سوالف كوم

ياهلا والله بك معنا في منتديات سوالف كوم العربية تفضل ادخل

الخيمة يمناحي جب القهوة Very Happy

تفضل وشف ودر في المنتدى وان اعجبك سجل

على فكرة Question (المنتدى جديد ويحتاج مشرقبن ومراقبين ومشرفات ومراقبات ) cheers رشح نفسك



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

سوالف كوم

ياهلا والله بك معنا في منتديات سوالف كوم العربية تفضل ادخل

الخيمة يمناحي جب القهوة Very Happy

تفضل وشف ودر في المنتدى وان اعجبك سجل

على فكرة Question (المنتدى جديد ويحتاج مشرقبن ومراقبين ومشرفات ومراقبات ) cheers رشح نفسك

سوالف كوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سوالف كوم العربية : سواليف على كيف كيفك قهوة . وشاهي . وفصفص .وحركات , صرقعة , وضحك

المواضيع الأخيرة

» أمــــــي .. أمــــــي .. أمــــــي ..
الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى  Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:33 pm من طرف prnsjo

» من أجمل ما قرآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآت
الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى  Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:30 pm من طرف prnsjo

» كم منا يريد ان يرى المصطفى فى منامه
الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى  Emptyالجمعة فبراير 24, 2012 5:11 pm من طرف prnsjo

» كيف نعشق الصلاة
الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى  Emptyالجمعة فبراير 24, 2012 5:06 pm من طرف prnsjo

» نكت 2012
الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى  Emptyالجمعة فبراير 17, 2012 1:59 am من طرف Biso_basim

» نكت جامده جدا
الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى  Emptyالجمعة فبراير 17, 2012 1:52 am من طرف Biso_basim

» اجمل و اجمد و اروش نكت
الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى  Emptyالجمعة فبراير 17, 2012 1:42 am من طرف Biso_basim

» نكت بخلاء
الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى  Emptyالجمعة فبراير 17, 2012 1:40 am من طرف Biso_basim

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 78 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 78 زائر

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 275 بتاريخ الخميس نوفمبر 21, 2024 12:02 pm

( وضع العناصر أسفل الصفحة


    الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى

    avatar
    asdlion
    كبار الشخصيات ( v.i.b )
    كبار الشخصيات ( v.i.b )


    الجنس : ذكر
    تاريخ التسجيل : 27/01/2012
    My MMS ~ : mms
    أخر مواضيعي ,~ : ((تكتب بين هذة الحروف الانجليزية رابط اخر مواضيعك(عليك حذف هذا الكلام الكتوب مابين الاقواس))

    الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى  Empty الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى

    مُساهمة من طرف asdlion الأربعاء فبراير 01, 2012 8:15 pm

    قرأتم فيما سبق........



    لما أحضر دانيال المثلجات كان
    متوجهاً في طريقه لإليزابيث وقد كان على بعد عشرين خطوة منها تقريباً لما
    شعر بذلك الشعور...... شعر بان قلبه يختطف من مكانه.... وكأن.... وكأن
    وحشاً يغرس مخالبه في صدره مغتصبا ليخرج قلبه من بين شظايا روحه الأسيرة
    لذلك الحب الذي يغمر كل زاوية من زوايا جوارحه
    .

    ومع
    ارتجافه قلب دانيال سقطت المثلجات من يده ليتجه لأغلى ما لديه بأقصى سرعته
    لكن..... بعد أن سمع صرختها... صرختها المصدومة... صرختها المفزوعة....
    صرختها التي تنادي اسمه بكل ما في العالم خوف
    " دانياااااااااااااال "..... أدرك بأنه.... أدرك بأنه فات الأوان......
    لكن الحب وما يفعل فقد اتجه وفي عقله كل معاني
    التهور وهي يحاول بأن يهوي بنفسه خلفها من ذلك العلو الكبير لكن الناس
    أوقفوه بكل قوتهم ولما انقطعت صرخاتها صرخ بعدها بصوت مصدوم.... محتار...
    خائف وملتاع
    " إليزابييييييييييييييييييييييييييييث "



    الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى  12433971956274973




    البارت الرابع والثلاثون
    " المعاناة الحقيقية "





