سوالف كوم

ياهلا والله بك معنا في منتديات سوالف كوم العربية تفضل ادخل

الخيمة يمناحي جب القهوة Very Happy

تفضل وشف ودر في المنتدى وان اعجبك سجل

على فكرة Question (المنتدى جديد ويحتاج مشرقبن ومراقبين ومشرفات ومراقبات ) cheers رشح نفسك



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

سوالف كوم

ياهلا والله بك معنا في منتديات سوالف كوم العربية تفضل ادخل

الخيمة يمناحي جب القهوة Very Happy

تفضل وشف ودر في المنتدى وان اعجبك سجل

على فكرة Question (المنتدى جديد ويحتاج مشرقبن ومراقبين ومشرفات ومراقبات ) cheers رشح نفسك

سوالف كوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سوالف كوم العربية : سواليف على كيف كيفك قهوة . وشاهي . وفصفص .وحركات , صرقعة , وضحك

المواضيع الأخيرة

» أمــــــي .. أمــــــي .. أمــــــي ..
قصة ممو زين  Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:33 pm من طرف prnsjo

» من أجمل ما قرآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآت
قصة ممو زين  Emptyالإثنين فبراير 27, 2012 4:30 pm من طرف prnsjo

» كم منا يريد ان يرى المصطفى فى منامه
قصة ممو زين  Emptyالجمعة فبراير 24, 2012 5:11 pm من طرف prnsjo

» كيف نعشق الصلاة
قصة ممو زين  Emptyالجمعة فبراير 24, 2012 5:06 pm من طرف prnsjo

» نكت 2012
قصة ممو زين  Emptyالجمعة فبراير 17, 2012 1:59 am من طرف Biso_basim

» نكت جامده جدا
قصة ممو زين  Emptyالجمعة فبراير 17, 2012 1:52 am من طرف Biso_basim

» اجمل و اجمد و اروش نكت
قصة ممو زين  Emptyالجمعة فبراير 17, 2012 1:42 am من طرف Biso_basim

» نكت بخلاء
قصة ممو زين  Emptyالجمعة فبراير 17, 2012 1:40 am من طرف Biso_basim

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 161 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 161 زائر

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 275 بتاريخ الخميس نوفمبر 21, 2024 12:02 pm

( وضع العناصر أسفل الصفحة


    قصة ممو زين

    avatar
    asdlion
    كبار الشخصيات ( v.i.b )
    كبار الشخصيات ( v.i.b )


    الجنس : ذكر
    تاريخ التسجيل : 27/01/2012
    My MMS ~ : mms
    أخر مواضيعي ,~ : ((تكتب بين هذة الحروف الانجليزية رابط اخر مواضيعك(عليك حذف هذا الكلام الكتوب مابين الاقواس))

    قصة ممو زين  Empty قصة ممو زين

    مُساهمة من طرف asdlion الأربعاء فبراير 01, 2012 9:47 pm


    قصة ممو زين  Line25


    قصة ممو زين  Line21


    قصة ممو زين  314


    قصةممو زين (قصة طويلة )

    اهداء الى جوزيف




    قصة ممو زين  Line28


    ملحمة ( ممو زين ) للشاعر الكبير ( أحمد خاني ) ،




    حدث ذلك في حوالي عام 1393 م في جزيرة ( بوطان ) المعروفة اليوم باسم - جزيرة ابن عمر - تلك التي تقع على شاطئ دجلة ,




    وتمتد في اتساع شاسع بين الهاب والتلال الخضر الواقعة في شمال العراق .




    واسم هذه الجزيرة يتألق في مقدمة ربوع كردستان التي يمتاز معظمها بقسط وافر من جمال الطبيعة وبهائها ,


    اذ ننشعب بين ريض طبيعية بديعة , وينعكس اليها من شائر أطرافها بريق دجلة الذي يحف بمعظم جهاتها ,


    كما يزيد في
    روعة جمالها جبالها الشاهقة في جو السماء , التي تفاخر في علوها العجيب
    وفتنتها الخضراء معظم جبال العالم , وتنتشر من حولها سر الخلود وآيات
    الجلال .




    وانبعثت حوادث هذه القصة من قصر أمير الجزيرة ( الأمير زين الدين ) ,


    حيث كانت بلا الأكراد آنذاك وما بعد ذلك العصر إلى أواسط عهد العثمانيين منقسمة إلى عدة إمارات ,



    يتولى إدارة كل منها أمير يتمتع بالجدارة والقوة .
    ولم يكن الأمير زين الدين ذا كفاءة عاليه فحسب ... بل كان يتمتع إلى ذلك بغنى واسع وبمظهر كبير من القوة والسلطان .




