيات لماذا تهتمين بأمور سخيفة كهذه؟؟ "
زفرت إليزايث وقالت " لا فائدة ترجى منك " بعدها استدارت وهمت بالرحيل لولا أن جذبها دانيال من خصرها ليجلسها على رجله ويضحك.
قالت إليزابيث بغضبها الطفولي " ماذا؟؟... ما الذي يضحك؟؟ "
ازداد علو ضحك دانيال ثم قال وهو يخرج قلادتين من جيبه ويلبسها أحدهما " جنونك أنت... أتتهمينني بكل هذا لمجرد أنني لم أجلب لك هدية في عيد الحب... والآن ها هي هديتك "
تحسست إليزابيث القلادة لتجد بأنها نصف قلب نقش عليها الحرف الأول من اسم دانيال فقالت " إنها رائعة... لكن أين النصف الثاني؟؟ "
ارتدى دانيال النصف الثاني وقال " إنه معي وقد نقش عليه الحرف الأول من اسمك "
ضمت إليزايث دانيال وهي تقول " شكراً لك "
رفع دانيال أحد حاجبيه ثم قال " وأين هي هديتي؟؟ "
ضحكت إليزابيث ثم أخرجت علبة صغيرة وفتحتها وأخرجت قطعة شوكولاة ذات شكل كروي ووضعتها في فم دانيال الذي أكلها ثم قال " اممم لذيذ.. من أين اشتريتها؟؟ "
احمرت وجنا إليزابيث ثم قالت " أنا صنعتها مع فيرجي.. من الجيد بأنها أعجبتك "
رجع دانيال إلى الواقع مرة أخرى
ليبتسم على هذه الذكرى الجميلة بينما تتساقط ألف وألف دمعة من عينيه ولم
يدري هل يبكي أم يضحك فهمس في حيرة " إليزابيث " بعدها قبل القلادتين ووضعهما في الحفرة الصغيرة ثم دفنهما وهو يقول " قد أعود إليكم في يوم من الأيام " بعدها
وقف ليتجه لتوم ومارك اللذان أخذاه إلى المنزل وهناك دخل لغرفته ليستبدل
ملابسه ثم نادته فيرجي لينزل للعشاء فنزل بصمت ودخل ليجلس على الطاولة التي
كان يجلس عليها السيد إدموند وإليزابيث وبدأ يأكل صمت مطبق قطعه صوت السيد
إدموند بقوله " هل أنت متأكدة من أمر الطلاق يا ابنتي؟؟ "
أومأت إليزابيث برأسها ثم قالت " واثقة كل الثقة "
قال السيد إدموند " لكن هذا سيؤذي ابني دانيال "
ردت عليه إليزابيث بحدة " أنا ودانيال ناضجان ونعلم كيف نتحكم حياتنا.. كما أن دانيال وافق بملء إرادته "
ضرب السيد إدموند الطاولة بكفه وقال بعصية " هذا لأنه ضحى لأجلك... إنه يضحي لأجلك دائماً... لما لا تحسين ولو لمرة واحدة؟؟ " وقد
كان صوت السيد إدموند يرتجف فلاشيء يؤلمه أكثر من تعاسة ابنه الوحيد بعد
أن عانى منها طوال سنوات عمره.. كيف يمكنه تحمل المزيد؟؟... كيف؟؟...
تحرك لسان دانيال لينطق بصعوبة " أرجوك والدي... كفى... لا فائدة من الأمر "
نهضت إليزابيث من على الطاولة ونهض
خلفها دانيال فصعد على الدرج برفقتها أو بالأحرى على بعد مسافة لا تقل عن
متر تقريباً وعند وصولهما للمفترق وقفا بشكل مفاجئ وجابه كل منهما الآخر
وكلاهما لا يعرف سبب وقوفه... أراد دانيال بأن يقول شيئاً فحرك شفتيه ليقول
بصعوبة وبصوت متقطع " أ... أردت سؤالك للــ... للمرة الأخيرة.. هل أنت متأكدة من قرارك؟؟ "
صمتت إليزابيث لثوانٍ وقد تعجبت من
الأمر فقد كانت للتو متأكدة من الأمر فإلى هذه الدرجة دانيال يؤثر
فيها؟؟... لكنها في النهاية ضغطت على نفسها وقالت " نـ... نعم " وقد أرادت بأن ترجع عن قرارها وتقول لا... أو بعبارة أدق عقلها الباطن أراد ذلك لكنها أمسكته بحجة أن ذلك أفضل لها.
