قرأتم فيما سبق.......
أومأ السيد إدموند برأسه ثم قال
" هذا صحيح.... وبما أنه يعلم فلا بد لأبنه جوش بأن يعلم كذلك.... وبهذا
تتقلص دائرة الشك.... لنعرف هوية المختطف.... إنه جوش.... ابن عدوي....
والخطيب السابق للفتاة التي يحبها ابني.... والتي على ما أعتقد تدعى
إليزابيث سوان.... أليس كذلك؟؟ "
أومأ الجميع برؤوسهم وقالت أليكس " لكن هذا
غير منطقي أبداً.... لماذا يختطف جوش دانيال بعد كل هذه المدة.... أنا
أعني.... طوال تلك السنين كان دانيال موجوداً.... لماذا يختطفه الآن
فقط.... لاسيما أنهما قبل شهور التقيا في المركز التجاري وسلما على بعضيهما
وكأنهما صديقين بل وتكلما بينما لم يفكر جوش حتى بالتعرض لدانيال "
أخذ السيد إدموند نفساً عميقاً ملأ به رئتيه ثم أجابها قائلاً " الخطأ خطأي في هذا "
صعق الجميع ثم قالوا " كيف؟؟ "
السيد إدموند " إن شركة لوكاس أساساً مقتطعةٌ
من شركتي..... ففي يوم من الأيام... وقبل أن تكون هنالك شركة للوكاس....
سرق ذلك الفاشل الكثير من أسهم شركتي حتى كادت تبلغ النصف وبطريقة أنا نفسي
أجهلها.... فكون له شركته الخاصة.... وكلما حاولت استردادها نجح لوكاس
بتهديدي.... لقد كان يهددني بابني الوحيد دانيال.... بل يحذرني بقوله أنني
كلما اقتربت خطوةً واحدةً من شركتي... اقترب هو عشر خطوات من ابني...
فاستسلمت وسلم ابني لكن الشيطان لعب بعقلي لتلمع فكرة استعادة الشركة من
جديد.... وهاهو ابني دانيال وأصدقاؤكم يقعون بقبضتهم "
نهضت أليكس بانفعال ثم قالت بعصبية وهي تشهر سبابتها بوجه السيد إدموند " الخطأ خطأك..... بسبب طمعك أصبحت صديقتي إليزابيث والباقين بخطر.... اسمع.... عليك بأن تجد حلاً بسرعةٍ وإلا "
البارت السادس والعشرين
" بداية التخطيط "
أمسك توم بأليكس وأجلسها بجواره ليهدئها بينما قال السيد إدموند
" لا تقلقوا.... لن يصيبهم مكروه لأنني سأبذل قصار جهدي لتدبر الأمر...
والآن... أنا أرجوكم.... عودوا لبيوتكم فلا فائدة من بقائكم في هذا المكان "
رد عليه توم قائلاً "
لا فائدة؟؟..... ما الذي تعنيه بالله عليك.... هل تتوقع أن والدتي ستسعد
عندما أعود للمنزل من غير أخي الصغير... وما العذر... خطف؟؟ " قالها وكأنها شيء مقزز
أخذ السيد إدموند نفسه ثم مد ذراعه ليفتح أحد أدراج
المكتب ويخرج منه مفتاحاً يحمل ميداليةً ذهبية ممتزجةً بالفضي ويرميها على
توم وهو يقول " هذا مفتاح شقة عنوانها مدون
على الميدالية... يمكنك قضاء لياليك فيها حتى ينتهي هذا الأمر ولا أظن بأنك
عاجز عن إيجاد أي عذر لوالدتك "
التقط توم المفتاح بيده اليمنى ثم قال " أشكرك "
خرج الجميع من المكتب ومنه لخارج الشركة ليعودوا لمساكنهم ويندسوا تحت أغطيتهم راجين النوم أن يأتيهم.
قرب دانيال جسده من جسد إليزابيث ثم همس " إليزابيث... تعالي "
ومن دون أي تفكير رمت إليزابيث جسدها الصغير على صدر
دانيال الكبير وأخذت تكمل بكاءها المرير بصراخ وهي تنادي اسم دانيال بتألم
وكأنها ترجوه أن يبعد عنها هذا الألم الحارق في وسط صدرها..
قال دانيال ببعض التألم " أرجوك إليزابيث... اهدئي أنا أتوسل إليك "
رفعت إليزابيث رأسها ليكون وجهها مقابلاً لرقبته التي تلامسها أنفاسها
الملتهبة وهي لا تزال تبكي وتشهق وتنادي اسمه بصراخ بينما دموعها تسقط على
قميصه.... أما هو فقد نفذت منه كل الكلمات المهدئة فلم يبقى إلى صمته
القاسي وسماع صوت بكائها المرير.
نام كل من مارك وأنيتا على ذلك الصوت المعذب بينما ظل دانيال مستيقظاً
مقاوماً رغبته العارمة في النوم حتى نامت إليزابيث على صدره الدافئ... وعلى
قميصه المبلل بدموعها الحارقة.
فتحت
إليزابيث عينيها الدامعتين بصعوبة... وأحست بصداع عنيف... بعدها لاحظت
أنفاس دانيال الذي كانت نائمةً عليه فقالت بصوت خافت ومبحوح " دانـ.. " بعدها لاحظت نبرة صوتها المبحوحة المرهقة وعلى الأرجح أنها بسبب كل ذلك البكاء فصفت حنجرتها بينما سمعت صوت دانيال الذي همس " هل استيقظتِ حبي؟؟ "
أومأت إليزابيث برأسها ثم قالت " نعم " بعدها شدت جسدها للخلف بصعوبة لتستند على ذلك الجدار القذر خلفها.