    والغريب أن ذلك
    لم يكن ليمنعه من امتلاكه العجيب لقلوب أمته , واكتسابه محبة سائر طبقات
    شعبه , مما أذاع اسمه مقرونا بالهيبة والإجلال لا في بوطان وحدها , بل في
    سائر أنحاء كردستان وإماراتها .




    ولم يكن قصره
    الذي كان يرى من بعيد كأنه برج هائل , كقصور بقية الأمراء من أمثاله ,
    وإنما كان آية من آيات الفن والإبداع .. كان منتهيا إلى أقصى حد في البذخ
    المبذول لتصميمه وتشييده وإقامة أبهته ..!




    ولم تكن في داخله
    أبهاء وقيعان فاخرة فحسب , وإنما كان يزدان أيضا بمتاحف تضم مختلف العجائب
    والنوادر , وأنواع المجوهرات الغريبة والفاخرة ..!




    أما رحابه وشرفاته فكانت تميس بعشرات الغلمان .. وبمثل ذلك من أجمل الجواري والفتيات ... يجبن في أنحائه ,


    ويضفن على رحابه جوا سحريا يشع بالفتنة والجمال .



    غير أن الآية
    الكبرى للجمال في ذلك القصر لم تكن منبعثة عن أي واحدة من تلك اجواري
    والحسان , وإنما كانت سرا لدرتين شقيقتين غير كل أولئك . خلقهما الله في
    ذلك القصر ،



    بل في تلك
    الجزيرة كلها مثلا أعلى للجمال ، ونموذجا كاملا للفتنة والسحر الإلهي في
    اسمى مظاهرهما ، وكأنما أبدعتهما يد الخلاق هذا الإبداع العجيب في ذلك
    القصر الرائع ليؤمن كل فنان بارع ، ومبدع وصانع ،




    بأن الجمال إنما
    هو هذا ..! لا رصف الأحجار وفن النقش وصنعة التلميع ، هذه فتنة تبهر
    القلوب وتسكر الألباب ، وذلك رونق يبرق في الأعين ويزيغ بالأبصار ، وشتان
    ما بينهما من فرق .




    ولم تكن هاتان الشقيقتان سوى أختين للأمير زين الدين .



    كان اسم كبراهما ( ستي ) وكانت بين البياض الناصع والسمرة الفاتنة / قد أفرغ الجمال في كل جارحة من جسمها على حدة ،



    ثم أفرغ بمقدار ذلك كله على مجموع جسمها وشكلها ، فعادت شيئا أبرع من السحر وأبلغ من الفتنة .



    وأما الصغرى
    واسمها ( زين ) فقد كانت وحدها البرهان الدال على أن اليد الإلهية قادرة
    على خلق الجمال والفتنة في مظهر أبدع من أختها وأسمى .




    كانت هيفاء بيضة
    ذات قوام رائع ، قد ازدهر في بياضها الناصع حمرة اللهب ، ذات عينين دعجاوين
    أودعهما الله كل آيات الفتك واللطف التي تتسامى على التعبير .





    ولم تكن شقراء ،
    غير أن شعرها الاسود الفاحم - وقد أحاط كسحر الليل بوجهها الذي قسمت ملامحه
    أبدع تقسيم وامتزج فيه عند الشفاه ولهب الوجنتين ببياضه الناصع -




    كان يثخن الألباب فتكا ويغمر العقل سكرا .
    وكانت لها الى ذلك كله رقة عجيبة في روحها ، وخفة متناهية في دمها . فكانت في مجموعها خلاصة لأروع أمثلة المال والخفة واللطف .




    وعلى الرغم من أن هاتين الغادتين كانتا لؤلوتين محجوزتين في صدفة ذلك القصر عن معظم الأبصار ،


    فقد كان اسماهما
    ذائعين منتسرين في سائر أطراف الجزيرة بل في كثير من بلاد كردستان ،
    يتخذون من شهرتهما المقياس الأعلى والمثل الكامل للجمال .