اقترب دانيال بيدين مرتجفتين وبدون
سابق إنذار ضمها إليه بسرعة وبقوة كبيرة وقد كانت أنفاسه واضحة مرتجفة تعبر
عن غضب ربما أو حزن وقهر بداخله لهذا شد عليها بإحكام ذراعيه على أسفل
ظهرها ليدفعها أقرب إلى جسده... أراد بأن يشبع منها... أراد بأن يستنشق
رائحتها ولو لآخر مرة... أراد بأن يشعر أنها له للمرة الأخيرة.... أراد بأن
يمتلكها حتى ولو للحظات... أرادها بكل ما في الكلمة من معنى.... ولم تستطع
إليزابيث المقاومة بل بعبارة أدق لم ترد فقد كان عقلها الباطن مسيطراً
عليها في تلك اللحظة ويدفعها لفعل ما يريده لهذا لفت ذراعيها حول عنق
دانيال ثم أمسكت ملابسه من الخلف بقوة بيديها ثم دفعت رأسها لصدره حتى تسمع
نبضات قلبه الدافئة للمرة الأخيرة... وفجأة...
قاطعهما صوت رنين هاتف المنزل فابتعد
دانيال عن إليزابيث بعدها أبعد خصلات شعرها عن أذنها اليمنى وقرب رأسه حتى
لامست شفتيه شحمة أذنها ثم همس بنبرته الدافئة " مهما حدث... فسأظل
أحبك... ولن أنساك.... وإن أردتني مجدداً... فتعرفين مكاني... سيكون صدري
رحب لاستقبالك... وسيكون قلبي جاهزاً لتقبل المزيد من حبك... أعشقك... لا
تنسي هذا أبداً " بعدها أبتعد عنها وتوجه للطابق السفلي ليرد على الهاتف.
امتلأت عينا إليزابيث بالدموع وأخذت بالتساقط كالسيول من عينيها... إنها حائرة بين عقلها وقلبها ... ولأول مرة اعترفت لنفسها وقالت ( أنا أحبه... أحبه وأعترف... أحبه ) لكن
عقلها كان يرفض هذا الأمر تماماً بحجة أنها لا تتذكره فركضت لغرفتها ورمت
بنفسها على السرير لتواصل بكاءها وصراعها الداخلي مع نفسه
توم في مقعد السائق بينما مارك بجواره ودانيال في الخلف وطوال الطريق كان
الصمت يخيم على المكان ولما وصلوا للشاطئ على الوقت قبيل الغروب وقد كان
الشاطئ جميلاً مكسواً بالرمال الناعمة الذهبية وقد كان أمام الشاطئ حديقة
عامة كبيرة وجميلة حيث يفصلها عن الشاطئ ممر حجري طويل يمتد على طول الشاطئ
ومنحدر بسيط من الصخور الكبيرة ومن بينها درج قصير وعريض يؤدي إلى الرمال.
نزل دانيال من السيارة ومشى إلى أن
وصل للدرج فنزل منه ببطء ومشى على الرمال إلى أن وقف أمام المحيط تماماً...
كانت نسمات الهواء المجمدة تحرك خصلات دانيال يميناً ويساراًً وللأعلى
والأسفل والمياه تلامس طرف حذائه.... خلع هذا الأخير وشاحه الجميل المخطط
بالأزرق الغامق جداً واللازوردي وقربه بجوار أنفه وفمه ليستنشق رائحته
الجميلة فحمله قطار الذاكرة إلى ذلك اليوم حينما كان الوقت قبيل منتصف
الليل وقد كان هو مستلق على السرير على جنبه الأيسر ومغمض عينيه في سكينة
بينما يستمع لقطرات الماء تتساقط على جسد إليزابيث وهي تستحم في دورة
المياه.... وبعد دقائق سمع صوت فتح الباب ثم فوجئ بجد إليزابيث يهوي فوقه
فقال بتعجب " ما الذي تفعلينه آلي؟؟ "
شدت إليزابيث قميص دانيال وهي تقول بدلال " هيا دانيال لا تكن كالدجاجة وتنام في هذا الوقت "
كان دانيال مستلق على جنبه فاتكأ على الوسادة ووضع رأسه على كفه ثم رفع أحد حاجبيه وهو يقول بينما إليزابيث لا تزال فوقه " وهل هنالك شيء مهم يجعلني لا أنام يا آنسة؟؟ "
ضحكت إليزابيث بمرح وقالت " بالطبع "
قال دانيال بتساؤل " وما هو؟؟ "
وضعت إليزابيث كفيها على خصرها وقالت " وهل نسيت... لقد عدت الساعة الثانية عشر مما يعني بأنه يوم مولدك فكل عام وأنت بخير "
جذب دانيال الغطاء ليغطي فيه رأسه وهو يقول بتملل " أرجوك لا تذكريني به "
رفعت إليزايث احجباها وقالت " ولماذا؟؟ "
قال دانيال بعناد من تحت الغطاء " أشعر بأنني أصحبت عجوزاً "