قال دانيال بقلق غير واضح " كيف حالك الآن؟؟ "
همست إليزابيث بقولها " أفضل بقليل " ولما
قالت هذا تذكرت ما حدث بالأمس فحطمت دمعة ساخنة أسوار عينيها لتندفع باقي
الدموع وتبدأ بكاءها من جديد وهي تقول محاولةً إخفاض نبرة صوتها قدر
الإمكان " لم... لم أتوقع أن يكون بذلك الخبث.... أنا مازلت تحت تأثير صدمةٍ لا توصف "
تنهد دانيال تنهيدةً طويلةً محاولاً إخراج قهره فيها ثم قال " اعلم هذا حبي... ولن ألومك إن بكيت الآن... لكني أرجوك فقط.... لا تكوني ضعيفةً أمامه... حسناً؟ "
أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول " لن أعدك بشيء ولكنني.... سوف أحاول "
وضع دانيال ابتسامةً باهتةً على وجهه بصعوبة ثم قال " أنا أثق بك آلي.... وإن احتجتني في شيء... فسوف أكون بجوارك.... أساندك دائماً.... لا تنسي هذا "
ابتسمت إليزابيث بصعوبةٍ ثم قالت " وكيف أنسى ما حفر على قلبي وعقلي "
سمع الجميع صوت مارك وهو يقول بصوت عالٍ وبنبرة متذمرة " أما زلنا هنا..... ظننت بأن كل ذلك كان كابوساً "
ردت عليه أنيتا وبنبرة سخرية من ما يحدث لهم " لا ألومك إن لم تفرق بين الكابوس وذلك الجوش "
ضحك مارك ثم قال " كم ملامحه خبيثة.... آلي لا أصدق بأنك أحببته يوماً "
ابتسمت أنيتا وقالت بمكر " وليس أي حب أيضاً "
قاطعهم صوت دانيال لما قال بنبرة صارمة " كفى "
صمت الكل مطيعين لكلامه فقد كانت نبرته أقرب للأمر من الطلب.
لفت انتباه الكل في تلك اللحظة صوت خطوات كعب عالي
تدب على الأرض بثقة وكما كان واضحاً فهو ليس جوش وبالفعل فقد كانت فتاة
جذابة ذات شعر أحمر قرمزي وعينان ذهبيتان أشبه بعيني الأفاعي.... طويلة
وذات قوام ممشوق أشبه بقوام عارضات الأزياء.
سارت تلك الفتاة باتجاه إليزابيث ثم وقفت أمامها وقالت بصوت خافت حذر " هل أنت إليزابيث؟؟ "
أجابت إليزابيث بتوتر قائلةً " نـ.. نعم... من أنت؟؟ "
سمع الجميع صوت دانيال يقول " أنت ريبيكا.... أليس كذلك؟؟ "
صمتت تلك الفتاة مطولاً ثم قالت " نعم.... وكيف عرفت؟؟ "
لوح طيف ابتسامة جميلة على وجه دانيال الذي قال بثقة
" صوت أنفاسك أولاً... لا تنسي بأننا التقينا سابقاً..... ثانياً... بحسب
ظني فجوش لا يسمح لأي فتاة بالدخول لهذا المكان... وها بالطبع عداك....
لأنك... صديقته الحميمة "
أومأت ريبيكا برأسها وهي تقول " استنتاجات ذكية... وهذا دليل أكيد على أنك دانيال " بعدها
تقدمت خطوتين جهته لكنها كانت كافيه لتجعلها تمسك بذقنه وترفعه ثم تقرب
وجهها من وجهه وتقول بصوت خافت بينما تتفحص ملامحه المثالية.... عينيه
النهريتان الحادتان.... بشرته المعتدلة الصافية والنقية.... حاجباه
المثاليان وأخيراً... شفتيه المنمنمتين " لولا أن هذا ليس ضرورياً.... فوسامتك حفرت في عقلي منذ تلك اللحظات التي شاهدتك فيها ".
كان دانيال موجهاً عينيه النهريتين تجاهها وملامحه
لا تحمل أي معنى لتدل بالنهاية على أنه مستسلم كلياً لها.... فظلا على هذه
الوضعية لثوانٍ طويلةٍ إلى أن نطقت إليزابيث بصوت خافت وبحدة وغضب قائلة " ألا يكفيك جوش أيتها الأفعى؟؟.... ألا يكفيك؟؟... أخبريني "
تركت ريبيكا وجه دانيال الذي كانت ترفعه لينزل
للأسفل بلا أي مقاومة بينما تتناثر خصلات شعره الناعمة على وجهه لتغطي
عينيه النهريتين وقد كان شكله فاقداً للحياة أقرب للجثة..... بعدها توجهت
لإليزابيث ورفعت ذقنها بسبابتها الرشيقة الطويلة وراحت تفترس ملامحها
الرقيقة بنظراتها الثاقبة إلى أن قالت ببعض الشرود " أنتِ حقاً
جميلة... ملامحك تتصف بالجاذبية والبراءة في آن واحد.... لا اخفي بأنها
أجمل من ملامحي... لا عجب من أنك انتقلت من شاب وسيم إلى شاب أوسم منه
بكثير "
حررت إليزابيث وجهها لتشيح به بعيداً دون أن تنطق بأي حرف.
توجهت ريبيكا لمارك ورفعت رأسه بسبابتها فراحت تتفحص وجهه المثالي بما فيه من اخضرار عينيه وحدة ملامحه ثم قالت ببعض الاستهزاء " ومن أنت أيضاً..... معجب آخر بإليزابيث "
رفع مارك أحد حاجباه الرشيقان بغرور وقال محاولاً إغاظتها " وما شأنك أنت؟؟..... أم أنك وقعت في فخ جمالي"
أجابته ريبيكا بصوت خافت لكنه كان كافياً لتلتقطه مسامع الجميع " لا أخفي عليك بأنك أجمل من أي نجم سينمائي رأيته يوماً "
وضع مارك ابتسامة مكر جانبية على وجهه والتي زادت من جماله بطبيعة الحال ثم قال " لا أصدق بأن ذلك المريض النفسي فضلك على تلك الملاك الجالسة هناك "
ابتعدت ريبيكا عن مارك ثم بدأت تسير في الأرجاء وقد بلغ الغيظ مقصده منها ثم قالت وهي تضع كفها على خصرها بطريقة استعراضية " بت أشك بأنك أعمى.... ألا ترى قوامي الممشوقة.... إنها أفضل بمائة مرة من قوام تلك القصيرة "
ابتسم مارك أكثر ثم قال بغرور وهو يستند على الجدار " وما شأنك أنت... أنا أحب الفتاة القصيرة "
ابتسم دانيال وقال بلهجة ارتياح متعمدة " وأنا كذلك " بعدها ضحك بخفوت بعد أن أثار غيظها.
همست إليزابيث لكليهما بقولها " كفى... لا تثيرا غضبها "
مال دانيال تجاه أذن إليزابيث القريبة منه قاصداً أغاضة ريبيكا وقد أصبح قريباً منها لدرجة أن شفتيه لامستا شحمة أذنها ثم قال هامساً " فات الأوان "
زفرت ريبيكا وهي تضرب بكعبها العالي على الأرض ثم خرجت وهي تغلق الباب بقوة كبيرة.