    وقد كان من الغريب في الواقع أن تخلق تلك الفاتنتان في قصر أمير بوطان لتصبحا أجمل زهرتين تحبسان في رحابه عن الأنظار ،


    لولا أن الشعب الكردي عامة وأولي الزعامة فيهم خاصة غرست في طبيعتهم غيرة ملتهبة لا تكاد تفارق جوانحهم ،



    مما يجعلهم يتحرجون من اختلاط الجنسين ألا بمقدار ... هذا ألى أن شقيقهما الأمير كان قد أوتي مزيدا من هذه الغيرة بين جانبيه ،




    وزادها ما كانت
    تتمتع به اختاه من ذلك الجمال النادر الذي أبى إلا أن يذيع اسميهما في
    الجزيرة كلها وفي معظم البلاد الاخرى .. ولذلك فقد كان من العسير جدا أن
    يكون لعشاق ذلك القصر الكثيرين نصيب منه غير السماع ... وتسقط الأخبار




    قصة ممو زين  Lines10



    كان الوقت
    أصيلا ، والناس يودعون يوم 20 مارس ليستقبلو من ورائه ربيع سنة جديدة ،
    وكانت أعمالهم وحركات طرقهم وأسواقهم قد اتخذت مظهرا لنشاط جلي غير معهود .





    فقد كان عليهم جميعا أن يتهيئوا ويستعدوا للخروج مع صباح اليوم الثاني إلى ظاهر المدينة .



    ويقضوا بياض
    نهارهم فوق المهاد الخضر الوارفة ، وعلى ضفاف دجلة وفي سفوح تلك الجبال .
    وذلك جريا وراء تلك العادة السارية في جميع أنحاء كردستان من الإحتفال في
    مثل ذلك اليوم بشروق الربيع ويومه الجديد .






    فالطبيعة لها عليهم حق ومنة كبرى . ومن واجبها عليهم أن يحتفلوا بها في مولدها الجديد ،



    فينطلقوا
    جميعا من كبير وصغير ورجل وأنثى تاركين ورائهم كل آثار التصنع والتكلف التي
    تعج بها دنيا المدن والعمران ، الى حيث تلوح صفحات الإبداع الإلهي الساحر .




    فيخشعون لها وحدها ، ويظلون معها في نشوة ومرح إلى أن تتوارى عنهم شمس ذلك اليوم ...




    وكان مظهر هذا النشاط الملموح عاما في كل أرجاء الجزيرة وأطرافها ،



    لا سيما حول قصر الأمير .



    فقد كان على رجال القصر وحاشيته أن يفرغوا مساء ذلك اليوم من تنظيم منهاج لموكب الأمير الذي سيشرف بنفسه على مهرجان الربيع .



    وقد ينتهز الفرصة فيقوم أيضا برحلة إلى الصيد مع جمع من رجاله وحاشيته . أما داخل القصر ،



    فقد كان أهدأ ناحية فيه القسم الأعلى منه . كان خاليا تماما ليس فيه أحد إلا الأميرتان زين و ستي ،



    كانت منحازتين إلى إحدى الشرفات ومتخذتين مجلسهما على بعض متكآت تلك الشرفة ترقبان ساعة الغروب ،


    وترنوان إلى الأصيل والآكام ، وعلى صفحة دجلة الذي يتشعب ملتويا حول معظم أطراف الجزيرة .



    قالت ستي : ’’ يبدو أنني لن أعثر على الرجل الذي أعجب به إلا أذا بلغ
    أثر جماله لدي مبلغ فتنة هذه الطبيعة الحالمة وأثرها في نفسي ..‘‘





    فأجابتها زين


    : ’’ ولكن ويحك إن هذا يعني أن يكون ذلك الرجل بالغ الذروة في الجمال . وأين تجدين من قد استقر فوق هذه الذروة ..؟



    أم لعلك تحسبين أن الرجال كلهم يعيشون في قصر مثل قصرك هذا ، وينشؤون في مثل ما أنت فيه من نعمة ؟ ‘‘


    قالت : ’’ ولكن لا بد عند البحث أن يوجد مثل هذا الرجل الذي أتخيله وأعنيه .‘‘
    فأجابتها زين مستضحكة : ’’ ولكن كيف تستطيعين أن تبحثي عن رجل خيالك هذا ..؟



    أم أنك قد أصبحت رجلاًً كالرجال .. تداخلينهم وتستعرضينهم في أنديتهم ومجامعهم حتى إذا ما عثرتي عليه أتيت به وركنت اليه ..؟!‘‘



    فأطرقت ستي متكئة ، وهي تداعب خصلات من شعرها ، ثم هزت رأسها وهي تقول : ’’ أجل ، فالمشكلة إنما هي هذه فقط ...‘‘
    وعادت إلى السكوت .



    وبعد قليل انفجرت زين بضحكة عاليه .. ثم أسرت إلى أختها قائلة :

    ’’ لقد وجدت لهذه المشكلة حلا فاسمعي ...‘‘
    واعتدلت في جلستها ، ثم دنت إلى أختها ، كأنما تخشى أن يسمعها أحد .