    سقطت قطرة ماءٍ باردة وسط تلك العتمة فأيقظت ذلك الوسيط بلمسها جبهته المتعرقة ففتح عينيه الزرقاوات بصعوبة وقال بقلق وفزع غير طبيعي " إليزابيث.... إليزابيث "
    أمسك شخص ما بكفه وهو يقول بنبرة مهدئة " أهدأ دانيال "
    التفت دانيال إلى ذلك الشخص وقال " توم.... أين هي؟؟.... أين هي إليزابيث؟؟.... وأين أنا؟؟ "
    أجابه توم " أنت في المستشفى... وإليزابيث.. "
    قال دانيال بقلق " ما بها؟؟ "
    فتح توم فمه ليتكلم لكن الحروف أبت أن تخرج فانتظر
    قليلاً ليحاول إعادة صوته لكن صبر دانيال نفذ فأمسك بكتفي توم وهزهما وهو
    يقول بنبرة رجاء
    " إليزابيث.... أين هي إليزابيث... أخبرني... توم أنا أرجوك.. هل حدث لها شيء؟؟ "
    قال توم بارتباك أكبر " إنها... إنها في غرفة العمليات "
    شد دانيال قبضتيه على كتف توم وهو يقول بعصبية وخوف غير معتادتين " ماذا؟؟... غرفة العمليات؟؟... ما الذي جرى؟؟... ومنذ متى وأنا هنا؟؟ "
    تدفق الكلام بسرعة من بين شفتي توم لما قال "
    لقد دفع شخص مجهول إليزابيث من الطابق الثالث من برج المدينة وقد أتاك
    انهيار عصبي من شدة الصدمة فنقلوك إلى هنا وقد أتانا اتصال من والدك... أما
    إليزابيث فهي بحالة حرجة جداً في غرفة العمليات وأنت هنا منذ ربع ساعة
    تقريباً "
    ترك دانيال كتفي توم وأنزل رأسه ويداه ترتجفان
    بشدة... امتزجت كل المعاني... اختلطت كل الأقدار... خوف... قلق... صدمة....
    صرخات بكاء مكبوتة.... كيف لا؟؟... كيف لا وحب حياته في خطر؟؟.... كيف لا
    وحب حياته تصارع الموت في غرفة باردة قاسية... وحيدة... لا حب بجوارها ولا
    حنان... ولا جسده يغمرها؟؟.... أخبروني كيف لا بالله عليكم؟؟....

    وقف توم وأمسك بكتفي دانيال بشدة محاولاً عبثاً بث
    شيء من الثبات إليه فانتفض هذا الأخير ورفع رأسه فكانت عيناه مليئتان
    بالدموع... بدموع مكبوتة وجدت وقتها المناسب لتخرج.

    قال توم بخوف وهو يشعر بالذنب لإخباره " دانيال "
    قال دانيال بصوت مرتجف يتضح فيه الجهد المبذول لإبقاء نبرة صوته هادئة " خذني لها... أريد بأن أكون بجوارها "
    توم " لا يسمح فهي بغرفة العمليات "
    صرخ دانيال وقد بدأ يفقد صوابه لما قال " قلت خذني إلى غرفة العمليات... لا يهمنِ... سوف أبقى بالخارج "
    أومأ توم برأسه وهو يقول " حسناً " بعدها
    ساعد دانيال الذي ما إن وقف حتى انتابه دوار شديد لكنه شد على نفسه وسار
    متجهاً للخارج... ولما فتح الباب.. وقبل أن يتقدم بخطوة واحدة أتت ممرضة
    وهي تقول
    " آه من لجيد بأنك استيقظت سيد كلون... الطبيب يريد رؤيتك بأسرع وقت "
    أعاد دانيال الهدوء إلى نبرة صوته وهو يقول " خذيني إليه "
    أومأت الممرضة برأسها وأمسكت بذراع دانيال لتسير به لكنه أوقفها وقال " فقط سيري أمامي "
    استغربت الممرضة وسارت أمامه ليتبعها هو وتوم بهدوء
    إلى ان وصلا إلى أمام غرفة العمليات بالضبط حيث يقف الطبيب فركض دانيال
    نحوه وقال بقلق
    " ما الأمر دوكتور؟؟.... قلي ما الأخبار "
    أخذ الطبيب نفساً عميقاً ثم قال " سيد كلون... يؤسفني القول بأن زوجتك وطفلها في حالة حرجة جداً... وللأسف لن نستطيع إنقاذ الاثنين معاً "
    ارتجفت الدموع المنحشرة في عيني دانيال فقال بصوت مرتجف " أخبرني بالضبط ما الذي تقصده... هل حدث شيء خطير لأي منهما؟؟ "
    هز الطبيب رأسه نفياً وهو يقول " كما قلت لك سيد كلون... واحد منهما لن ينجو... ونحن نطلب منك الاختيار بأسرع وقت.. الطفل... أم السيدة كلون "
    هل... هل يطلبون مني الاختيار؟؟...هل يطلبون مني
    الاختيار بين زوجتي... حب حياتي... عمري كله.... المرأة الوحيدة التي
    استطاعت أن تمس قلبي برقتها ونعومتها.... وابنتي... ابنتي التي حلمت فيها
    منذ وقت طويل.... ابنتي التي بت أحلم فيها حتى في يقظتي... أسمع صوتها في
    خيالي... أسمع أنفاسها... أحس بنعومتها....