ضحك مارك باستهزاء وقال " غيورة "
ردت أنيتا وابتسامة في صوتها " أتمنى أن لا يأتي ذلك الجوش الآن ويحطم رؤوسنا "
قرب مارك وجهه من وجه أنيتا وهمس قائلاً بنبرة استفزازية وهو يرفع حاجباه " سوف أحميك "
أشاحت أنيتا بوجهها بعد أن مطت شفتيها بحنق وقالت باستهزاء " أشكرك... لكنني لا أظن بأن علاقتك في منتهى الودية مع جوش حتى تتكفل أمر حياتك "
رفع مارك كتفيه وهو يقول " أنت الخاسرة... لقد عرضت عليك خدماتي لكنك رفضت "
بطبيعة
الحال لم ينم أي من توم أو أليكس أو ديانا أو كات أو حتى جاك في تلك
الليلة المشئومة ومع بزوغ الفجر قفزوا على عجل من على أسرتهم واتجهوا إلى
شركة السيد كلون ليسألوه عن أية أخبار وبالطبع لم يستطع جاك الذهاب برفقتهم
فقد انتهى يوم الخروج المخصص له لهذا ذهب الجميع من دونه على وعد بأن
يبلغوه بكل جديد.... وفي مكتب السيد إدموند......
جلس أصدقاؤنا في مكتب السكرتيرة الذي يقع خارج مكتب
السيد إدموند الفخم ينتظرونه ريثما ينهي مكالمته المهمة على الهاتف وبينما
كانوا خارجه سمعوه يقول....
" مرحباً لوكاس.... كيف حالك؟؟ وأتمنى بأن تكون بأسوأ حالاتك لأني وابني
كذلك.... بالطبع بسبب ابنك المخبول ذاك.... ماذا؟؟... هل تقصد بأنك لا تعلم
بأمر اختطاف ابني وأصدقائه.... أرجوك لوكاس... وضح لي أكثر... ما الذي
تقصده بأن ابنك... ساعدك الأيمن بدأ يخالف أوامرك ويعمل لصالحه الشخصي...
أحقاً لا تعلم عنه شيئاً.... لا أصدق... ابنك فقد صوابه.... أفعلاً يحاول
التسلية فقط.... لا... أنا لا أصدقك.. أنت تكذب علي لوكاس.... أتعني بأنك
لم تعد تريد الشركة حقاً؟؟... ماذا؟؟.... لوكاس هذا أسخف سبب سمعته بحياتي
كلها " بعدها انتظر لمدة وهو يسمعه لتكلم وأردف بعدها قائلاً
" حسناً حسنا.... سوف أحاول تدبر الأمر مع ابنك المجنون... لا تقلق... سوف
أمنعه... أنا أعلم بأنك خائف عليه من السجن لكن أرجوك خذه لمستشفى الأمراض
النفسية لطالما هو يتصرف بهذه الغرابة " قال تلك الجملة وفي صوته سخرية كبيرة بعدها أبعد سماعة الهاتف ليتفادى صراخ لوكاس العالي ولما انتهى قربها من أذنه وقال " أوليس المستشفى أفضل من السجن؟؟... على كل حال سوف أحاول تدبر الأمر وحصر المشكلة... لا عليك... وداعاً " بعدها أغلق السماعة وضغط على أحد أزرار الهاتف ليخرج صوته من الهاتف الذي بجوار السكرتيرة وقال " أدخليهم داليا ".
ابتسمت داليا وهي سكرتيرة جميلة جداً ذات شعر أشقر
امتزج بالثلجي والأسود كثير وطويل يصل لما تحت ظهرها بقليل وقد كان مجعداً
ومموجاً بطريقة زادت جاذبيتها بينما امتزجت هذه الألوان بعينيها
اللازورديتين اللامعتين وأحمر شفاهها الأحمر اللامع ولباسها القصير
الأسود.... بعدها قادت الجميع لمكتب السيد إدموند الفخم والذي كان ذا
ديكورات سوداء مرتكزة على العلية وجدران بلون الذهب الخالص وأرضيات بالرخام
البني الفاتح الجميل وكلها امتزجت مع ذلك المكتب الضخم الخشبي الذي يرتكز
وسط ذلك العرش الفاخر ولن أنسى ذكر الكنبات الجلدية السوداء الكبيرة
والمريحة في أماكن كثيرة من الغرفة.
أغلق الباب فنظر السيد إدموند لوجوه الأصدقاء القلقة
فأخذ نفساً عميقاً والذي صار ضرورياً بسبب الأحداث المحيطة ثم قال موجهاً
كلامه لصديقات إليزابيث " أنتن صديقات إليزابيث من قبل أن تفقد بصرها أليس كذلك؟؟"
أومأت الفتيات برؤوسهن فأكمل " إذاً أنا أكيد من أنكن تعرفتن على جوش خطيبها السابق جيداًَ؟ " قالها بطريقة السؤال فأومأت الفتيات مرةً أخرى لهذا أكمل
" لقد تأكدت من أنه هو المختطف الآن.... وقد فعل هذا من دون علم والده ومن
دون أمره... وفي هذه الحالة فلا يمكنني المساومة على شيء معين "
عضت أليكس على شفتيها وقالت " لكن لماذا؟؟.... وكيف لا يعلم والده؟؟ "
هز السيد إدموند رأسه وقال " لتوي كلمت السيد
إدموند وقد أكد لي بأنه ليس له أدنى علاقة بما يحصل... كما انه أحس في
الآونة الأخيرة بأن تصرفات ابنه أصبحت غريبة جداً... فخاف من أن يسرقه أو
يقتله... لهذا قرر بأنه متى حاولت استرداد شركتي فهو لن يمانع... ولن
يهددني بابني... كن ابنه جوش لديه كلام آخر فما أن علم بالأمر حتى جن جنونه
واختطف ابني والفتاة التي يحبها..... إليزابيث.... كان يريدهما كلاهما
وليس دانيال فقط... وعندما سألت لوكاس عن السبب قال بأنه يريد أن يطلعها
على الحقيقة ويصدمها... ولما سألته عنها قال بأنه لا يعرف بما يجول في خاطر
ابنه.... كل ما أستطيع تأكيده الآن هو أن جوش الآن طليق خارج عن إرادة
والده... وعلى ما يبدوا بأن لوكاس بدأ يظن بأن ولده يشكو من مرض نفسي أو
شيء من هذا القبيل فهو يغضب ويضحك في نفس الوقت.... كما أنه يريد أن ينتقم
من حتى الذي مس كفه بالخطأ "
صدم الجميع من الحقائق المكشوفة أمامهم فقال توم بصوت خافت " وما العمل الآن؟؟ "
أخذ السيد إدموند نفسه ثم قال " أعلم بأنني
سأطلب منكم المستحيل لكن أرجوكم... أنا أعددت خطة محكمة وأرجو بأن تستمعوا
لي جيداً.... عليكم بأن لا تظهروا قلقكم واهتمامكم بالأمر بينما أكلف أنا
خيرة الخبراء للبحث عنهم... وعندما نجد مكانهم سوف يذهب عدد قليل جداً منا
حتى لا نلفت الانتباه ونحاول تحريرهم... هل كلامي مفهوم؟؟"
أومأ الجميع برؤوسهم بخضوع تام بينما قالوا " مفهوم "
قرب السيد إدموند جسده من المكتب ومد رأسه ليقول بنبرة محذرة
" لا أريد أي اتصالات بجوش حتى من هواتف أصدقائكم.... اعتبروا كل من
تطلبون المساعدة منهم بحكم الميتين.... لنجعلهم يظنون بأننا صدقنا قصة
موتهم حسناً؟ "
أومأ الجميع برؤوسهم ثانيةً فقال السيد إدموند " أعطوني أرقام هواتفكم حتى أبلغكم بكل ما هو جديد وخذوا هذا " قالها
وهو يفتح درج مكتبه الأول الواقع جهة اليمين ويخرج أربع كروت مسجلة عليها
رقم السيد إدموند فالتقطها الجميع وخرجوا بعد أن أعطوه أرقام هواتفهم.