    وأخذت تقول :



    ’’ تعلمين أن غدا هو عيد الربيع ، وأن أهل الجزيرة كلها سيخرجون في هذه
    المناسبة إلى الحقول والرياض . ولا شك أن ذلك أجمل فرصة لما تفكرين فيه
    ..‘‘




    فقالت : ’’ ويحك وأين الحل في هذا ..؟؟ فمتى كانت النساء يمتزجن بالرجال
    في مثل هذا اليوم الإمتزاج الذي تظنين ..! وهل تجهلين أنه ستكون لنا أمكنة
    خاصة من دون الرجال ، أم ..‘‘




    فقاطعتها زين قائلة : ’’ ولكنني لم أقل لك الحل بعد .



    أريد أن أقول إن أحدا من الناس لن يبقى غدا في هذه المدينة ، وسيتلاقى كلهم في هذا الفضاء .



    فما علينا إلا أن نتأخر عن موكب القصر غدا متظاهرتين بفتور وانحطاط جسمي يمنعنا من الخروج ،



    حتى إذا خلا القصر خرجنا متنكرتين في لباس الرجال وهيآتهم ، ثم نندس في صفوفهم ولا شك أنهم سيحسبوننا من شباب القصر وغلمانه .


    وأكبر الظن أننا سننجح في الفكرة ، وسيتاح لكل منا أن تجد من بين مختلف شباب هذه الجزيرة الواسعة الأطراف من يروقها ويعجبها .. ‘‘



    ولم تكد زين تعرض الفكرة على أختها حتى أعجبت بها ، وسرعان ما اتفقتا على تطبيقها في الصباح الباكر .



    ثم أخذتا تتحدثان عن وسائل تنفيذ الفكرة وعما يجب اتخاذه حيال ذلك من تدابير ..

    غير أنهما اضطرتا أخيرا إلى قطع الحديث عندما تنبهتا إلى أن الشمس قد توارت في غيبها منذ فينة ،



    وإلى أن الظلام الذي امتد على سطح الجزيرة وتكاثف فوق بيوتها التي راحت
    تختفي عن الأعين مخلفة آثارها من الأضواء المتفرقة التي تشع هنا وهناك .




    وخشيتا أن يحوم حول مجلسهما ذاك من يسمع شيئا من حديثهما الذي ينبغي أن
    يكون سرا لا يطلع عليه أحد ، فطوتا الحديث ، وغادرتا الشرفة ، وأخذتا
    تتدرجان في الممشى الفسيح الذي يؤدي إلى البهو .





    وهناك رأتا بعض غلمان القصر فسألتاه : ’’ أخرج الأمير من الديوان أم لا
    ..؟؟‘‘ فأجابهما بأنه لا يزال في الديوان مع بعض رجاله ، يتحدثون عما يختص
    برحلة الصيد التي عقد عليها العزم مع بعض أصفيائة في صباح الغد . ثم حياهما
    بانحناءة وانصرف .





    فسرهما هذا النبأ ... إذ كان ذلك من جملة الأسباب التي ستيسر لهما النجاح في تنفيذ الفكرة التي اتفقتا عليها ..


    تلك الفكرة التي لم تكن سوى أثر لما تتمتعان به من الجمال النادر ، إذ
    كانتا تتصوران أنه لا يكافئهما إلا من كان في مثل ذلك الجمال أو نحوه .




    ولذلك فقد كانتا تتمنعان على كثير من الراغبين فيهما والطامعين بهما ، انتظارا للفتى المناسب ....



    ثم إنهما تبادلتا التحية .. وإنصرفت كل منهما إلى مقصورتها الخاصة ، على أن موعدهما الصباح ...


    وفي صباح اليوم التالي


    أشرقت شمس بوطان على أسواق خالية ، وميادين خاوية . . فقد خرج جميع من
    فيها يستجلون العيد الذي أقبل يحييهم من فوق مسارح الطبيعة الغناء التي
    انتشت وازدهرت من جديد بعد أن ظلت منكمشة متوارية شهورا عديدة تحت أعاصير
    الشتاء وركام الثلوج .





