البارت الحادي عشر
" لن أستطيع تحمل كتمان مشاعري!! "
يا
ترى ما الذي قصدته بهذا العنوان؟؟...... من صاحب هذه العبارة؟؟..... أهو
دانيال؟؟...... أم هي إليزابيث؟؟..... أو ربما....شخص آخر تماماً......
تابعوا هذا البارت وسوف تعرفون الجواب الصحيح.
ذهبت ماريا وبعدها قال جاك " إليزابيث..... انظري "
إليزابيث " لو كنت أستطيع لنظرت "
جاك " أكيد أن دانيال نقل لك عدوى السخافة..... قلت لك لا يجب أن تمضي وقتاً طويلاًً معه فالمرض خطير جداً"
رد عليه دانيال بحنق وهو يضع كفه تحت ذقنه ويسند ذراعه على الطاولة بملل " انظروا للذي يحمل مرض التفاهة الآن..... إليزابيث نصيحة مني أهربي إلى غرفتك قبل أن يؤثر عليك "
جاك " يال سخافتك دانيال "
قطعت إليزابيث شجارهما بضحكاتها الرقيقة ثم قالت " ألا يمكنكما الجلوس بدون الشجار "
دانيال " هو البادئ "
جاك " لم أستطلع احتمال سخافتك "
دانيال " لم ألقي حرفاً واحداً إلا بعدما بدأت بالاستهزاء "
إليزابيث " كفاكما شجاراً الآن ولنسمع ما كان جاك سيقوله "
جاك " حسناً...... لقد وجدت إعلاناً كان معلقاً على الحائط..... فعندما قرأته وجدت أن المسكن يقيم مسابقة عزف وغناء للتسلية "
رد عليه دانيال ببرود وهو يقول " وبعد "
جاك " ما رأيكم أن نشترك بها..... فإليزابيث تغني وأنا ودانيال نعزف "
إليزابيث " يبدوا هذا مسلياً لكن....... لا أخفي عليكما أنني أخجل من الغناء أمام الناس "
جاك " لا تقلقي فأنت
على الأقل لن تريهم كما أنك لن تغني سوا أمام ثلاثة حكام كما هو مكتوب
هنا.... وحسب ظني بأن هذا العدد قليل ولا يدعو للخجل "
بدأت إليزابيث تقتنع بالفكرة فقالت بصوت متردد بعض الشيء " أضن أن هذه فكرة جيدة....... لكن...... على أي آلة أنت تعزف جاك "
جاك " أنا أعزف على الكمان "
إليزابيث " أعشق صوت الكمان إنه رائع "
قاطع دانيال حديثهما وقال بحنق " لم تسألاني عن رأيي..... أم أنه لا رأيا لي "
رد عليه جاك بحنق أكبر قائلاً " أخبرنا برأيك أيها العبقري "
دانيال "أنا منسحب "
جاك " دانيال لا تكن سخيفاً "
دانيال " أنا لست سخيفاً لكن هذا رأيي..... وأيضاً هنالك ملاحظة أخرى.... هذه المسابقة مضيعة للوقت "
وضع جاك كفه تحت ذقنه وقال بتذمر
" من يسمعك يقول أنك تقضي معظم وقتك بأعمال مهمة.... بالله عليك... أنت لا
تفعل سوى قراءة الكتب وعزف البيانو ما المهم بالموضوع وقتك ضائع لا محالة "
وقفت إليزابيث من مكانها وهي تزفر بحدة وتقول " لا فائدة ترجى من جدالكما " ثم توجهت إلى خلف دانيال ثم ضمته من الخلف وقبلته على وجنته اليسرى ثم قالت " من أجلي دانيال...... أرجوك " ثم تركته وتوجهت أمامه فابتسم دانيال وقال في نفسه ( وهل أستطيع أن أرفض لك طلباً ) ثم وقف من على مقعده وقرب فمه من أذن إليزابيث اليمنى ثم همس بلطف قائلاً " من أجلك فقط " ثم التفت إلى جاك مع أنه من المؤكد لا يستطيع النظر إليه ثم قال " من تبدأ المسابقة "
قفز جاك من مكانه وقال بصوت فرح يغزوه الأمل " بعد أسبوعين من الآن "
دانيال " حسناً إذن.... سوف نبدأ التدريب في الأسبوع القادم "
إليزابيث " أشكرك دانيال "
دانيال " ألن تختاروا الأغنية؟؟ "
إليزابيث " بلا... أريد أن أغني أغنية( HELLO ) "
دانيال " لم تختارين الأغنيات الحزينة دائماً "
ردت عليه إليزابيث محاولة تبرير موقفها " أنا لم أخترها لأنها حزينة بل لأنه يشترك فيها البيانو والكمان وإن كنت ترغب في تغييرها فلنفعل "
دانيال " كما تريدين سوف نقدمها...... والآن فلنكف عن الثرثرة ولتعودي للتدريب " ثم جلس على كرسيه من جديد
توجهت إليزابيث إلى كرسيها ثم جلست عليه بعد أن قالت " حسناً "
فتح دانيال الكتاب وقال بعد أن أمسك بأصبع إليزابيث ووضعه على الكلمات " أقرئي هنا "
أخذت إليزابيث تقرأ وتقرأ لوقت طويل إلى أن استوقفها دانيال بقوله " أحسنت.... إن قراءتك تتحسن وسرعتك تزداد "
إليزابيث " حقاً "
جاك " هذا صحيح.... باتت قراءتك جيدة وتقريباً خالية من الأخطاء.... أنت تتعلمين بسرعة "
ابتسمت إليزابيث قبل أن تقول " أشكركما على تشجيعي " ثم عادت للقراءة
وجرى هذا اليوم بدون أية أحداث تذكر ومر أسبوع كذلك
وكانت أيام إليزابيث تسير بشكل جيد لولا ماريا التي باتت تتقرب منها أكثر
فأكثر..... من يعرف ماذا تريد..... وما الذي تخطط له..... وما هي علاقتها
بإليزابيث....... وبعد أسبوع........
استيقظت إليزابيث من نومها وتناولت فطورها بصحبة جاك
ودانيال ثم ذهب كل منهم إلى غرفة الموسيقى للتدرب وقد كان هذا أول يوم
يتدربون فيه........ وأخذوا بالتدريب إلى أن انقضت ساعتين كاملتين بعدها
ذهب كب منهم إلى غرفته ليستريح.
وفي داخل غرفة إليزابيث.....
كانت هذه الحسناء تجلس على سريرها وتفكر بأمور كثيرة
تشغل بالها......... وخارج الغرفة كان هنالك من يدبر لها الشر...... كان
هنالك من يحاول تحطيم حياتها.......... لقد كان هنالك خمس فتيات تقريباً
يتخاطبن فينا بينهن فقالت الأولى " ماريا..... هل أنت متأكدة من أنها في الداخل؟؟ "
ردت عليها ماريا بهمس قائلة " نعم أنا متأكدة من هذا.... فقد سمعت صوت دانيال وهو يوصلها إلى غرفتها.... وأنتن تعلمن بان سمعي لا يخطئ "
أما الثانية فقد قالت " وهل هي وحدها؟؟ "
ماريا " بالتأكيد....... فكيف لي أن أحضركم إلى هنا وأنا غير متأكدة من أنها وحدها "
الثالثة " إذن.... لندخل "
الجميع " هيا "
توجهت الفتيات إلى باب غرفة إليزابيث وفتحته إحداهن
بقوة كبيرة مما أحدث صوتاً قوياً هز إليزابيث فارتجفت وقالت بصوت يحمل
شيئاً من الفزع " من..... من هنا "
قالت الأولى ويبدوا أنها رئيستهم أو شيئاً من هذا القبيل " نحن جحيمك " ثم ضحكن باستهزاء
فردت عليها إليزابيث قائلة بتوتر " مـ...... ماذا تريدون مني؟؟ " ثم وقفت من مكانها وأخذت تتراجع للخلف ببطء
أخذت الفتيات يتقدمن نحو إليزابيث ببطء شديد وقالت الأولى " جئنا نسترد حقوقنا منك "
إليزابيث " حقوق؟؟..... عن أي حقوق تتكلمن..... أنا لم آكل حق أحد من قبل " ثم
وقعت على الأرض إثر تعثرها بشيء كان ملقاً على الأرض والتوى
كاحلها....وأخذت تتراجع أكثر وأكثر وهي تحاول زحزحة جسدها باستخدام يديها
إلى أن وصلت إلى الجدار..... والآن.... لا مجال لها للهرب منهن
اقتربت منها إحداهن وقالت
" أي حقوق...... وتتساءلين أيضاً..... ماذا عن دانيال..... وجاك..... أنا
أحب دانيال منذ سبع سنين تقريباً...... أحبه لشخصه ولأخلاقه لكن..... لكنه
لن يعرني أي اهتمام.... فقط بت أسعد عندما أراه سعيداً أو بعيداً عن
المشاكل..... أنا حقاً أحبه.... وأنت.... وأنت مجرد تافهة وغبية أتت حديثاً
إلى هنا وسرقت قلبه..... من أنت ليحبك "
انعقد لسان إليزابيث ولم تستطع الدفاع عن
نفسها...... كيف تبرر لهم موقفها؟؟....... كيف تقنعهم أنه لا علاقة لها
بالأمر؟؟...... كيف تقول لهم بأنها ليست مسئولة عن مشاعر دانيال؟؟.........