ضحكت إليزابيث ثم أبعدت الغطاء وجذت دانيال من قميصه وهي تقول " ما بك... إن الثلاثينات هي ريعان الشباب وأنت للتو دخلت في سنتك الثلاثين " بعدها غطت رقبته بوشاح وهي تقول " وهذه هي هديتي لك "
رجع دانيال بقطار الذاكرة إلى الواقع
المرير فنطق اسم إليزابيث والعبرات تخنقه خنقاً ثم قبل الوشاح وضمه إليه
بشدة بعدها.... تركه ليطير من الرياح... ونزل ليتقوقع على نفسه وهو يقول
" أحبك... وسأظل أحبك ما حييت... إليزابيث... أحبك.... أهواك...وسيظل حبك
محفوراً على جدران قلبي وعقلي... أحبك... إليزابيث.... يا زهرتي البيضاء " بعدها
وقف وسار ليصعد على الدرج ويتجه للحديقة التي تغطي الثلوج بقاع كثيرة منها
فجلس تحت شجرة لا تغطي أرضيتها الثلوج وحفر حفرة صغيرة جداً ثم أخرج من
جيبه علبة صغيرة على قلب حب ففتحها وأخرج قلادتي على شكل أنصاف قلوب وقد
كان مكتوب على أحدهما " D " وعلى الأخرى " E " فقبلهما وتذكر ذلك اليوم حينما جاءت إليه إليزابيث بينما هو جالس على السرير في غرفتيهما وهي غاضبة فقال لها دانيال ببرود " ما الأمر؟؟ "
قالت إليزابيث بغضب " أنت عديم الإحساس دانيال "
ضغط دانيال على شفتيه سوية ليمنع نفسه من الابتسام ثم قال " ولماذا تتهمينني بهذا؟؟ "
تقارب حاجبا إليزابيث وقالت وقد احتد غضبها " ألا تعرف ما هو اليوم.. إنه يوم الحب وأنت لست مهتم بهذا "
كاد دانيال بأن يضحك لكنه أمسك بنفسه ثم استدار ليعطيها ظهره وقال " يال تفاهة الفتيات لماذا تهتمين بأمور سخيفة كهذه؟؟ "
زفرت إليزايث وقالت " لا فائدة ترجى منك " بعدها استدارت وهمت بالرحيل لولا أن جذبها دانيال من خصرها ليجلسها على رجله ويضحك.
قالت إليزابيث بغضبها الطفولي " ماذا؟؟... ما الذي يضحك؟؟ "
ازداد علو ضحك دانيال ثم قال وهو يخرج قلادتين من جيبه ويلبسها أحدهما " جنونك أنت... أتتهمينني بكل هذا لمجرد أنني لم أجلب لك هدية في عيد الحب... والآن ها هي هديتك "
تحسست إليزابيث القلادة لتجد بأنها نصف قلب نقش عليها الحرف الأول من اسم دانيال فقالت " إنها رائعة... لكن أين النصف الثاني؟؟ "
ارتدى دانيال النصف الثاني وقال " إنه معي وقد نقش عليه الحرف الأول من اسمك "
ضمت إليزايث دانيال وهي تقول " شكراً لك "
رفع دانيال أحد حاجبيه ثم قال " وأين هي هديتي؟؟ "
ضحكت إليزابيث ثم أخرجت علبة صغيرة وفتحتها وأخرجت قطعة شوكولاة ذات شكل كروي ووضعتها في فم دانيال الذي أكلها ثم قال " اممم لذيذ.. من أين اشتريتها؟؟ "
احمرت وجنا إليزابيث ثم قالت " أنا صنعتها مع فيرجي.. من الجيد بأنها أعجبتك "
رجع دانيال إلى الواقع مرة أخرى
ليبتسم على هذه الذكرى الجميلة بينما تتساقط ألف وألف دمعة من عينيه ولم
يدري هل يبكي أم يضحك فهمس في حيرة " إليزابيث " بعدها قبل القلادتين ووضعهما في الحفرة الصغيرة ثم دفنهما وهو يقول " قد أعود إليكم في يوم من الأيام " بعدها
وقف ليتجه لتوم ومارك اللذان أخذاه إلى المنزل وهناك دخل لغرفته ليستبدل
ملابسه ثم نادته فيرجي لينزل للعشاء فنزل بصمت ودخل ليجلس على الطاولة التي
كان يجلس عليها السيد إدموند وإليزابيث وبدأ يأكل صمت مطبق قطعه صوت السيد
إدموند بقوله " هل أنت متأكدة من أمر الطلاق يا ابنتي؟؟ "
أومأت إليزابيث برأسها ثم قالت " واثقة كل الثقة "
قال السيد إدموند " لكن هذا سيؤذي ابني دانيال "
ردت عليه إليزابيث بحدة " أنا ودانيال ناضجان ونعلم كيف نتحكم حياتنا.. كما أن دانيال وافق بملء إرادته "
ضرب السيد إدموند الطاولة بكفه وقال بعصية " هذا لأنه ضحى لأجلك... إنه يضحي لأجلك دائماً... لما لا تحسين ولو لمرة واحدة؟؟ " وقد
كان صوت السيد إدموند يرتجف فلاشيء يؤلمه أكثر من تعاسة ابنه الوحيد بعد
أن عانى منها طوال سنوات عمره.. كيف يمكنه تحمل المزيد؟؟... كيف؟؟...