مرت ربع ساعة من الزمن والجميع يتحدث بأمور تافهةٍ ليس لها أي معنىً إلى أن قال مارك بتململ كبير " أشعر بالملل لماذا لا نحاول الهروب على الأقل حتى لا أقتلكم لأطرد الملل "
رد عليه دانيال بسخرية " وكأن هذا ممكن "
أنيتا " أظن بأن مارك على حق يا جماعة... على الأقل فلنحاول "
أخذ دانيال نفساً عميقاً ثم زفره وقال " كونوا عيناي وسأحاول أن أجد وسيلة لإخراجنا "
مارك " فكرةً سديدة "
ابتسمت أنيتا وقالت " إذن... سأخبرك بما
أرى... أرى أقرف مكان يمكن للإنسان بأن يتخيله.... بت أحسدكما لأنكما لا
تريانه... هناك قذارة في كل مكان و... آآآآآآآآآآآآآآآآه هنالك جرذ في
الزاوية "
قاطعها دانيال منبهاً بقوله " أنيتا.... أريد شيئاً مفيداً "
مارك " دعك منها دان... هنالك باباً ضخماً على يسارك "
رد عليه دانيال بصوت عالٍ وبتذمر فقد سئم منهما " أنا اعرف هذا جيداً مارك... هل تعتقد بأنني لم أسمعهم يفتحونه ويصمون أذني بغلقه عشرات المرات... أرجوك... شيئاً مفيداً " قال الكلمات الأخيرة مذكراً لقوله الأول.
ضحكت إليزابيث بخفوت وقالت " هدئ من روعك "
أشاح دانيال بوجهه وهو يقول " لو كنتِ مكاني لما لمتني فأنا أسمع حتى طيران الذباب في هذه القذارة "
دقق مارك في الغرفة جيداً ثم قال " هنالك نافذة مفتوحة في الأعلى "
سأل دانيال مقاطعاً " ما مدى ارتفاعها؟؟ "
مارك " لا أدري بالتحديد لكن ربما بطولي وطولك معاً "
تقارب حاجبا دانيال الرشيقان بينما هو يركز وقال " ليست مرتفعةً كثيراً... ماذا هناك أيضاً؟؟ "
لمح مارك الباب الواقع على يسارهم ثم قال " هنالك مفاتيح معلقة على بعد 6 أمتار وأظن بأنها خاصةٌ بالباب "
تمتم دانيال لنفسه بصوت مسموع " لماذا يضعون مفاتيح في الغرفة وهم يقفلونها من الخارج؟؟.. بل ولماذا يضعونها على هذا الارتفاع العالي؟؟ "
أنيتا " اعتقد بأن هذه المفاتيح تحتاج لعصا طويلة لجلبها.. لكن العصا معهم ولهذا فهم يستبعدون وصولنا إليها "
رد عليها دانيال بشرود قائلاً " يمكننا
الوصول إليها إذا ما صعدنا على بعضنا البعض مكونين سلماً بشرياً يكون على
قمته أخف شخص فينا... إن جوش يعلم بأنني أستطيع التفكير بأكثر من طريقة
للهرب لكنني فقط أحتاج للوقت والذي هو غير متوفر على ما أعتقد "
قال مارك بتذمر " ما الذي يجري هنا؟.. هل نحن في فيلم ( saw ) "
ضحكت أنيتا وقالت " يبدو هذا مشابهاً جداً للفيلم... أحسنت الوصف مارك "
قالت إليزابيث بصوت خافت " إن هذا مشابه بعض
الشيء... لكن حمداً لله بأنها لا تتطلب التضحيات كما.... أنا أعتقد بان جوش
ليس على سجيته فأنا لم أره يوماً يتصرف بهذا الشكل.... يتكلم بهذه
الطريقة.... لقد بدا لي كالمجنون تماماً... أو ربما.... معقد نفسياً "
التفتت أنيتا لدانيال وهي تقول " ما رأيك دانيال... أنت تعرف الكثير عن علم النفس.... هل تعتقد بأنه مجنون أو شيء من هذا القبيل "
أجابها دانيال بقوله بعد أن هز رأسه " لطالما
اعتبرت جوش مريضاً نفسياً... لكن هذا زاد في الآونة الأخيرة... أعني...
أنا لم أعرفه بهذا الجنون من قبل.... ولم أحسه مستعد لعمل أي شيء قذر
لتحقيق أهدافه "
أومأت إليزابيث برأسها وقالت " هذا ما كنت أريد الوصول إليه "
*ما الذي سيحدث بعد هذا التخطيط؟؟
*هل سينجح الأصدقاء؟؟
*أم سيفشلون؟؟
*وإن كنتم من الأشخاص المهتمين بمعرفة ما سيفعله جوش بدانيال وما الذي قصده بالوجبة الرئيسية
أومأ السيد إدموند برأسه ثم قال
" هذا صحيح.... وبما أنه يعلم فلا بد لأبنه جوش بأن يعلم كذلك.... وبهذا
تتقلص دائرة الشك.... لنعرف هوية المختطف.... إنه جوش.... ابن عدوي....