كيف تستطيع نطق هذه الكلمات وقلوبهن تشتعل من الغضب والغيرة؟؟.....
كيف؟؟......
بدأت فتاة أخرى بالحديث فقالت
" أما عن جاك...... فأنا أعجبت به منذ زمن طويل ولا أذكر متى بالضبط.....
ربما.... مذ كنا ندرس في المرحلة المتوسطة... فقد كنا ندرس في المبنى الآخر
حيث يوجد مدرسة داخلية خاصة بنا نحن...... لقد أعجبت بمرحه.... وأعجبت
بشخصيته الرائعة........ بنبرة صوته........ بكل شيء.... أحببته بل
وعشقته..... لكنه لم يعرني أي اهتمام...... لماذا..... لم أكن أعرف السبب
ولكنني لم أستسلم..... ضللت سنيناً أسيرة لحبه والآن.... أنت تأتين بكل
سهولة وتجعليه يحبك...... أي شخصية تمتلكينها؟؟....... أي جاذبية
تحملينها؟؟..... أنا.... أنا لا أفهم ما الذي يجري "
شعرت إليزابيث بألم يعتصر قلبها.... نعم... فقد أحبت
هؤلاء الفتيات جاك ودانيال بكل ما لديهن... كما..... كما أحبت هي
جوش...... وعشقنهما.... كما عشقت هي جوش تماماً...... والآن.... هي تشعر
بهن..... تشعر بآلامهن.... نعم فالتجاهل..... أصعب ما يمكن أن يحس به
الإنسان..... فقالت بنبرة بكاء " أنا أعلم ما صعوبة ما تحسون به لكني أقسم لكن...... لا علاقة لي بالموضوع "
وجهت ركلة قوية إلى معدة إليزابيث وتلتها صفعة قوية على خدها الأيسر ثم قالت الأخرى " لكني لا أسامحك ولن أسامحك هل تفهمين..... لقد أخذتي أغلى ما أحلم به....... أخبريني هل ستسامحين من أخذت الشخص الذي تحبينه "
تذكرت إليزابيث تلك الفتاة التي يحبها جوش ثم قالت في نفسها
( بالطبع لم أسامحها ولن أسامحها...... لكني.... لكني تغلبت على أمر حبي
لجوش...... فلينعم هو وحبيبته تلك بالجحيم...... فأنا أكرههما معاً.....
وأكره كلما يتعلق بهما...... نعم أكرههما ) ثم قالت موجهة كلامها للفتيات
" أنا لم أسامحها ولن أفعل...... لكني على الأقل..... لن أسبب لهما أي
شيء..... أنا سأتركهما وراء ظهري وأبدأ حياة جديدة..... وحباً جديداً سوف
يكون أفضل من سابقه..... وأنتن..... أضن أنه عليكن أن تفعلن مثلي "
ضحكت فتاة أخرى باستهزاء وقالت " ومن ستختارين ليكون حبك..... دانيال أم جوش...... أم ربما سوف تحبين الاثنين "
صرخت إليزابيث بنبرة بكاء وهي تقول " قلبي من سيختار ولست أنا "
وجهت صفعة أخرى إلى خد إليزابيث الأيسر فحاولت هذه
الأخيرة النهوض على قدميها لكنها تألمت أكثر لأن كاحلها كان ملتوٍ فأطلقت
صرخة عالية متألمة.... لم تكن كافية ليسمعها أي أحد عادي خارج الغرفة
لكن...... هنالك شخص آخر سمعها..... شخص..... لا يملك سمعاً عادياً
أبداً..... واستطاع بسهولة أن يحدد صاحبها..... يا ترى من هو؟؟........
انتفض ذلك الشاب الجالس بغرفته إثر سماعه لتلك الصرخة فنهض بسرعة من على سريره وهو يقول بصوت هامس وقلق " إليزابيث!!! "
ثم خرج من غرفته بسرعة وتوجه إلى غرفة إليزابيث بسرعة جنونية ثم وقف عند
الباب بصمت ليحدد من في الغرفة وماذا يريد.... وبعد دقيقة استطاع هذا الشاب
أن يحدد من في الغرفة بسبب سماعه لأنفاسهن وأصواتهن فصرخ بنبرة غضب لا
توصف هزت مسامع كل الموجودين " توقفن!! "
توقفت الفتيات بسرعة وتباطأت أنفاسهن وعم الصمت لدقائق معدودة إلى أن حطمه صوت إليزابيث الباكي وهي تقول " دانيال...... ساعدني أرجوك "
توجه دانيال بسرعة نحو إليزابيث متخطياً الفتيات ثم وقف أمامها مواجهاً للفتيات وقال بصوت عصبي جداً " ابتعدن عن إليزابيث حالاً "
صمتت الفتيات ولم تنطقن بأي حرف واحد ولم تقمن
بالحركة أو بالسير ولو قيد أنملة فضرب دانيال قدمه اليمنى بقوة بالأرض وقال
بصوت صارخ وأكثر عصبية " ألم تسمعن ما قلت..... أخرجن حالاً وإلا "
ارتعشت قلوب الفتيات لهذه الصرخة لكن الصمت مازال
عنوانهن وعلامات الاستفهام والتعجب هي ما تحمله ملامحهن.... لكنهن وبنفس
الصمت تحركن بضع خطوات للخلف ثم خرجن من الغرفة وأغلقن الباب خلفهن.
وفي خارج الغرفة.......
وقفت الفتيات والصدمة بادية على وجوههن فقالت الأولى
" لا أصدق..... كيف؟؟.... كيف وقف بوجوهنا وصرخ بهذه القوة؟؟......
لماذا؟؟.... لماذا حماها بهذه الطريقة؟؟.... أنا.... أنا لست مصدقة لما
يحدث "
الثانية " وأنا أيضاً
مثلك...... لكن.... لكني أضن أنه ربما أخطأنا باتهام إليزابيث.... ربما....
ربما قلبه اختارها لأنها لم تعامله أبداً على أنها معجبة به بل عاملته على
أنه شاب عادي "
ردت عليها الأولى قائلة بصوت حزين " ربما "
وفي غرفة إليزابيث...........