تحرك لسان دانيال لينطق بصعوبة " أرجوك والدي... كفى... لا فائدة من الأمر "
نهضت إليزابيث من على الطاولة ونهض
خلفها دانيال فصعد على الدرج برفقتها أو بالأحرى على بعد مسافة لا تقل عن
متر تقريباً وعند وصولهما للمفترق وقفا بشكل مفاجئ وجابه كل منهما الآخر
وكلاهما لا يعرف سبب وقوفه... أراد دانيال بأن يقول شيئاً فحرك شفتيه ليقول
بصعوبة وبصوت متقطع " أ... أردت سؤالك للــ... للمرة الأخيرة.. هل أنت متأكدة من قرارك؟؟ "
صمتت إليزابيث لثوانٍ وقد تعجبت من
الأمر فقد كانت للتو متأكدة من الأمر فإلى هذه الدرجة دانيال يؤثر
فيها؟؟... لكنها في النهاية ضغطت على نفسها وقالت " نـ... نعم " وقد أرادت بأن ترجع عن قرارها وتقول لا... أو بعبارة أدق عقلها الباطن أراد ذلك لكنها أمسكته بحجة أن ذلك أفضل لها.
اقترب دانيال بيدين مرتجفتين وبدون
سابق إنذار ضمها إليه بسرعة وبقوة كبيرة وقد كانت أنفاسه واضحة مرتجفة تعبر
عن غضب ربما أو حزن وقهر بداخله لهذا شد عليها بإحكام ذراعيه على أسفل
ظهرها ليدفعها أقرب إلى جسده... أراد بأن يشبع منها... أراد بأن يستنشق
رائحتها ولو لآخر مرة... أراد بأن يشعر أنها له للمرة الأخيرة.... أراد بأن
يمتلكها حتى ولو للحظات... أرادها بكل ما في الكلمة من معنى.... ولم تستطع
إليزابيث المقاومة بل بعبارة أدق لم ترد فقد كان عقلها الباطن مسيطراً
عليها في تلك اللحظة ويدفعها لفعل ما يريده لهذا لفت ذراعيها حول عنق
دانيال ثم أمسكت ملابسه من الخلف بقوة بيديها ثم دفعت رأسها لصدره حتى تسمع
نبضات قلبه الدافئة للمرة الأخيرة... وفجأة...
قاطعهما صوت رنين هاتف المنزل فابتعد
دانيال عن إليزابيث بعدها أبعد خصلات شعرها عن أذنها اليمنى وقرب رأسه حتى
لامست شفتيه شحمة أذنها ثم همس بنبرته الدافئة " مهما حدث... فسأظل
أحبك... ولن أنساك.... وإن أردتني مجدداً... فتعرفين مكاني... سيكون صدري
رحب لاستقبالك... وسيكون قلبي جاهزاً لتقبل المزيد من حبك... أعشقك... لا
تنسي هذا أبداً " بعدها أبتعد عنها وتوجه للطابق السفلي ليرد على الهاتف.
امتلأت عينا إليزابيث بالدموع وأخذت بالتساقط كالسيول من عينيها... إنها حائرة بين عقلها وقلبها ... ولأول مرة اعترفت لنفسها وقالت ( أنا أحبه... أحبه وأعترف... أحبه ) لكن
عقلها كان يرفض هذا الأمر تماماً بحجة أنها لا تتذكره فركضت لغرفتها ورمت
بنفسها على السرير لتواصل بكاءها وصراعها الداخلي مع نفسه
الإثنين فبراير 27, 2012 4:33 pm من طرف prnsjo
» من أجمل ما قرآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآت
الإثنين فبراير 27, 2012 4:30 pm من طرف prnsjo
» كم منا يريد ان يرى المصطفى فى منامه
الجمعة فبراير 24, 2012 5:11 pm من طرف prnsjo
» كيف نعشق الصلاة
الجمعة فبراير 24, 2012 5:06 pm من طرف prnsjo
» نكت 2012
الجمعة فبراير 17, 2012 1:59 am من طرف Biso_basim
» نكت جامده جدا
الجمعة فبراير 17, 2012 1:52 am من طرف Biso_basim
» اجمل و اجمد و اروش نكت
الجمعة فبراير 17, 2012 1:42 am من طرف Biso_basim
» نكت بخلاء
الجمعة فبراير 17, 2012 1:40 am من طرف Biso_basim