والخطيب السابق للفتاة التي يحبها ابني.... والتي على ما أعتقد تدعى
إليزابيث سوان.... أليس كذلك؟؟ "
أومأ الجميع برؤوسهم وقالت أليكس " لكن هذا
غير منطقي أبداً.... لماذا يختطف جوش دانيال بعد كل هذه المدة.... أنا
أعني.... طوال تلك السنين كان دانيال موجوداً.... لماذا يختطفه الآن
فقط.... لاسيما أنهما قبل شهور التقيا في المركز التجاري وسلما على بعضيهما
وكأنهما صديقين بل وتكلما بينما لم يفكر جوش حتى بالتعرض لدانيال "
أخذ السيد إدموند نفساً عميقاً ملأ به رئتيه ثم أجابها قائلاً " الخطأ خطأي في هذا "
صعق الجميع ثم قالوا " كيف؟؟ "
السيد إدموند " إن شركة لوكاس أساساً مقتطعةٌ
من شركتي..... ففي يوم من الأيام... وقبل أن تكون هنالك شركة للوكاس....
سرق ذلك الفاشل الكثير من أسهم شركتي حتى كادت تبلغ النصف وبطريقة أنا نفسي
أجهلها.... فكون له شركته الخاصة.... وكلما حاولت استردادها نجح لوكاس
بتهديدي.... لقد كان يهددني بابني الوحيد دانيال.... بل يحذرني بقوله أنني
كلما اقتربت خطوةً واحدةً من شركتي... اقترب هو عشر خطوات من ابني...
فاستسلمت وسلم ابني لكن الشيطان لعب بعقلي لتلمع فكرة استعادة الشركة من
جديد.... وهاهو ابني دانيال وأصدقاؤكم يقعون بقبضتهم "
نهضت أليكس بانفعال ثم قالت بعصبية وهي تشهر سبابتها بوجه السيد إدموند " الخطأ خطأك..... بسبب طمعك أصبحت صديقتي إليزابيث والباقين بخطر.... اسمع.... عليك بأن تجد حلاً بسرعةٍ وإلا "
البارت السادس والعشرين
" بداية التخطيط "
أمسك توم بأليكس وأجلسها بجواره ليهدئها بينما قال السيد إدموند
" لا تقلقوا.... لن يصيبهم مكروه لأنني سأبذل قصار جهدي لتدبر الأمر...
والآن... أنا أرجوكم.... عودوا لبيوتكم فلا فائدة من بقائكم في هذا المكان "
رد عليه توم قائلاً "
لا فائدة؟؟..... ما الذي تعنيه بالله عليك.... هل تتوقع أن والدتي ستسعد
عندما أعود للمنزل من غير أخي الصغير... وما العذر... خطف؟؟ " قالها وكأنها شيء مقزز
أخذ السيد إدموند نفسه ثم مد ذراعه ليفتح أحد أدراج
المكتب ويخرج منه مفتاحاً يحمل ميداليةً ذهبية ممتزجةً بالفضي ويرميها على
توم وهو يقول " هذا مفتاح شقة عنوانها مدون
على الميدالية... يمكنك قضاء لياليك فيها حتى ينتهي هذا الأمر ولا أظن بأنك
عاجز عن إيجاد أي عذر لوالدتك "
التقط توم المفتاح بيده اليمنى ثم قال " أشكرك "
خرج الجميع من المكتب ومنه لخارج الشركة ليعودوا لمساكنهم ويندسوا تحت أغطيتهم راجين النوم أن يأتيهم.
قرب دانيال جسده من جسد إليزابيث ثم همس " إليزابيث... تعالي "
ومن دون أي تفكير رمت إليزابيث جسدها الصغير على صدر
دانيال الكبير وأخذت تكمل بكاءها المرير بصراخ وهي تنادي اسم دانيال بتألم
وكأنها ترجوه أن يبعد عنها هذا الألم الحارق في وسط صدرها..
قال دانيال ببعض التألم " أرجوك إليزابيث... اهدئي أنا أتوسل إليك "
رفعت إليزابيث رأسها ليكون وجهها مقابلاً لرقبته التي تلامسها أنفاسها
الملتهبة وهي لا تزال تبكي وتشهق وتنادي اسمه بصراخ بينما دموعها تسقط على
قميصه.... أما هو فقد نفذت منه كل الكلمات المهدئة فلم يبقى إلى صمته
القاسي وسماع صوت بكائها المرير.
نام كل من مارك وأنيتا على ذلك الصوت المعذب بينما ظل دانيال مستيقظاً
مقاوماً رغبته العارمة في النوم حتى نامت إليزابيث على صدره الدافئ... وعلى
قميصه المبلل بدموعها الحارقة.
فتحت
إليزابيث عينيها الدامعتين بصعوبة... وأحست بصداع عنيف... بعدها لاحظت
أنفاس دانيال الذي كانت نائمةً عليه فقالت بصوت خافت ومبحوح " دانـ.. " بعدها لاحظت نبرة صوتها المبحوحة المرهقة وعلى الأرجح أنها بسبب كل ذلك البكاء فصفت حنجرتها بينما سمعت صوت دانيال الذي همس " هل استيقظتِ حبي؟؟ "
أومأت إليزابيث برأسها ثم قالت " نعم " بعدها شدت جسدها للخلف بصعوبة لتستند على ذلك الجدار القذر خلفها.
قال دانيال بقلق غير واضح " كيف حالك الآن؟؟ "
همست إليزابيث بقولها " أفضل بقليل " ولما
قالت هذا تذكرت ما حدث بالأمس فحطمت دمعة ساخنة أسوار عينيها لتندفع باقي
الدموع وتبدأ بكاءها من جديد وهي تقول محاولةً إخفاض نبرة صوتها قدر
الإمكان " لم... لم أتوقع أن يكون بذلك الخبث.... أنا مازلت تحت تأثير صدمةٍ لا توصف "
تنهد دانيال تنهيدةً طويلةً محاولاً إخراج قهره فيها ثم قال " اعلم هذا حبي... ولن ألومك إن بكيت الآن... لكني أرجوك فقط.... لا تكوني ضعيفةً أمامه... حسناً؟ "
أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول " لن أعدك بشيء ولكنني.... سوف أحاول "
وضع دانيال ابتسامةً باهتةً على وجهه بصعوبة ثم قال " أنا أثق بك آلي.... وإن احتجتني في شيء... فسوف أكون بجوارك.... أساندك دائماً.... لا تنسي هذا "
ابتسمت إليزابيث بصعوبةٍ ثم قالت " وكيف أنسى ما حفر على قلبي وعقلي "
سمع الجميع صوت مارك وهو يقول بصوت عالٍ وبنبرة متذمرة " أما زلنا هنا..... ظننت بأن كل ذلك كان كابوساً "
ردت عليه أنيتا وبنبرة سخرية من ما يحدث لهم " لا ألومك إن لم تفرق بين الكابوس وذلك الجوش "
ضحك مارك ثم قال " كم ملامحه خبيثة.... آلي لا أصدق بأنك أحببته يوماً "
ابتسمت أنيتا وقالت بمكر " وليس أي حب أيضاً "
قاطعهم صوت دانيال لما قال بنبرة صارمة " كفى "
صمت الكل مطيعين لكلامه فقد كانت نبرته أقرب للأمر من الطلب.