جلس دانيال على الأرض بجوار إليزابيث وضمها بقوة إلى صدره الدافئ ثم قال " إليزابيث..... حبيبتي "
أيقن دانيال ماقاله بسرعة فارتبك وضن أن هذا سوف يضايقها فأراد أن يشتت انتباهها فقال بصوت مرتبك بعض الشيء ومن دون أن يحسن اختيار الكلمات " أ.... أقصد.....هل.... هل حدث لك أي مكروه؟؟.... هل أنت بخير؟؟ "
ردت عليه إليزابيث بصوت بكاء مبحوح وكأنها لم تسمعه يقول حبيبتي " دانيال..... أنا.... أنا أتألم... "
دس دانيال أصابعه بين خصلات شعرها وأخذ يداعبه محاولاً التخفيف عنها وهو يقول " لماذا فعلوا هذا؟؟ "
وضعت إليزابيث كفيها ليلامسان صدر دانيال بخفة وقالت بنبرة حاولت قدر الإمكان أن تخفي ارتجافه حلقها فيها " لا تزعج نفسك بأسبابهن التافهة "
ابتسم دانيال ابتسامة باهتة ثم قال بنبرة يغزوها الحنان " أخبريني فقط بمكان الألم "
أحست إليزابيث بالخجل فلم تجبه على سؤاله وأنزلت
رأسها لكنه عندما مرر يده على ذراعها علم بأن كفها كان موضوعهاً على الجزء
الأيمن من معدتها فأبعدها عنه قليلاً ثم أزاح كفها ببطء ثم قرب وجهه من
معدتها وطبع عليها قبلة رقيقة ثم قال " ماذا أيضاً؟؟........ هل صفعوك؟؟ "
أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول بصوت مخنوق " نـ.... نعم "
ابتسم لها دانيال بحنان ثم قال " كم صفعة؟؟ "
احمرت وجنتا إليزابيث أكثر ولم تجبه لكنه عندها قال " اثنتان على ما أضن أليس كذلك؟؟ "
أومأت إليزابيث إيجابياً مع أنها كانت تعرف من أن
دانيال لم يرها ولن يرها لكنه أحس بحركة رأسها على صدره لهذا أمسك بوجهها
بكلا كفيه ورفعه إلى مستواه ثم قبل وجنته اليسرى مرتين متتاليتين ثم ابتسم
ابتسامته المثالية وقال " وأين مواضع الألم الأخرى؟؟ "
مسحت إليزابيث دموعها بأطراف أصابعها بقوة ثم ضمت دانيال بقوة وهي تقول بنبرة طفولية ومؤنبة بنفس الوقت " دانيال ما الذي تفعله "
ابتسم دانيال وهو يحس بأنفاسها الدافئة على صدره ثم قال " أحاول تخفيف الألم " ثم أمسك بكفها الأيمن ورفعه إلى مستوى وجهه ثم قبله وقال " لقد خفت عليك كثيراً "
رفعت إليزابيث وجهها البريء وقالت بصوتها الناعم متسائلة " حقاً "
دانيال " بالطبع " بعدها صمت لدقائق لا أعرف عددها بالتحديد ثم أردف قائلاً ببعض التردد " إليزابيث " وانتظرها حتى أجابته بنبرتها الطفولية التي يعشقها " ماذا؟؟ "
صمت دانيال قليلاً ثم قال بنبرة أكثر تردداً " إليزابيث..... لقد..... لقد تعبت "
ظهرت علامات الاستغراب في كل قسمة من قسمات وجه إليزابيث وهي جاهلة تماماً لما يعنيه ثم قالت بنبرة متسائلة " تعبت من ماذا؟؟ "
غزت قلب دانيال شجاعة وجرأة كبيرتين فقال مستعملاً لهما
" لقد تعبت...... تعبت من الكذب على نفسي.... تعبت من ادعائي أمام نفسي
وأمامك وأمام الجميع بأنني لا أكن لك سوى مشاعر المودة والصداقة.....
إليزابيث.... أنا.... أنا أحبك...... أحبك حقاً.... ولم أعد احتمال إخفاء
هذا الأمر..... صدقيني.....أنا... أنا لم أعد أستطيع تحمل كتمان مشاعري!! "
أحمرت وجنتا إليزابيث أكثر وأكثر ثم قالت في نفسها
( لماذا..... لماذا أنا؟؟..... لماذا عليه أن يحبني أنا؟؟..... لماذا علي
أن أبدأ حباً جديداً بينما آثار الحب القديم مازالت مطبوعة على جدران
قلبي؟؟....... لكنني.... لكنني فعلاً أحس تجاهه بمشاعر لا أعرف
مصدرها...... ولا أدري ما معناها..... لكنني لا يجب أن أجعله ينتظر أكثر من
هذا..... فأنا أعرف إحساس الحب من طرف واحد...... وأعرف شعور الرفض......
لا أريد أن أجعله يحس بها... لا أريد ) بعدها
صمتت وأخذت تتحسس كفه الكبير البارد الممسك بكفها برقة أخذت تتحسس بصمات
أصابعه وتشعر بالتوتر الذي يعصف بشرايين جسده كلها ليجعلها ترتجف وضلت على
هذه الوضعية لدقائق إلا أن حطمه صوت دانيال الحزين وهو يقول " آسف " ثم
نهض من مكانه وكاد أن يسير لولا أن قبضة إليزابيث أمسكته من خلفية قميصه
فتوقف وآثار الصدمة بادية على وجهه بعدها سمع صوت إليزابيث الجميل يقول
بنبرة حزينة قليلاً " أسمعني فقط دانيال "
استدار دانيال جهة إليزابيث ثم وقف محاولاً توقع ما تريد قوله......... بعدها قالت هي " أنا..... أنا بدأت أشعر تجاهك بمشاعر..... لست متأكدة منها بعد لكن... " بترت
عبارتها بسبب هدوء دانيال وضلت هكذا لفترة من الزمن.... وقد كان الصمت
المهيمن على المكان أشبه بصمت القبر إلى أن..... قطعه صوت دانيال الأكثر
خفوتاً من الهمس وهو يقول بنبرة لا أحد يعرف المعزى منها " حقاً "
أغمضت إليزابيث عينيها وهي تحاول سحق ذلك الحب
القديم..... ذلك الحب الحقير بكل قوتها... ثم قالت بنبرة غطتها بالغموض حتى
لا يحس دانيال بأي شيء " نعم..... لكن.....
أعدك.... أعدك أنه مع مرور الوقت..... سوف تكبر هذه المشاعر شيئاً
فشيئاً.... حتى...... حتى أتأكد منها تماماً...... لكن.... إلى أن يحين هذا
الوقت.... أستطيع أن أقول لك..... أحبك " شعرت
إليزابيث بعد أن نطقت كلمة أحبك لهذا الشخص بأن روحها قد رجعت إلى
جسدها.... وبأن أثار ذلك الحب تحطمت تحت قدميها أخيراً..... فابتسمت
ابتسامة باهتة تعبر عن الراحة التي شعرت بها..... تعبر عن الارتياح الذي
تشعر به..... بعدها... أخذت نفساً عميقاً وتنهدت بارتياح... فقد كان هذا من
أصعب الاختبارات التي مرت عليها..... اختبار الاعتراف بالحب.... للمرة
الثانية.......