    كل تلك الأحلام أخذت تتلاشى في ذهن دانيال مع تلاشي
    الثواني... واحداً... واحداً... فانهمرت الدموع من عينيه من دون أي شعور
    منه.... إنها أول مرة يبكي فيها.... لقد علمته إليزابيث البكاء.... والآن
    ترحل بدون أي سبب... ترحل وتتركه.... تتركه واقفاً في ذلك السواد وحده...
    جسد بلا قلب.... ومن أين له بالقلب وهو ملك لها؟؟... من أين؟؟..........

    قال الطبيب بقلة صبر " سيدي... أعلم بأن الأمر صعب لكن عليك الاختيار بسرعة فالوقت يداهمنا "
    لم يكن الاختيار بالتحدي الصعب لدانيال فقال " إليزابيث.... أختار زوجتي "
    أومأ الطبيب برأسه ثم قال " لكن هناك احتمال 75% ألا تنجب زوجتك مرة أخرى... كما أن هنالك مخاطرة كبيرة "
    قال دانيال بسرعة " لا يهم " من
    يريد الأطفال وليس لديه من يربيهم معه... كانت تلك تكملة الجملة التي
    قالها دانيال لكن غصة في حلقه منعته فهوى على الأرض ووضع كفيه عليها طالباً
    منها الدعم ودموعه كانت تسقط عليها بغزارة كما لم يحدث من قبل... سمع صوت
    إليزابيث يهمس في أذنيه فالتفت ولم يجد إلا السواد... فصرخ قلبه ألماً من
    المعاناة وما في القلب إلا على اللسان فصرخ بصوت مرتجف باكي مكسور
    " إليزابيث.... إليزابيث.. إليزابيث " وأكمل في همس مبحوح " إليزابيث.. إليزابيث… إليزابيث... "
    حضر السيد إدموند وسمع كلام الطبيب فنزلت دمعة حارقة
    على وجنته وراحت شفتاه ترتجفان حزناً... كيف لا؟؟... كيف لا وهي كل ما يهم
    ابنه؟؟.... كيف لا وهي ابنته؟؟..... وكيف لا وهي من أعادت البسمة لشفاهه
    وشفاه ابنه؟؟.... كيف لا؟؟؟؟؟.............

    عض السيد إدموند على شفتيه بقوة محاولاً استعادة
    هدوءه واتجه لدانيال ثم نزل لمستواه ليضع كفيه على كتفيه لعله يمنحه بعض
    الثبات وقال له بصوت لم تخفى فيه الرجفة والحزن
    " بني دانيال....
    هون عليك... اصبر.... إنه مجرد اختبار وابتلاء من الله.... اصبر وسوف تفرج
    إنشاء الله.... فقط اصبر فالله مع الصابرين "
    أمسك دانيال بكفي والده والتفت له بعينين ملأتهما الدموع التي تسيل بلا توقف على وجنتيه وقال بفزع وعدم تصديق " أبي إليزابيث " وغصة أخرى في حلقه منعته حتى من أخذ نفسه.
    ربت السيد إدموند على كتفي دانيال وضمه وهو يقول
    " أعلم... أعلم بني... أعلم.... لا داعي بأن تشرح لي فأنا والدك... أنا
    والدك... وأنا معك.... أعدك بأنني لن أتركك كما فعلت من قبل... أنا معك " قالها
    والدموع تتساقط من عينيه... وبعد فترة ابتعد ليرى منظراً لم يتخيل أنه سوف
    يراه يوماً.... رأى ابنه دانيال يجلس ثانياً قدميه محدقاً في الفراغ الذي
    يملأ عينيه فمنعهما من التلألؤ كالسابق.... وظل.... وظل.... وظل على تلك
    الوضعية لوقت لا أحد يعلمه بينما الأفكار السوداء تنهش في عقله وروحه...
    وتغرس أنيابها مغتصبة فيه.