لفت انتباه الكل في تلك اللحظة صوت خطوات كعب عالي
تدب على الأرض بثقة وكما كان واضحاً فهو ليس جوش وبالفعل فقد كانت فتاة
جذابة ذات شعر أحمر قرمزي وعينان ذهبيتان أشبه بعيني الأفاعي.... طويلة
وذات قوام ممشوق أشبه بقوام عارضات الأزياء.
سارت تلك الفتاة باتجاه إليزابيث ثم وقفت أمامها وقالت بصوت خافت حذر " هل أنت إليزابيث؟؟ "
أجابت إليزابيث بتوتر قائلةً " نـ.. نعم... من أنت؟؟ "
سمع الجميع صوت دانيال يقول " أنت ريبيكا.... أليس كذلك؟؟ "
صمتت تلك الفتاة مطولاً ثم قالت " نعم.... وكيف عرفت؟؟ "
لوح طيف ابتسامة جميلة على وجه دانيال الذي قال بثقة
" صوت أنفاسك أولاً... لا تنسي بأننا التقينا سابقاً..... ثانياً... بحسب
ظني فجوش لا يسمح لأي فتاة بالدخول لهذا المكان... وها بالطبع عداك....
لأنك... صديقته الحميمة "
أومأت ريبيكا برأسها وهي تقول " استنتاجات ذكية... وهذا دليل أكيد على أنك دانيال " بعدها
تقدمت خطوتين جهته لكنها كانت كافيه لتجعلها تمسك بذقنه وترفعه ثم تقرب
وجهها من وجهه وتقول بصوت خافت بينما تتفحص ملامحه المثالية.... عينيه
النهريتان الحادتان.... بشرته المعتدلة الصافية والنقية.... حاجباه
المثاليان وأخيراً... شفتيه المنمنمتين " لولا أن هذا ليس ضرورياً.... فوسامتك حفرت في عقلي منذ تلك اللحظات التي شاهدتك فيها ".
كان دانيال موجهاً عينيه النهريتين تجاهها وملامحه
لا تحمل أي معنى لتدل بالنهاية على أنه مستسلم كلياً لها.... فظلا على هذه
الوضعية لثوانٍ طويلةٍ إلى أن نطقت إليزابيث بصوت خافت وبحدة وغضب قائلة " ألا يكفيك جوش أيتها الأفعى؟؟.... ألا يكفيك؟؟... أخبريني "
تركت ريبيكا وجه دانيال الذي كانت ترفعه لينزل
للأسفل بلا أي مقاومة بينما تتناثر خصلات شعره الناعمة على وجهه لتغطي
عينيه النهريتين وقد كان شكله فاقداً للحياة أقرب للجثة..... بعدها توجهت
لإليزابيث ورفعت ذقنها بسبابتها الرشيقة الطويلة وراحت تفترس ملامحها
الرقيقة بنظراتها الثاقبة إلى أن قالت ببعض الشرود " أنتِ حقاً
جميلة... ملامحك تتصف بالجاذبية والبراءة في آن واحد.... لا اخفي بأنها
أجمل من ملامحي... لا عجب من أنك انتقلت من شاب وسيم إلى شاب أوسم منه
بكثير "
حررت إليزابيث وجهها لتشيح به بعيداً دون أن تنطق بأي حرف.
توجهت ريبيكا لمارك ورفعت رأسه بسبابتها فراحت تتفحص وجهه المثالي بما فيه من اخضرار عينيه وحدة ملامحه ثم قالت ببعض الاستهزاء " ومن أنت أيضاً..... معجب آخر بإليزابيث "
رفع مارك أحد حاجباه الرشيقان بغرور وقال محاولاً إغاظتها " وما شأنك أنت؟؟..... أم أنك وقعت في فخ جمالي"
أجابته ريبيكا بصوت خافت لكنه كان كافياً لتلتقطه مسامع الجميع " لا أخفي عليك بأنك أجمل من أي نجم سينمائي رأيته يوماً "
وضع مارك ابتسامة مكر جانبية على وجهه والتي زادت من جماله بطبيعة الحال ثم قال " لا أصدق بأن ذلك المريض النفسي فضلك على تلك الملاك الجالسة هناك "
ابتعدت ريبيكا عن مارك ثم بدأت تسير في الأرجاء وقد بلغ الغيظ مقصده منها ثم قالت وهي تضع كفها على خصرها بطريقة استعراضية " بت أشك بأنك أعمى.... ألا ترى قوامي الممشوقة.... إنها أفضل بمائة مرة من قوام تلك القصيرة "
ابتسم مارك أكثر ثم قال بغرور وهو يستند على الجدار " وما شأنك أنت... أنا أحب الفتاة القصيرة "
ابتسم دانيال وقال بلهجة ارتياح متعمدة " وأنا كذلك " بعدها ضحك بخفوت بعد أن أثار غيظها.
همست إليزابيث لكليهما بقولها " كفى... لا تثيرا غضبها "
مال دانيال تجاه أذن إليزابيث القريبة منه قاصداً أغاضة ريبيكا وقد أصبح قريباً منها لدرجة أن شفتيه لامستا شحمة أذنها ثم قال هامساً " فات الأوان "
زفرت ريبيكا وهي تضرب بكعبها العالي على الأرض ثم خرجت وهي تغلق الباب بقوة كبيرة.