أما الأمر بالنسبة لدانيال... فقد أحس بالسعادة تغمر
جوانب حياته كلها..... لهذا... شقت تلك الابتسامة الجميلة طريقها إلى وجه
دانيال فأظهرت أسنانه البراقة المثالية....... بعدها... اتجه بسرعة نحو
إليزابيث ثم أمسك بها من خصرها وحملها ووضعها على أحد الكراسي بعدها جثم
على ركبته ليصبح وجهه مقابلاً لوجهها وقريباً منها إلى درجة أن أنفاسهما
باتت تختلط ببعضها وعم الصمت لوقت قصير إلى أن بتره صوت دانيال بنبرته
المملوءة باللهفة وهو يقول " إليزابيث..... أحقاً تحبينني؟؟ "
ازداد احمرار وجنتي إليزابيث وهي تقول " تـ...... تستطيع قول ذلك "
دس دانيال أصابع كفه الأيمن بين خصلات شعره الناعمة وقال بنفس اللهفة " أنا..... أنا لا أستطيع أن أصف سعادتي لسماع هذا..... فأنا..... فأنا لم أعد أحتمل إخفاء الأمر لكن.... " عندها تغيرت نبره صوته إلى أكثر جدية وهو يقول
" لكني سوف أنتظرك...... نعم سوف أنتظرك حتى تتأكدي من مشاعرك تجاهي
فأنا...... فأنا لا أريد أن أستبق الأمور أو أضغط عليك..... لكن حتى ذلك
الوقت.. " بعدها تغيرت وأصبحت أكثر حناناً وقال " أنا أحبك أيضاً يا إليزابيث "
طرق باب غرفة إليزابيث بطرقات خفيفة فقالت هذه الأخيرة بهدوء " تفضل "
دخلت أنيتا من باب الغرفة وهي تقول " إليزابيث..... إنه وقت الغداء " بعدها لاحظت وجه إليزابيث فتوجهت نحوها وهي تقول بنبرة متسائلة " إليزابيث..... لم خدك متورم؟؟ " ثم وجهت نظرها إلى ذراعا وقالت بنفس النبرة " وذراعك متورمة أيضاً.... ما كل هذا؟؟ "
صمتت إليزابيث ثم وضعت كفها على خدها الأيسر وحاولت
إخفاء ذراعها المتورمة عنده أحس دانيال بأنها لا تريد الكلام فقال موجهاً
كلامه لأنيتا " إنها قصة طويلة.......... أرجوك أنيتا أحضري بعض الكمادات الباردة وأنا سوف أحضر غداء إليزابيث إلى هنا "
إليزابيث " لا.. لا تتعبا نفسيكما..... أنا بخير.... انظرا... أستطيع الوقوف " قالتها
وهي تقف على قدميها لكن خانتها قدمها اليمنى فكادت أن تسقط لولا أن ذراع
دانيال القوية التقطتها ثم قام هذا الأخير بحملها كالأميرة على ذراعيه و
وضعها على السرير وهو يقول " أنا لا أستطيع النظر إليك لكني علمت بأنك سوف تسقطين "
أصدرت إليزابيث أنيناً بسيطاً ثم قالت " آه كم هذا مؤلم "
دانيال " أخبريني أين مكان الألم "
ابتسمت إليزابيث ابتسامة باهته محاولة ً إخفاء ألمها خلفها ثم قالت " سوف أخبرك لكن لا تفعل ما فعلته المرة السابقة "
بادلها دانيال بابتسامة وقال " لا تقلقي " ثم اقترب من أذنها اليمنى كثيراً إلى أن لامستها شفتاه وهمس بنبرة يتضح فيها بأنه يحاول كتمان ضحكته " ليس في وجود المشاهدين "
عرفت إليزابيث بأنه يقصد أنيتا بقوله لهذا أطلقت ضحكة رقيقة من بين شفتيها ثم قالت " حسناً إذن... الألم في كاحلي الأيمن "
أمسك دانيال بكاحل إليزابيث وأخذ يتفحصه ثم قال " إنه ملتو فقط " ثم وجه كلامه نحو أنيتا قائلاً " أنيتا.... أرجوك أحضري معك ضمادات للأرجل أو شيء من هذا القبيل فقط ليمنع الألم "
أنيتا " حسناً " ثم انصرفت لتحضر ما طلبه منها
قال دانيال بنبرة محذرة موجهاً كلامه إلى إليزابيث " أسمعيني جيداً.... لا تتحركي أبداً سوف أحضر الغداء وأعود "
إليزابيث " حسناً "
ثم انصرف وبعد مرور دقيقتين تقريباً عادت أنيتا مع كل ما طلبه منها دانيال وهي تقول " لقد عدت "
ابتسمت إليزابيث ثم قالت " أهلاً "
جلست أنيتا بجوار إليزابيث على السرير وبدأت تضع
الكمادات الباردة على وجنتها فأبعدت إليزابيث وجهها بسرعة مع ردة فعل حادة
بعض الشيء وقالت " إنه بارد جداً "
أنيتا " هيا إليزابيث عليك وضعها " ثم أخذت تقربها من وجهها لكن إليزابيث أبعدها بكفها وهي تقول بعناد " لا أريد "
عندها دخل شخص وهو يقول بنبرة صوته الحانية " أسمعت التي تقول لا أريد "
ردت عليه إليزابيث محاولة تبرير موقفها " دانيال إنها باردة جداً "
دانيال " عليها أن تكون كذلك...... أنيتا.. يمكنك إكمال عملك الآن... أنا سوف أتدبر الأمر وحدي "
ابتسمت أنيتا ثم قالت وهي تقف " كما تريد أيها الـ.. " ثم اقتربت منه وهمست في أذنه اليمنى قائلة " عـ..ا..شـ..قـ " ثم خرجت من الغرفة
وضع دانيال الطعام أمام إليزابيث على طاولة صغيرة ثم قال " أنت كلي طعامك وأفردي ساقك ودعي الباقي علي"
قامت إليزابيث بما طلبه منها وأخذت تأكل طعامها
بينما دانيال كان يضع الكمادات الباردة على كاحلها بعدها قام بوضع ضباب
للقدم عليها وقال " هكذا سوف تكون أفضل "
إليزابيث " شكراً لك "
انتقل دانيال من مكانه وتوج إلى جوار إليزابيث ثم قرب الكمادات ببطء من وجهها ثم وضعها وهو يهمس " لا تتحركي..... سوف تكونين بخير " أغمضت إليزابيث عينيها بقوة بسبب برودة تلك الكمادات وقالت " حسناً "
وأخذ دانيال يضعها على وجنتها اليسرى وذراعها أيضاً وضلا صامتين إلا أن قالت إليزابيث " دانيال... أنت لم تتناول الغداء "
أجابها دانيال بلا مبالاة " لا أشعر بالجوع "
أخذت إليزابيث ملعقة وملأتها بالطعام ثم قربتها من فم دانيال وهي تقول " هيا.... أفتح فمك "
دانيال " لا..... أشكرك... قلت لك لا أشعر بالجوع "
قربت إليزابيث الملعقة أكثر وهي تقول بنبرة عناد " هيا إنها مني "
ابتسم دانيال وفتح فمه وأكل الطعام وبعد أن ابتلعه قال " طعمه لذيذ.... وأنا واثق من أن السبب وراء ذلك هو أنه منك "
ضحكت إليزابيث بضحكتها الرقيقة ثم قالت " شكراً لك "
صمت دانيال لوهلة ثم قال بصوت أقرب إلى الهمس " أحبك إليزابيث " ولم يبدو من نبرة صوته أنه كان ينتظر إجابة ما لهذا ازداد احمرار وجنتي إليزابيث وأشاحت بوجهها عنه بخجل
وبعد مضي الوقت انتهت إليزابيث من طعامها فحمله دانيال وقال " حسناً إليزابيث... أراك لاحقاً.... اعتني بنفسك"
إليزابيث " أراك لاحقاً "
بعد خروج دانيال قدم الطعام إلى إحدى العاملات ثم مشى في طريقه إلى غرفته لكنه قبل أن يدخل التقى بجاك فقال له هذا الأخير " دانيال... أين كنت أنت وإليزابيث.... هيا علينا التدرب "
دانيال " إن إليزابيث تحتاج للراحة ولن تستطيع أن تأتي معنا.... لنتدرب نحن من دونها "
استغرب جاك وقال وهو يرفع حاجبيه " حسناً " ثم ذهبا ليتدربا وهناك.....
لقد كانا يعزفان الأغنية جيداً لكن دانيال أوقف عزفه في منتصف الأغنية وصمت فالتفت جاك إليه وقال " لم أوقفت الأغنية "
دانيال " جاك..... اقترب قليلاً.... أريد أن أسألك عن شيء مهم "
اقترب جاك من دانيال وجلس على الكرسي الذي بجواره ثم قال " تفضل "
*ها هي إليزابيث تخلصت من مشكله غيرة الفتيات منها
*وهاقد بدأت حباً جديداً ليست متأكدة منه تماماً
*ياترى هل ستتأكد منه مع الوقت؟؟
*أم أنها سوف تضل تكذب على نفسها وعلى دانيال؟؟
*وماذا سوف تفعل بطلتنا مع هذا الحب الجديد؟؟
*هل سيكون أفضل من سابقه؟؟
*أم أنه سوف يكون أسوأ بكثير؟؟
*أظن أن الأحداث سوف تكشف شيئاً فشيئاً فليس عليكم سوى الأنتظار ولكني أوأكد لكم بأن هذا الحب سوف يضل يكافح ويكافح إلى النهاية
*لكن ما الذي أراده دانيال من جاك؟؟
*وما ذلك السؤال المهم؟؟
" لن أستطيع تحمل كتمان مشاعري!! "
يا
ترى ما الذي قصدته بهذا العنوان؟؟...... من صاحب هذه العبارة؟؟..... أهو
دانيال؟؟...... أم هي إليزابيث؟؟..... أو ربما....شخص آخر تماماً......
تابعوا هذا البارت وسوف تعرفون الجواب الصحيح.