    وفجأة نهض ببطء ليتجه بشكل محطم كلياً جهة الجدار...
    فاستدار ليسند ظهره عليه وينزلق ليجلس على الأرض بينما هو ثانٍ ركبتيه
    لتصلان لمستوى صدره وأخفض رأسه ليغطي شعره الناعم عينيه اللازورديتين
    اللتان راحتا تذرفان الدموع بلا إحساس.... وبين همساته المحطمة عنوانها
    إليزابيث همس
    " إليزابيث... إليزابيث.... إليزابيث ابقي معي أرجوك.... إليزابيث لا تتركيني وحدي أنا أتوسل إليك.... إليزابيث "
    مر قطار الزمن ليرجع بذاكرة دانيال إلى ذلك اليوم
    الجميل حيث تلألأ قمر حبهما وسط السماء الصافية... لم يكن يراه بالطبع...
    لكنه كان يحس بجماله... يحس روعته... فهو كان كجميلته الجالسة على السرير
    بشكل مستقيم ومغمضة عينيها البريئتين وواضعة يدها الرقيقة على بطنها بينما
    تفكر.... فجاء هو وطبع قبلة على عينها اليمنى وجلس بجوارها ليقول بفرح
    " ما الذي تفكر به حلوتي؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث بنعومة لتقول " كنت أفكر... إن جاءنا صبي فماذا سنسميه؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " ليس لدي أدنى فكرة... ماذا عنك؟؟ "
    صمتت إليزابيث لبرهة وقالت " كنت أفكر في اسم جاسبر... ما رأيك؟؟ "
    هز دانيال رأسه ببعض الاقتناع وقال " تقليدي لكن جميل "
    ابتسمت إليزابيث في خجل وقالت " أتمنى بأن يشبه والده بكل شيء "
    داعب دانيال انف إليزابيث وهو يقول " ألا تريدين بأن يشبهك في شيء؟؟ "
    ضمت إليزابيث دانيال بقوة وقالت " لا أدري.. لكني أريده بأن يأخذ شجاعتك وثباتك وهدوءك... جرأتك ولطفك"
    لف دانيال ذراعه حول إليزابيث وقال " وماذا عن الشكل؟؟ "
    إليزابيث " أممممم لا أدري... لا أريده بأن يكون بوسامتك كي لا يضايقنه الفتيات "
    ضحك دانيال ثم قال وابتسامة في صوته " أو كي لا يضايقن حبيبته "
    ضحكت إليزابيث وقد علمت بأنه يقصدها ثم قالت " نقطة مهمة "
    عاد دانيال للواقع المرير وهو يهمس بألم " إليزابيث.... إليزابيث "
    عاد قطار الذاكرة به مرة أخرى لذلك اليوم الجميل الآخر لما خرج هو وإليزابيث من غرفة الطبيب فقالت إليزابيث بفرحة " والآن بعد أن كشفت التحاليل عن جنس الطفل فماذا ستسميها؟؟ "
    فكر دانيال لثوانٍ ثم قال " ما رأيك بإيزابيلا؟؟... حتى يكون اسمها مشابهاً لأسم والدتها؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " أحب اسم إيزابيلا كثيراً "
    حوط دانيال إليزابيث بذراعه وهو يقول " وأنا كذلك "
    عاد دانيال للحاضر مرة أخرى وهو يحرك رأسه يميناً وشمالاً ويصدر أنة ألم ووجه ويهمس مرة أخرى " إليزابيث.... إيزابيلا " بعدها
    وضع كفيه على رأسه وخلل أصابعه بين خصلاته الناعمة ليشد قبضته عليها ويخفي
    وجهه بين ساقيه وهو يئن بصوت مسموع ويصرخ كذلك بصوت مرتجف ودموعه لم تجف
    من ساعتها ويقول في نفسه
    ( لم؟؟... لم كل تلك اللحظات الجميلة مضت
    بسرعة؟؟.... لم؟؟.... ضللت أعاني مدة طويلة.... والدي... جوش.. ولم أهنأ
    بحياتي إلا سنة واحدة... ظننت بأن هذه السعادة سوف تكون أبدية.... لكن....
    لكن آه... ها أنا أرجع للتعاسة والحزن... أرجع إلى الألم والمعاناة....
    بالله عليكم أنا لا أبالي بنفسي.... افعلوا بجسدي ما تشاءون... لكن دعوني
    أعيش مع إليزابيث.... أو حتى أطمئن أنها بخير.... دعوني أموت بدلاً منها...
    دعوني أفتديها.... أرجوك يا إلهي ساعدني ) وراحت
    الذاكرة تلعب به كدمية صغيرة... فتارة تريه أفضل لحظات عمره... وتارة أخرى
    تريه أقسى اللحظات... لكن في الواقع المؤلم.... لم تحل على دانيال مصيبة
    أكبر من هذه من قبل.... أو حتى تساويها.... ولم يلاقي هذا المسكين عذاباً
    يضاهي هذا العذاب...