ضحك مارك باستهزاء وقال " غيورة "
ردت أنيتا وابتسامة في صوتها " أتمنى أن لا يأتي ذلك الجوش الآن ويحطم رؤوسنا "
قرب مارك وجهه من وجه أنيتا وهمس قائلاً بنبرة استفزازية وهو يرفع حاجباه " سوف أحميك "
أشاحت أنيتا بوجهها بعد أن مطت شفتيها بحنق وقالت باستهزاء " أشكرك... لكنني لا أظن بأن علاقتك في منتهى الودية مع جوش حتى تتكفل أمر حياتك "
رفع مارك كتفيه وهو يقول " أنت الخاسرة... لقد عرضت عليك خدماتي لكنك رفضت "
بطبيعة
الحال لم ينم أي من توم أو أليكس أو ديانا أو كات أو حتى جاك في تلك
الليلة المشئومة ومع بزوغ الفجر قفزوا على عجل من على أسرتهم واتجهوا إلى
شركة السيد كلون ليسألوه عن أية أخبار وبالطبع لم يستطع جاك الذهاب برفقتهم
فقد انتهى يوم الخروج المخصص له لهذا ذهب الجميع من دونه على وعد بأن
يبلغوه بكل جديد.... وفي مكتب السيد إدموند......
جلس أصدقاؤنا في مكتب السكرتيرة الذي يقع خارج مكتب
السيد إدموند الفخم ينتظرونه ريثما ينهي مكالمته المهمة على الهاتف وبينما
كانوا خارجه سمعوه يقول....
" مرحباً لوكاس.... كيف حالك؟؟ وأتمنى بأن تكون بأسوأ حالاتك لأني وابني
كذلك.... بالطبع بسبب ابنك المخبول ذاك.... ماذا؟؟... هل تقصد بأنك لا تعلم
بأمر اختطاف ابني وأصدقائه.... أرجوك لوكاس... وضح لي أكثر... ما الذي
تقصده بأن ابنك... ساعدك الأيمن بدأ يخالف أوامرك ويعمل لصالحه الشخصي...
أحقاً لا تعلم عنه شيئاً.... لا أصدق... ابنك فقد صوابه.... أفعلاً يحاول
التسلية فقط.... لا... أنا لا أصدقك.. أنت تكذب علي لوكاس.... أتعني بأنك
لم تعد تريد الشركة حقاً؟؟... ماذا؟؟.... لوكاس هذا أسخف سبب سمعته بحياتي
كلها " بعدها انتظر لمدة وهو يسمعه لتكلم وأردف بعدها قائلاً
" حسناً حسنا.... سوف أحاول تدبر الأمر مع ابنك المجنون... لا تقلق... سوف
أمنعه... أنا أعلم بأنك خائف عليه من السجن لكن أرجوك خذه لمستشفى الأمراض
النفسية لطالما هو يتصرف بهذه الغرابة " قال تلك الجملة وفي صوته سخرية كبيرة بعدها أبعد سماعة الهاتف ليتفادى صراخ لوكاس العالي ولما انتهى قربها من أذنه وقال " أوليس المستشفى أفضل من السجن؟؟... على كل حال سوف أحاول تدبر الأمر وحصر المشكلة... لا عليك... وداعاً " بعدها أغلق السماعة وضغط على أحد أزرار الهاتف ليخرج صوته من الهاتف الذي بجوار السكرتيرة وقال " أدخليهم داليا ".
ابتسمت داليا وهي سكرتيرة جميلة جداً ذات شعر أشقر
امتزج بالثلجي والأسود كثير وطويل يصل لما تحت ظهرها بقليل وقد كان مجعداً
ومموجاً بطريقة زادت جاذبيتها بينما امتزجت هذه الألوان بعينيها
اللازورديتين اللامعتين وأحمر شفاهها الأحمر اللامع ولباسها القصير
الأسود.... بعدها قادت الجميع لمكتب السيد إدموند الفخم والذي كان ذا
ديكورات سوداء مرتكزة على العلية وجدران بلون الذهب الخالص وأرضيات بالرخام
البني الفاتح الجميل وكلها امتزجت مع ذلك المكتب الضخم الخشبي الذي يرتكز
وسط ذلك العرش الفاخر ولن أنسى ذكر الكنبات الجلدية السوداء الكبيرة
والمريحة في أماكن كثيرة من الغرفة.
أغلق الباب فنظر السيد إدموند لوجوه الأصدقاء القلقة
فأخذ نفساً عميقاً والذي صار ضرورياً بسبب الأحداث المحيطة ثم قال موجهاً
كلامه لصديقات إليزابيث " أنتن صديقات إليزابيث من قبل أن تفقد بصرها أليس كذلك؟؟"
أومأت الفتيات برؤوسهن فأكمل " إذاً أنا أكيد من أنكن تعرفتن على جوش خطيبها السابق جيداًَ؟ " قالها بطريقة السؤال فأومأت الفتيات مرةً أخرى لهذا أكمل
" لقد تأكدت من أنه هو المختطف الآن.... وقد فعل هذا من دون علم والده ومن
دون أمره... وفي هذه الحالة فلا يمكنني المساومة على شيء معين "
عضت أليكس على شفتيها وقالت " لكن لماذا؟؟.... وكيف لا يعلم والده؟؟ "
هز السيد إدموند رأسه وقال " لتوي كلمت السيد
إدموند وقد أكد لي بأنه ليس له أدنى علاقة بما يحصل... كما انه أحس في
الآونة الأخيرة بأن تصرفات ابنه أصبحت غريبة جداً... فخاف من أن يسرقه أو
يقتله... لهذا قرر بأنه متى حاولت استرداد شركتي فهو لن يمانع... ولن
يهددني بابني... كن ابنه جوش لديه كلام آخر فما أن علم بالأمر حتى جن جنونه
واختطف ابني والفتاة التي يحبها..... إليزابيث.... كان يريدهما كلاهما
وليس دانيال فقط... وعندما سألت لوكاس عن السبب قال بأنه يريد أن يطلعها
على الحقيقة ويصدمها... ولما سألته عنها قال بأنه لا يعرف بما يجول في خاطر
ابنه.... كل ما أستطيع تأكيده الآن هو أن جوش الآن طليق خارج عن إرادة
والده... وعلى ما يبدوا بأن لوكاس بدأ يظن بأن ولده يشكو من مرض نفسي أو
شيء من هذا القبيل فهو يغضب ويضحك في نفس الوقت.... كما أنه يريد أن ينتقم
من حتى الذي مس كفه بالخطأ "
صدم الجميع من الحقائق المكشوفة أمامهم فقال توم بصوت خافت " وما العمل الآن؟؟ "
أخذ السيد إدموند نفسه ثم قال " أعلم بأنني
سأطلب منكم المستحيل لكن أرجوكم... أنا أعددت خطة محكمة وأرجو بأن تستمعوا
لي جيداً.... عليكم بأن لا تظهروا قلقكم واهتمامكم بالأمر بينما أكلف أنا
خيرة الخبراء للبحث عنهم... وعندما نجد مكانهم سوف يذهب عدد قليل جداً منا
حتى لا نلفت الانتباه ونحاول تحريرهم... هل كلامي مفهوم؟؟"
أومأ الجميع برؤوسهم بخضوع تام بينما قالوا " مفهوم "
قرب السيد إدموند جسده من المكتب ومد رأسه ليقول بنبرة محذرة
" لا أريد أي اتصالات بجوش حتى من هواتف أصدقائكم.... اعتبروا كل من
تطلبون المساعدة منهم بحكم الميتين.... لنجعلهم يظنون بأننا صدقنا قصة
موتهم حسناً؟ "
أومأ الجميع برؤوسهم ثانيةً فقال السيد إدموند " أعطوني أرقام هواتفكم حتى أبلغكم بكل ما هو جديد وخذوا هذا " قالها
وهو يفتح درج مكتبه الأول الواقع جهة اليمين ويخرج أربع كروت مسجلة عليها
رقم السيد إدموند فالتقطها الجميع وخرجوا بعد أن أعطوه أرقام هواتفهم.