ذهبت ماريا وبعدها قال جاك " إليزابيث..... انظري "
إليزابيث " لو كنت أستطيع لنظرت "
جاك " أكيد أن دانيال نقل لك عدوى السخافة..... قلت لك لا يجب أن تمضي وقتاً طويلاًً معه فالمرض خطير جداً"
رد عليه دانيال بحنق وهو يضع كفه تحت ذقنه ويسند ذراعه على الطاولة بملل " انظروا للذي يحمل مرض التفاهة الآن..... إليزابيث نصيحة مني أهربي إلى غرفتك قبل أن يؤثر عليك "
جاك " يال سخافتك دانيال "
قطعت إليزابيث شجارهما بضحكاتها الرقيقة ثم قالت " ألا يمكنكما الجلوس بدون الشجار "
دانيال " هو البادئ "
جاك " لم أستطلع احتمال سخافتك "
دانيال " لم ألقي حرفاً واحداً إلا بعدما بدأت بالاستهزاء "
إليزابيث " كفاكما شجاراً الآن ولنسمع ما كان جاك سيقوله "
جاك " حسناً...... لقد وجدت إعلاناً كان معلقاً على الحائط..... فعندما قرأته وجدت أن المسكن يقيم مسابقة عزف وغناء للتسلية "
رد عليه دانيال ببرود وهو يقول " وبعد "
جاك " ما رأيكم أن نشترك بها..... فإليزابيث تغني وأنا ودانيال نعزف "
إليزابيث " يبدوا هذا مسلياً لكن....... لا أخفي عليكما أنني أخجل من الغناء أمام الناس "
جاك " لا تقلقي فأنت
على الأقل لن تريهم كما أنك لن تغني سوا أمام ثلاثة حكام كما هو مكتوب
هنا.... وحسب ظني بأن هذا العدد قليل ولا يدعو للخجل "
بدأت إليزابيث تقتنع بالفكرة فقالت بصوت متردد بعض الشيء " أضن أن هذه فكرة جيدة....... لكن...... على أي آلة أنت تعزف جاك "
جاك " أنا أعزف على الكمان "
إليزابيث " أعشق صوت الكمان إنه رائع "
قاطع دانيال حديثهما وقال بحنق " لم تسألاني عن رأيي..... أم أنه لا رأيا لي "
رد عليه جاك بحنق أكبر قائلاً " أخبرنا برأيك أيها العبقري "
دانيال "أنا منسحب "
جاك " دانيال لا تكن سخيفاً "
دانيال " أنا لست سخيفاً لكن هذا رأيي..... وأيضاً هنالك ملاحظة أخرى.... هذه المسابقة مضيعة للوقت "
وضع جاك كفه تحت ذقنه وقال بتذمر
" من يسمعك يقول أنك تقضي معظم وقتك بأعمال مهمة.... بالله عليك... أنت لا
تفعل سوى قراءة الكتب وعزف البيانو ما المهم بالموضوع وقتك ضائع لا محالة "
وقفت إليزابيث من مكانها وهي تزفر بحدة وتقول " لا فائدة ترجى من جدالكما " ثم توجهت إلى خلف دانيال ثم ضمته من الخلف وقبلته على وجنته اليسرى ثم قالت " من أجلي دانيال...... أرجوك " ثم تركته وتوجهت أمامه فابتسم دانيال وقال في نفسه ( وهل أستطيع أن أرفض لك طلباً ) ثم وقف من على مقعده وقرب فمه من أذن إليزابيث اليمنى ثم همس بلطف قائلاً " من أجلك فقط " ثم التفت إلى جاك مع أنه من المؤكد لا يستطيع النظر إليه ثم قال " من تبدأ المسابقة "
قفز جاك من مكانه وقال بصوت فرح يغزوه الأمل " بعد أسبوعين من الآن "
دانيال " حسناً إذن.... سوف نبدأ التدريب في الأسبوع القادم "
إليزابيث " أشكرك دانيال "
دانيال " ألن تختاروا الأغنية؟؟ "
إليزابيث " بلا... أريد أن أغني أغنية( HELLO ) "
دانيال " لم تختارين الأغنيات الحزينة دائماً "
ردت عليه إليزابيث محاولة تبرير موقفها " أنا لم أخترها لأنها حزينة بل لأنه يشترك فيها البيانو والكمان وإن كنت ترغب في تغييرها فلنفعل "
دانيال " كما تريدين سوف نقدمها...... والآن فلنكف عن الثرثرة ولتعودي للتدريب " ثم جلس على كرسيه من جديد
توجهت إليزابيث إلى كرسيها ثم جلست عليه بعد أن قالت " حسناً "
فتح دانيال الكتاب وقال بعد أن أمسك بأصبع إليزابيث ووضعه على الكلمات " أقرئي هنا "
أخذت إليزابيث تقرأ وتقرأ لوقت طويل إلى أن استوقفها دانيال بقوله " أحسنت.... إن قراءتك تتحسن وسرعتك تزداد "
إليزابيث " حقاً "
جاك " هذا صحيح.... باتت قراءتك جيدة وتقريباً خالية من الأخطاء.... أنت تتعلمين بسرعة "
ابتسمت إليزابيث قبل أن تقول " أشكركما على تشجيعي " ثم عادت للقراءة
وجرى هذا اليوم بدون أية أحداث تذكر ومر أسبوع كذلك
وكانت أيام إليزابيث تسير بشكل جيد لولا ماريا التي باتت تتقرب منها أكثر
فأكثر..... من يعرف ماذا تريد..... وما الذي تخطط له..... وما هي علاقتها
بإليزابيث....... وبعد أسبوع........
استيقظت إليزابيث من نومها وتناولت فطورها بصحبة جاك
ودانيال ثم ذهب كل منهم إلى غرفة الموسيقى للتدرب وقد كان هذا أول يوم
يتدربون فيه........ وأخذوا بالتدريب إلى أن انقضت ساعتين كاملتين بعدها
ذهب كب منهم إلى غرفته ليستريح.
وفي داخل غرفة إليزابيث.....
كانت هذه الحسناء تجلس على سريرها وتفكر بأمور كثيرة
تشغل بالها......... وخارج الغرفة كان هنالك من يدبر لها الشر...... كان
هنالك من يحاول تحطيم حياتها.......... لقد كان هنالك خمس فتيات تقريباً
يتخاطبن فينا بينهن فقالت الأولى " ماريا..... هل أنت متأكدة من أنها في الداخل؟؟ "
ردت عليها ماريا بهمس قائلة " نعم أنا متأكدة من هذا.... فقد سمعت صوت دانيال وهو يوصلها إلى غرفتها.... وأنتن تعلمن بان سمعي لا يخطئ "
أما الثانية فقد قالت " وهل هي وحدها؟؟ "
ماريا " بالتأكيد....... فكيف لي أن أحضركم إلى هنا وأنا غير متأكدة من أنها وحدها "
الثالثة " إذن.... لندخل "
الجميع " هيا "
توجهت الفتيات إلى باب غرفة إليزابيث وفتحته إحداهن
بقوة كبيرة مما أحدث صوتاً قوياً هز إليزابيث فارتجفت وقالت بصوت يحمل
شيئاً من الفزع " من..... من هنا "
قالت الأولى ويبدوا أنها رئيستهم أو شيئاً من هذا القبيل " نحن جحيمك " ثم ضحكن باستهزاء
فردت عليها إليزابيث قائلة بتوتر " مـ...... ماذا تريدون مني؟؟ " ثم وقفت من مكانها وأخذت تتراجع للخلف ببطء
أخذت الفتيات يتقدمن نحو إليزابيث ببطء شديد وقالت الأولى " جئنا نسترد حقوقنا منك "
إليزابيث " حقوق؟؟..... عن أي حقوق تتكلمن..... أنا لم آكل حق أحد من قبل " ثم
وقعت على الأرض إثر تعثرها بشيء كان ملقاً على الأرض والتوى
كاحلها....وأخذت تتراجع أكثر وأكثر وهي تحاول زحزحة جسدها باستخدام يديها
إلى أن وصلت إلى الجدار..... والآن.... لا مجال لها للهرب منهن
اقتربت منها إحداهن وقالت
" أي حقوق...... وتتساءلين أيضاً..... ماذا عن دانيال..... وجاك..... أنا
أحب دانيال منذ سبع سنين تقريباً...... أحبه لشخصه ولأخلاقه لكن..... لكنه
لن يعرني أي اهتمام.... فقط بت أسعد عندما أراه سعيداً أو بعيداً عن
المشاكل..... أنا حقاً أحبه.... وأنت.... وأنت مجرد تافهة وغبية أتت حديثاً
إلى هنا وسرقت قلبه..... من أنت ليحبك "
انعقد لسان إليزابيث ولم تستطع الدفاع عن
نفسها...... كيف تبرر لهم موقفها؟؟....... كيف تقنعهم أنه لا علاقة لها
بالأمر؟؟...... كيف تقول لهم بأنها ليست مسئولة عن مشاعر دانيال؟؟.........