    مر الوقت.... ثانية... تتبعها ثانية.... دقيقة....
    تتبعها دقيقة... وساعة تتبعها ساعة.... وكل هذا كان يعادل قروناً بالنسبة
    لدانيال........

    مرت خمس ساعات......
    كانت صديقات إليزابيث حاضرات وكذلك جاك ومارك
    وأنيتا.... وكل منهم... رغم تنوع شخصياتهم وتعدد مواهبهم... ورغم جرأتهم
    وشجاعتهم.... إلا أنه لم يتجرأ أي أحد منهم أن يخطو خطوة تجاه دانيال وهو
    في تلك الحالة المزرية.

    قالت كات بقلق واضح " مضت خمس ساعات ولا أخبار "
    همست ديانا لها بنبرة معاتبة " أخفضي صوتك.. دانيال لا تنقصه إلا وسوستك "
    كات " آسفة "
    فجأة.....
    وبدون سابق إنذار.....
    نهض دانيال ليتجه بخطوات متثاقلة لباب غرفة العمليات
    وسط النظرات الحائرة على أوجه الجميع.. ولما جمع ما تبقى من جسده من قوة
    كور قبضته وضرب بها باب غرفة العمليات بكل ما أوتي من قوة ثم قال بعصبية
    وبفقدان سيطرة
    " اللعنة عليكم.... أخرجوها... ما الذي تفعلونه بها... لا تؤذوها.... إليزابيث... إليزابيث... إليزابيث " بعدها
    أخذ يضربه ويضربه حتى سالت الدماء من يده فلما وجد يديه بلا فائدة أخذ
    يركل بكل قوة وكل هذا ولم يجرؤ أحد منهم على تكليمه أو حتى إيقافه ولما
    خارت قواه انزلق على الباب ليجلس بانكسار ورأسه مسند على الباب وهو يهمس
    " إليزابيث.... إليزابيث... إليزابيث "
    قالت أنيتا هامسة في أذن مارك " لم أر دانيال هكذا في حياتي... إنه محطم كلياً "
    مارك " لا ألومه... إنه يخسر طفلته وزوجته
    بين الحياة والموت.... لو كنت مكانه لفعلت المثل أو ربما أكثر... كما أن حب
    دانيال لإليزابيث لا يضاهى بأي حب آخر.... لم أر حباً هكذا في حياتي "
    صمتت أنيتا لثوانٍ ثم قالت " لقد كان دانيال
    ثابتاً وهادئاً حتى في أصعب المواقف.... لازلت تذكر أول يوم لي في المسكن
    حيث عرفوني على من سأرعاهم... كان دانيال أولهم... حكوا لي قصته عندما جاء
    به السيد إدموند إلى المسكن... لقد كان هادئاً جداً وثابتاً رغم صغر سنه...
    لم تنزل من عينيه دمعة واحدة... لقد كان قدوتي دائماً في القوة وحسن
    التصرف لكنه الآن.... حتى أنني لا أجد الكلمات المناسبة لوصفه "
    أخذ مارك نفساً عميقاً وقال " مسكين....ليتنا نستطيع مساعدته "
    أنيتا " لن يساعده الآن سوى الله ثم ملاقاة إليزابيث "
    مرت نصف ساعة......
    وأخيراً......
    انشطر باب الظلمة لنصفين وتنافر كل منهما عن الآخر
    ليخرج ذلك الطبيب بوجهه المتعرق فانتفض دانيال ووقف بسرعة هائلة وهو يقول
    موجهاً كلامه للطبيب
    " ما الأخبار دكتور؟؟.. هل نجحت العملية؟؟ "
    صمت الطبيب لثوانٍ ثم قال " لقد نجحت العملية بفضل الله "