مرت ربع ساعة من الزمن والجميع يتحدث بأمور تافهةٍ ليس لها أي معنىً إلى أن قال مارك بتململ كبير " أشعر بالملل لماذا لا نحاول الهروب على الأقل حتى لا أقتلكم لأطرد الملل "
رد عليه دانيال بسخرية " وكأن هذا ممكن "
أنيتا " أظن بأن مارك على حق يا جماعة... على الأقل فلنحاول "
أخذ دانيال نفساً عميقاً ثم زفره وقال " كونوا عيناي وسأحاول أن أجد وسيلة لإخراجنا "
مارك " فكرةً سديدة "
ابتسمت أنيتا وقالت " إذن... سأخبرك بما
أرى... أرى أقرف مكان يمكن للإنسان بأن يتخيله.... بت أحسدكما لأنكما لا
تريانه... هناك قذارة في كل مكان و... آآآآآآآآآآآآآآآآه هنالك جرذ في
الزاوية "
قاطعها دانيال منبهاً بقوله " أنيتا.... أريد شيئاً مفيداً "
مارك " دعك منها دان... هنالك باباً ضخماً على يسارك "
رد عليه دانيال بصوت عالٍ وبتذمر فقد سئم منهما " أنا اعرف هذا جيداً مارك... هل تعتقد بأنني لم أسمعهم يفتحونه ويصمون أذني بغلقه عشرات المرات... أرجوك... شيئاً مفيداً " قال الكلمات الأخيرة مذكراً لقوله الأول.
ضحكت إليزابيث بخفوت وقالت " هدئ من روعك "
أشاح دانيال بوجهه وهو يقول " لو كنتِ مكاني لما لمتني فأنا أسمع حتى طيران الذباب في هذه القذارة "
دقق مارك في الغرفة جيداً ثم قال " هنالك نافذة مفتوحة في الأعلى "
سأل دانيال مقاطعاً " ما مدى ارتفاعها؟؟ "
مارك " لا أدري بالتحديد لكن ربما بطولي وطولك معاً "
تقارب حاجبا دانيال الرشيقان بينما هو يركز وقال " ليست مرتفعةً كثيراً... ماذا هناك أيضاً؟؟ "
لمح مارك الباب الواقع على يسارهم ثم قال " هنالك مفاتيح معلقة على بعد 6 أمتار وأظن بأنها خاصةٌ بالباب "
تمتم دانيال لنفسه بصوت مسموع " لماذا يضعون مفاتيح في الغرفة وهم يقفلونها من الخارج؟؟.. بل ولماذا يضعونها على هذا الارتفاع العالي؟؟ "
أنيتا " اعتقد بأن هذه المفاتيح تحتاج لعصا طويلة لجلبها.. لكن العصا معهم ولهذا فهم يستبعدون وصولنا إليها "
رد عليها دانيال بشرود قائلاً " يمكننا
الوصول إليها إذا ما صعدنا على بعضنا البعض مكونين سلماً بشرياً يكون على
قمته أخف شخص فينا... إن جوش يعلم بأنني أستطيع التفكير بأكثر من طريقة
للهرب لكنني فقط أحتاج للوقت والذي هو غير متوفر على ما أعتقد "
قال مارك بتذمر " ما الذي يجري هنا؟.. هل نحن في فيلم ( saw ) "
ضحكت أنيتا وقالت " يبدو هذا مشابهاً جداً للفيلم... أحسنت الوصف مارك "
قالت إليزابيث بصوت خافت " إن هذا مشابه بعض
الشيء... لكن حمداً لله بأنها لا تتطلب التضحيات كما.... أنا أعتقد بان جوش
ليس على سجيته فأنا لم أره يوماً يتصرف بهذا الشكل.... يتكلم بهذه
الطريقة.... لقد بدا لي كالمجنون تماماً... أو ربما.... معقد نفسياً "
التفتت أنيتا لدانيال وهي تقول " ما رأيك دانيال... أنت تعرف الكثير عن علم النفس.... هل تعتقد بأنه مجنون أو شيء من هذا القبيل "
أجابها دانيال بقوله بعد أن هز رأسه " لطالما
اعتبرت جوش مريضاً نفسياً... لكن هذا زاد في الآونة الأخيرة... أعني...
أنا لم أعرفه بهذا الجنون من قبل.... ولم أحسه مستعد لعمل أي شيء قذر
لتحقيق أهدافه "
أومأت إليزابيث برأسها وقالت " هذا ما كنت أريد الوصول إليه "
*ما الذي سيحدث بعد هذا التخطيط؟؟
*هل سينجح الأصدقاء؟؟
*أم سيفشلون؟؟
*وإن كنتم من الأشخاص المهتمين بمعرفة ما سيفعله جوش بدانيال وما الذي قصده بالوجبة الرئيسية
الإثنين فبراير 27, 2012 4:33 pm من طرف prnsjo
» من أجمل ما قرآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآت
الإثنين فبراير 27, 2012 4:30 pm من طرف prnsjo
» كم منا يريد ان يرى المصطفى فى منامه
الجمعة فبراير 24, 2012 5:11 pm من طرف prnsjo
» كيف نعشق الصلاة
الجمعة فبراير 24, 2012 5:06 pm من طرف prnsjo
» نكت 2012
الجمعة فبراير 17, 2012 1:59 am من طرف Biso_basim
» نكت جامده جدا
الجمعة فبراير 17, 2012 1:52 am من طرف Biso_basim
» اجمل و اجمد و اروش نكت
الجمعة فبراير 17, 2012 1:42 am من طرف Biso_basim
» نكت بخلاء
الجمعة فبراير 17, 2012 1:40 am من طرف Biso_basim