كيف تستطيع نطق هذه الكلمات وقلوبهن تشتعل من الغضب والغيرة؟؟.....
كيف؟؟......
بدأت فتاة أخرى بالحديث فقالت
" أما عن جاك...... فأنا أعجبت به منذ زمن طويل ولا أذكر متى بالضبط.....
ربما.... مذ كنا ندرس في المرحلة المتوسطة... فقد كنا ندرس في المبنى الآخر
حيث يوجد مدرسة داخلية خاصة بنا نحن...... لقد أعجبت بمرحه.... وأعجبت
بشخصيته الرائعة........ بنبرة صوته........ بكل شيء.... أحببته بل
وعشقته..... لكنه لم يعرني أي اهتمام...... لماذا..... لم أكن أعرف السبب
ولكنني لم أستسلم..... ضللت سنيناً أسيرة لحبه والآن.... أنت تأتين بكل
سهولة وتجعليه يحبك...... أي شخصية تمتلكينها؟؟....... أي جاذبية
تحملينها؟؟..... أنا.... أنا لا أفهم ما الذي يجري "
شعرت إليزابيث بألم يعتصر قلبها.... نعم... فقد أحبت
هؤلاء الفتيات جاك ودانيال بكل ما لديهن... كما..... كما أحبت هي
جوش...... وعشقنهما.... كما عشقت هي جوش تماماً...... والآن.... هي تشعر
بهن..... تشعر بآلامهن.... نعم فالتجاهل..... أصعب ما يمكن أن يحس به
الإنسان..... فقالت بنبرة بكاء " أنا أعلم ما صعوبة ما تحسون به لكني أقسم لكن...... لا علاقة لي بالموضوع "
وجهت ركلة قوية إلى معدة إليزابيث وتلتها صفعة قوية على خدها الأيسر ثم قالت الأخرى " لكني لا أسامحك ولن أسامحك هل تفهمين..... لقد أخذتي أغلى ما أحلم به....... أخبريني هل ستسامحين من أخذت الشخص الذي تحبينه "
تذكرت إليزابيث تلك الفتاة التي يحبها جوش ثم قالت في نفسها
( بالطبع لم أسامحها ولن أسامحها...... لكني.... لكني تغلبت على أمر حبي
لجوش...... فلينعم هو وحبيبته تلك بالجحيم...... فأنا أكرههما معاً.....
وأكره كلما يتعلق بهما...... نعم أكرههما ) ثم قالت موجهة كلامها للفتيات
" أنا لم أسامحها ولن أفعل...... لكني على الأقل..... لن أسبب لهما أي
شيء..... أنا سأتركهما وراء ظهري وأبدأ حياة جديدة..... وحباً جديداً سوف
يكون أفضل من سابقه..... وأنتن..... أضن أنه عليكن أن تفعلن مثلي "
ضحكت فتاة أخرى باستهزاء وقالت " ومن ستختارين ليكون حبك..... دانيال أم جوش...... أم ربما سوف تحبين الاثنين "
صرخت إليزابيث بنبرة بكاء وهي تقول " قلبي من سيختار ولست أنا "
وجهت صفعة أخرى إلى خد إليزابيث الأيسر فحاولت هذه
الأخيرة النهوض على قدميها لكنها تألمت أكثر لأن كاحلها كان ملتوٍ فأطلقت
صرخة عالية متألمة.... لم تكن كافية ليسمعها أي أحد عادي خارج الغرفة
لكن...... هنالك شخص آخر سمعها..... شخص..... لا يملك سمعاً عادياً
أبداً..... واستطاع بسهولة أن يحدد صاحبها..... يا ترى من هو؟؟........
انتفض ذلك الشاب الجالس بغرفته إثر سماعه لتلك الصرخة فنهض بسرعة من على سريره وهو يقول بصوت هامس وقلق " إليزابيث!!! "
ثم خرج من غرفته بسرعة وتوجه إلى غرفة إليزابيث بسرعة جنونية ثم وقف عند
الباب بصمت ليحدد من في الغرفة وماذا يريد.... وبعد دقيقة استطاع هذا الشاب
أن يحدد من في الغرفة بسبب سماعه لأنفاسهن وأصواتهن فصرخ بنبرة غضب لا
توصف هزت مسامع كل الموجودين " توقفن!! "
توقفت الفتيات بسرعة وتباطأت أنفاسهن وعم الصمت لدقائق معدودة إلى أن حطمه صوت إليزابيث الباكي وهي تقول " دانيال...... ساعدني أرجوك "
توجه دانيال بسرعة نحو إليزابيث متخطياً الفتيات ثم وقف أمامها مواجهاً للفتيات وقال بصوت عصبي جداً " ابتعدن عن إليزابيث حالاً "
صمتت الفتيات ولم تنطقن بأي حرف واحد ولم تقمن
بالحركة أو بالسير ولو قيد أنملة فضرب دانيال قدمه اليمنى بقوة بالأرض وقال
بصوت صارخ وأكثر عصبية " ألم تسمعن ما قلت..... أخرجن حالاً وإلا "
ارتعشت قلوب الفتيات لهذه الصرخة لكن الصمت مازال
عنوانهن وعلامات الاستفهام والتعجب هي ما تحمله ملامحهن.... لكنهن وبنفس
الصمت تحركن بضع خطوات للخلف ثم خرجن من الغرفة وأغلقن الباب خلفهن.
وفي خارج الغرفة.......
وقفت الفتيات والصدمة بادية على وجوههن فقالت الأولى
" لا أصدق..... كيف؟؟.... كيف وقف بوجوهنا وصرخ بهذه القوة؟؟......
لماذا؟؟.... لماذا حماها بهذه الطريقة؟؟.... أنا.... أنا لست مصدقة لما
يحدث "
الثانية " وأنا أيضاً
مثلك...... لكن.... لكني أضن أنه ربما أخطأنا باتهام إليزابيث.... ربما....
ربما قلبه اختارها لأنها لم تعامله أبداً على أنها معجبة به بل عاملته على
أنه شاب عادي "
ردت عليها الأولى قائلة بصوت حزين " ربما "
وفي غرفة إليزابيث...........