    وضع دانيال كفيه على وجهه واستدار ثم قال بفرح لا يوصف " نعم... حمداً لله "
    قاطع الطبيب فرحة دانيال بقوله " هنالك بعض الشروخ في عظامها لكنها لن تضر كثيراً.... لا نعلم حتى الآن أيه أضرار حدثت في عقلها فقد... "
    التفت دانيال وقال بريبة " ماذا؟؟ "
    فتح الطبيب فمه ليقول " لقد.. " لكن الكلمات أبت الخروج من جديد فأمسك دانيال بياقة الطبيب بخشونة وعصبية وصرخ " ماذا؟؟ "
    أمسك الطبيب بكفي دانيال ثم قال بسرعة " اهدأ
    سيدي... لقد.... لقد دخلت زوجتك في غيبوبة.... ولا ندري بالتحديد... إن
    كانت ستصحو منها اليوم... أو غداً.... أو ربما سنة أو سنتين أو..... ستبقى
    فيها للأبد "
    ترك دانيال ياقة الطبيب ويداه ترتجفان.... بل جسده
    بكامله كان يرتجف.... استدار للجميع وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما....
    بينما تحملان كل معاني الصدمة... الفزع... الخوف.... عدم التصديق.... سمع
    صيحات بكاء صديقاتها فحرك لسانه بصعوبة ليهمس
    " لا " بعدها سقط على الأرض وقال بنبرة أكثر علواً " لا ".
    اقترب السيد إدموند منه فالتفت إليه دانيال وعيناه
    تتطلعان لمستقبل أسود معتم بعتمة الليل البارد تغطيه ظلال الحزن ودياجير
    المعاناة... بينما تجول فيه وحوش الوحدة الشرسة.... تنهش به... تنشب فيه
    أنيابها الحادة.... تقتله... فقال بصوت خافت
    " لا أبي.... إليزابيث مازالت معي... إليزابيث لم تدخل في غيبوبة.... إليزابيث لم تتخل عني... إليزابيث لم تتركني "
    قال توم بنبرة خافتة " دانيال لقد... "
    قاطعه دانيال بصراخ " لا.... هل تسمعون؟؟... لا " بعدها أخذ يضرب على الأرض بقوة وهو يصرخ " لا لا لا لا لا.... إليزابيث.... إليزابيث لا تفعلي بي هذا أرجوك... إليزابيث أنا أتوسل إليك لا تتركيني... لا.... إليزابيث "
    ضم السيد إدموند ولده بقوة إلى صدره وهو يهمس " هون عليك... هون عليك دانيال "
    صرخ دانيال منادياًَ باسم إليزابيث بكل ألم وحزن...
    وماله إلا أن فقد وعيه مرة أخرى وجسده يتعرق بشده وعيناه مبللتان بدموعه
    الحارقة... وقلبه ملتاع بألم وحيرة مشبوبتين.... إليزابيث.............







    الفصل الرابع والثلاثون من رواية الحب الاعمى  12433971956274973


    *يال هذا المنظر الذي أريتنا إياه يا دانيال
    *ألهذه الدرجة؟؟

    *ألهذه الدرجة تضعفك إليزابيث هكذا؟؟
    *الآن كشفت نقطة ضعفك
    *والقادم أهول
    *فما لك إلا انتظار القدر ليلعب بك كدمية صغيرة
    *مع حبي لك
    *وتمنياتي لك بالسعادة الأبدية
    *قد تجدها في يوم من الأيام
    *لكنك ستسعى لها سعياً ليس يسيراً
    *انتظر فقط......

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 6:54 pm