جلس دانيال على الأرض بجوار إليزابيث وضمها بقوة إلى صدره الدافئ ثم قال " إليزابيث..... حبيبتي "
أيقن دانيال ماقاله بسرعة فارتبك وضن أن هذا سوف يضايقها فأراد أن يشتت انتباهها فقال بصوت مرتبك بعض الشيء ومن دون أن يحسن اختيار الكلمات " أ.... أقصد.....هل.... هل حدث لك أي مكروه؟؟.... هل أنت بخير؟؟ "
ردت عليه إليزابيث بصوت بكاء مبحوح وكأنها لم تسمعه يقول حبيبتي " دانيال..... أنا.... أنا أتألم... "
دس دانيال أصابعه بين خصلات شعرها وأخذ يداعبه محاولاً التخفيف عنها وهو يقول " لماذا فعلوا هذا؟؟ "
وضعت إليزابيث كفيها ليلامسان صدر دانيال بخفة وقالت بنبرة حاولت قدر الإمكان أن تخفي ارتجافه حلقها فيها " لا تزعج نفسك بأسبابهن التافهة "
ابتسم دانيال ابتسامة باهتة ثم قال بنبرة يغزوها الحنان " أخبريني فقط بمكان الألم "
أحست إليزابيث بالخجل فلم تجبه على سؤاله وأنزلت
رأسها لكنه عندما مرر يده على ذراعها علم بأن كفها كان موضوعهاً على الجزء
الأيمن من معدتها فأبعدها عنه قليلاً ثم أزاح كفها ببطء ثم قرب وجهه من
معدتها وطبع عليها قبلة رقيقة ثم قال " ماذا أيضاً؟؟........ هل صفعوك؟؟ "
أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول بصوت مخنوق " نـ.... نعم "
ابتسم لها دانيال بحنان ثم قال " كم صفعة؟؟ "
احمرت وجنتا إليزابيث أكثر ولم تجبه لكنه عندها قال " اثنتان على ما أضن أليس كذلك؟؟ "
أومأت إليزابيث إيجابياً مع أنها كانت تعرف من أن
دانيال لم يرها ولن يرها لكنه أحس بحركة رأسها على صدره لهذا أمسك بوجهها
بكلا كفيه ورفعه إلى مستواه ثم قبل وجنته اليسرى مرتين متتاليتين ثم ابتسم
ابتسامته المثالية وقال " وأين مواضع الألم الأخرى؟؟ "
مسحت إليزابيث دموعها بأطراف أصابعها بقوة ثم ضمت دانيال بقوة وهي تقول بنبرة طفولية ومؤنبة بنفس الوقت " دانيال ما الذي تفعله "
ابتسم دانيال وهو يحس بأنفاسها الدافئة على صدره ثم قال " أحاول تخفيف الألم " ثم أمسك بكفها الأيمن ورفعه إلى مستوى وجهه ثم قبله وقال " لقد خفت عليك كثيراً "
رفعت إليزابيث وجهها البريء وقالت بصوتها الناعم متسائلة " حقاً "
دانيال " بالطبع " بعدها صمت لدقائق لا أعرف عددها بالتحديد ثم أردف قائلاً ببعض التردد " إليزابيث " وانتظرها حتى أجابته بنبرتها الطفولية التي يعشقها " ماذا؟؟ "
صمت دانيال قليلاً ثم قال بنبرة أكثر تردداً " إليزابيث..... لقد..... لقد تعبت "
ظهرت علامات الاستغراب في كل قسمة من قسمات وجه إليزابيث وهي جاهلة تماماً لما يعنيه ثم قالت بنبرة متسائلة " تعبت من ماذا؟؟ "
غزت قلب دانيال شجاعة وجرأة كبيرتين فقال مستعملاً لهما
" لقد تعبت...... تعبت من الكذب على نفسي.... تعبت من ادعائي أمام نفسي
وأمامك وأمام الجميع بأنني لا أكن لك سوى مشاعر المودة والصداقة.....
إليزابيث.... أنا.... أنا أحبك...... أحبك حقاً.... ولم أعد احتمال إخفاء
هذا الأمر..... صدقيني.....أنا... أنا لم أعد أستطيع تحمل كتمان مشاعري!! "
أحمرت وجنتا إليزابيث أكثر وأكثر ثم قالت في نفسها
( لماذا..... لماذا أنا؟؟..... لماذا عليه أن يحبني أنا؟؟..... لماذا علي
أن أبدأ حباً جديداً بينما آثار الحب القديم مازالت مطبوعة على جدران
قلبي؟؟....... لكنني.... لكنني فعلاً أحس تجاهه بمشاعر لا أعرف
مصدرها...... ولا أدري ما معناها..... لكنني لا يجب أن أجعله ينتظر أكثر من
هذا..... فأنا أعرف إحساس الحب من طرف واحد...... وأعرف شعور الرفض......
لا أريد أن أجعله يحس بها... لا أريد ) بعدها
صمتت وأخذت تتحسس كفه الكبير البارد الممسك بكفها برقة أخذت تتحسس بصمات
أصابعه وتشعر بالتوتر الذي يعصف بشرايين جسده كلها ليجعلها ترتجف وضلت على
هذه الوضعية لدقائق إلا أن حطمه صوت دانيال الحزين وهو يقول " آسف " ثم
نهض من مكانه وكاد أن يسير لولا أن قبضة إليزابيث أمسكته من خلفية قميصه
فتوقف وآثار الصدمة بادية على وجهه بعدها سمع صوت إليزابيث الجميل يقول
بنبرة حزينة قليلاً " أسمعني فقط دانيال "
استدار دانيال جهة إليزابيث ثم وقف محاولاً توقع ما تريد قوله......... بعدها قالت هي " أنا..... أنا بدأت أشعر تجاهك بمشاعر..... لست متأكدة منها بعد لكن... " بترت
عبارتها بسبب هدوء دانيال وضلت هكذا لفترة من الزمن.... وقد كان الصمت
المهيمن على المكان أشبه بصمت القبر إلى أن..... قطعه صوت دانيال الأكثر
خفوتاً من الهمس وهو يقول بنبرة لا أحد يعرف المعزى منها " حقاً "
أغمضت إليزابيث عينيها وهي تحاول سحق ذلك الحب
القديم..... ذلك الحب الحقير بكل قوتها... ثم قالت بنبرة غطتها بالغموض حتى
لا يحس دانيال بأي شيء " نعم..... لكن.....
أعدك.... أعدك أنه مع مرور الوقت..... سوف تكبر هذه المشاعر شيئاً
فشيئاً.... حتى...... حتى أتأكد منها تماماً...... لكن.... إلى أن يحين هذا
الوقت.... أستطيع أن أقول لك..... أحبك " شعرت
إليزابيث بعد أن نطقت كلمة أحبك لهذا الشخص بأن روحها قد رجعت إلى
جسدها.... وبأن أثار ذلك الحب تحطمت تحت قدميها أخيراً..... فابتسمت
ابتسامة باهتة تعبر عن الراحة التي شعرت بها..... تعبر عن الارتياح الذي
تشعر به..... بعدها... أخذت نفساً عميقاً وتنهدت بارتياح... فقد كان هذا من
أصعب الاختبارات التي مرت عليها..... اختبار الاعتراف بالحب.... للمرة
الثانية.......
أما الأمر بالنسبة لدانيال... فقد أحس بالسعادة تغمر
جوانب حياته كلها..... لهذا... شقت تلك الابتسامة الجميلة طريقها إلى وجه
دانيال فأظهرت أسنانه البراقة المثالية....... بعدها... اتجه بسرعة نحو
إليزابيث ثم أمسك بها من خصرها وحملها ووضعها على أحد الكراسي بعدها جثم
على ركبته ليصبح وجهه مقابلاً لوجهها وقريباً منها إلى درجة أن أنفاسهما
باتت تختلط ببعضها وعم الصمت لوقت قصير إلى أن بتره صوت دانيال بنبرته
المملوءة باللهفة وهو يقول " إليزابيث..... أحقاً تحبينني؟؟ "
ازداد احمرار وجنتي إليزابيث وهي تقول " تـ...... تستطيع قول ذلك "
دس دانيال أصابع كفه الأيمن بين خصلات شعره الناعمة وقال بنفس اللهفة " أنا..... أنا لا أستطيع أن أصف سعادتي لسماع هذا..... فأنا..... فأنا لم أعد أحتمل إخفاء الأمر لكن.... " عندها تغيرت نبره صوته إلى أكثر جدية وهو يقول
" لكني سوف أنتظرك...... نعم سوف أنتظرك حتى تتأكدي من مشاعرك تجاهي
فأنا...... فأنا لا أريد أن أستبق الأمور أو أضغط عليك..... لكن حتى ذلك
الوقت.. " بعدها تغيرت وأصبحت أكثر حناناً وقال " أنا أحبك أيضاً يا إليزابيث "
طرق باب غرفة إليزابيث بطرقات خفيفة فقالت هذه الأخيرة بهدوء " تفضل "
دخلت أنيتا من باب الغرفة وهي تقول " إليزابيث..... إنه وقت الغداء " بعدها لاحظت وجه إليزابيث فتوجهت نحوها وهي تقول بنبرة متسائلة " إليزابيث..... لم خدك متورم؟؟ " ثم وجهت نظرها إلى ذراعا وقالت بنفس النبرة " وذراعك متورمة أيضاً.... ما كل هذا؟؟ "
صمتت إليزابيث ثم وضعت كفها على خدها الأيسر وحاولت
إخفاء ذراعها المتورمة عنده أحس دانيال بأنها لا تريد الكلام فقال موجهاً
كلامه لأنيتا " إنها قصة طويلة.......... أرجوك أنيتا أحضري بعض الكمادات الباردة وأنا سوف أحضر غداء إليزابيث إلى هنا "
إليزابيث " لا.. لا تتعبا نفسيكما..... أنا بخير.... انظرا... أستطيع الوقوف " قالتها
وهي تقف على قدميها لكن خانتها قدمها اليمنى فكادت أن تسقط لولا أن ذراع
دانيال القوية التقطتها ثم قام هذا الأخير بحملها كالأميرة على ذراعيه و
وضعها على السرير وهو يقول " أنا لا أستطيع النظر إليك لكني علمت بأنك سوف تسقطين "
أصدرت إليزابيث أنيناً بسيطاً ثم قالت " آه كم هذا مؤلم "
دانيال " أخبريني أين مكان الألم "
ابتسمت إليزابيث ابتسامة باهته محاولة ً إخفاء ألمها خلفها ثم قالت " سوف أخبرك لكن لا تفعل ما فعلته المرة السابقة "
بادلها دانيال بابتسامة وقال " لا تقلقي " ثم اقترب من أذنها اليمنى كثيراً إلى أن لامستها شفتاه وهمس بنبرة يتضح فيها بأنه يحاول كتمان ضحكته " ليس في وجود المشاهدين "
عرفت إليزابيث بأنه يقصد أنيتا بقوله لهذا أطلقت ضحكة رقيقة من بين شفتيها ثم قالت " حسناً إذن... الألم في كاحلي الأيمن "
أمسك دانيال بكاحل إليزابيث وأخذ يتفحصه ثم قال " إنه ملتو فقط " ثم وجه كلامه نحو أنيتا قائلاً " أنيتا.... أرجوك أحضري معك ضمادات للأرجل أو شيء من هذا القبيل فقط ليمنع الألم "
أنيتا " حسناً " ثم انصرفت لتحضر ما طلبه منها
قال دانيال بنبرة محذرة موجهاً كلامه إلى إليزابيث " أسمعيني جيداً.... لا تتحركي أبداً سوف أحضر الغداء وأعود "
إليزابيث " حسناً "
ثم انصرف وبعد مرور دقيقتين تقريباً عادت أنيتا مع كل ما طلبه منها دانيال وهي تقول " لقد عدت "
ابتسمت إليزابيث ثم قالت " أهلاً "
جلست أنيتا بجوار إليزابيث على السرير وبدأت تضع
الكمادات الباردة على وجنتها فأبعدت إليزابيث وجهها بسرعة مع ردة فعل حادة
بعض الشيء وقالت " إنه بارد جداً "
أنيتا " هيا إليزابيث عليك وضعها " ثم أخذت تقربها من وجهها لكن إليزابيث أبعدها بكفها وهي تقول بعناد " لا أريد "
عندها دخل شخص وهو يقول بنبرة صوته الحانية " أسمعت التي تقول لا أريد "
ردت عليه إليزابيث محاولة تبرير موقفها " دانيال إنها باردة جداً "
دانيال " عليها أن تكون كذلك...... أنيتا.. يمكنك إكمال عملك الآن... أنا سوف أتدبر الأمر وحدي "
ابتسمت أنيتا ثم قالت وهي تقف " كما تريد أيها الـ.. " ثم اقتربت منه وهمست في أذنه اليمنى قائلة " عـ..ا..شـ..قـ " ثم خرجت من الغرفة
وضع دانيال الطعام أمام إليزابيث على طاولة صغيرة ثم قال " أنت كلي طعامك وأفردي ساقك ودعي الباقي علي"
قامت إليزابيث بما طلبه منها وأخذت تأكل طعامها
بينما دانيال كان يضع الكمادات الباردة على كاحلها بعدها قام بوضع ضباب
للقدم عليها وقال " هكذا سوف تكون أفضل "
إليزابيث " شكراً لك "
انتقل دانيال من مكانه وتوج إلى جوار إليزابيث ثم قرب الكمادات ببطء من وجهها ثم وضعها وهو يهمس " لا تتحركي..... سوف تكونين بخير " أغمضت إليزابيث عينيها بقوة بسبب برودة تلك الكمادات وقالت " حسناً "
وأخذ دانيال يضعها على وجنتها اليسرى وذراعها أيضاً وضلا صامتين إلا أن قالت إليزابيث " دانيال... أنت لم تتناول الغداء "
أجابها دانيال بلا مبالاة " لا أشعر بالجوع "
أخذت إليزابيث ملعقة وملأتها بالطعام ثم قربتها من فم دانيال وهي تقول " هيا.... أفتح فمك "
دانيال " لا..... أشكرك... قلت لك لا أشعر بالجوع "
قربت إليزابيث الملعقة أكثر وهي تقول بنبرة عناد " هيا إنها مني "
ابتسم دانيال وفتح فمه وأكل الطعام وبعد أن ابتلعه قال " طعمه لذيذ.... وأنا واثق من أن السبب وراء ذلك هو أنه منك "
ضحكت إليزابيث بضحكتها الرقيقة ثم قالت " شكراً لك "
صمت دانيال لوهلة ثم قال بصوت أقرب إلى الهمس " أحبك إليزابيث " ولم يبدو من نبرة صوته أنه كان ينتظر إجابة ما لهذا ازداد احمرار وجنتي إليزابيث وأشاحت بوجهها عنه بخجل
وبعد مضي الوقت انتهت إليزابيث من طعامها فحمله دانيال وقال " حسناً إليزابيث... أراك لاحقاً.... اعتني بنفسك"
إليزابيث " أراك لاحقاً "
بعد خروج دانيال قدم الطعام إلى إحدى العاملات ثم مشى في طريقه إلى غرفته لكنه قبل أن يدخل التقى بجاك فقال له هذا الأخير " دانيال... أين كنت أنت وإليزابيث.... هيا علينا التدرب "
دانيال " إن إليزابيث تحتاج للراحة ولن تستطيع أن تأتي معنا.... لنتدرب نحن من دونها "
استغرب جاك وقال وهو يرفع حاجبيه " حسناً " ثم ذهبا ليتدربا وهناك.....
لقد كانا يعزفان الأغنية جيداً لكن دانيال أوقف عزفه في منتصف الأغنية وصمت فالتفت جاك إليه وقال " لم أوقفت الأغنية "
دانيال " جاك..... اقترب قليلاً.... أريد أن أسألك عن شيء مهم "
اقترب جاك من دانيال وجلس على الكرسي الذي بجواره ثم قال " تفضل "
*ها هي إليزابيث تخلصت من مشكله غيرة الفتيات منها
*وهاقد بدأت حباً جديداً ليست متأكدة منه تماماً
*ياترى هل ستتأكد منه مع الوقت؟؟
*أم أنها سوف تضل تكذب على نفسها وعلى دانيال؟؟
*وماذا سوف تفعل بطلتنا مع هذا الحب الجديد؟؟
*هل سيكون أفضل من سابقه؟؟
*أم أنه سوف يكون أسوأ بكثير؟؟
*أظن أن الأحداث سوف تكشف شيئاً فشيئاً فليس عليكم سوى الأنتظار ولكني أوأكد لكم بأن هذا الحب سوف يضل يكافح ويكافح إلى النهاية
*لكن ما الذي أراده دانيال من جاك؟؟
*وما ذلك السؤال المهم؟؟
الإثنين فبراير 27, 2012 4:33 pm من طرف prnsjo
» من أجمل ما قرآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآت
الإثنين فبراير 27, 2012 4:30 pm من طرف prnsjo
» كم منا يريد ان يرى المصطفى فى منامه
الجمعة فبراير 24, 2012 5:11 pm من طرف prnsjo
» كيف نعشق الصلاة
الجمعة فبراير 24, 2012 5:06 pm من طرف prnsjo
» نكت 2012
الجمعة فبراير 17, 2012 1:59 am من طرف Biso_basim
» نكت جامده جدا
الجمعة فبراير 17, 2012 1:52 am من طرف Biso_basim
» اجمل و اجمد و اروش نكت
الجمعة فبراير 17, 2012 1:42 am من طرف Biso_basim
» نكت بخلاء
الجمعة فبراير 17, 2012 1:40 am من طرف Biso_basim