    كان
    الناس كلهم ينتشرون بين أجواء خمرية ساحرة ، تتهادى على ضفاف النهر الفضي
    .. وفوق الروابي الخضر ..المطرزة بأبدع نقوش الزهور ، وفوق سفوح ’’ جودي ‘‘



    المفروشة بأبهى ديباجة من السندس المتألق .
    وكنت تنظر إليهم فتمتد بهم العين في الجهات الأربع ، ثم لا تكاد تبلغ
    النهاية . تراهم خليطا متضاربا من شتى الطبقات والأشكال والاتجاهات ،





    قد امتزج
    فيهم الغني والفقير ، وتحاذى الصغير والكبر وتلاقى المثقف والجاهل . فيهم
    العاشق الذي جاء ليغمر جراح قلبه بكؤوس من خمر النسيان ..




    وفيهم
    الشاعر الذي أطرق خاشعا يرنو إلى الفتنة الحالمة ، يستوحي منها آيات
    الإلهام ، وفيهم الفيلسوف الذي أسرته الحيرة وملكه الذهول ، فهوى ساجدا
    لخالق هذا السحر والجمال ...!!





    ولا بدع .. فالطبيعة أمهم جميعا من دون تفريق ، تحنو عليهم حنوا واحدا وتبتسم لهم ابتسامة واحدة ، وتسقيهم حمياها من كأس لا تختلف .


    فلهم جميعا أن يثملوا اليوم برحيقها ويرقصوا في أحضانها ، وأن يجد كل في
    سرها دواء قلبه ، وعلى كل مظاهر الجمال الزائف وأشكاله المصطنعة أن تنتبذ
    عنهم إلى مكان قصي ..



    فالخمر هنا ليس إلا ما اعتصر من شذاها ، والجمال ليس إلا ما انعكس من بهائها ...
    ولكن أمرا واحدا غير هذا استطاع أن يلفت عقول الناس في ذلك اليوم في حيرة بالغة ،



    فقد كان في ذلك الجمع شابان لو أن تلك الطبيعة الخلابة استجمعت كل فتنها
    وسحرها ثم أرادت أن تقذف بجميع ذلك إلى الدنيا في مظهر شابين فيهما كل تلك
    الفتنة وذلك السحر لما استطاعت أن تجود بأبدع منها وأجمل ..!!




    كانا يثيران عواصف الدهشة لدى كل من يلمحهما مما آتاهما الله من ذلك الجمال
    الغريب ..!! وكان لا يمر أحد من أولئك الحشد إلا وقفة الذهول فترة ..



    كأنما يتسائل : من عسى أن يكون هذان الشابان اللذان لا يبدو فيهما شيئ من
    كثافة الدنيا ..؟؟ ألعلهما ملكان نزلا من سمائهما للمشاركة في هذا العيد ؟
    !! أم هما توأمان لهذه الطبيعة الخلابة .. جسدتهما في مظهر هذين الشابين
    هدية إلينا وشكرا لاحتفائنا بها ..؟!!



    ولقد كان لهم في الواقع أن يعجبوا كل ذلك .. فإن ذينك الشابين لم يكونا سوى
    الأميرتين ستي وزين ..! خرجتا تشتركان في ذلك الإحتفال بعد أن تنكرتا في
    لباس الرجال وأشكالهم ،



    ليسهل عليهما استعراض ذلك الجمع الحاشد الذي قد تجد فيه كل منهما فتى أحلامها ، والشاب الملائم لجمالها .


    بيد أن الأميرتين اللتين سحرتا الألباب لم تستطيعان العثور في ذلك اليوم
    على أي شاب بين ذلك الجمع الغفير يسحر لبهما ويحوز إعجابهما ..!!



    إذ كانتا تنظران إلى معنى الجمال بمقياسهما الخاص ، وتقدرناه بالنظر للمعجزة التي اختصهما الخلاق بها !



    وأنى للمعجزة الخارقة أن تظهر هنا وهناك ؟ وكيف يتأنى للمثل الأعلى أن يتخذ
    مظهره في أفراد عديدة .. كأي شيء آخر غير معجز أو غريب ..؟!



    وهكذا ظل الناس بياض نهارهم ذاك يلهون ويمرحون على شطآن الأنهار وبين الورود والأزهار ،


    وفوق الآكام والتلال وتحت ظلال الأشجار ، إلى أن هب النهار ليدبر ، وأخذت أشعة الشمس تتقلص نحو المغيب ،



    وظهرت ظلال الروابي والأشجار شاحبة متطاولة بين الحشائش والأزهار ، وأخذت الشمس ترنو إليهم من فوق منحدرها صفراء ذاوية ،


    تحييهم تحية الوداع وتوقظهم من غمزة الخيال الحالم إلى مواجهة الحقيقة ..
    الحقيقة التي تطبع كل شيء بطابع الزوال والفناء ، وتحرمه من عظمة الخلود
    والبقاء .



    ومع تلك التحية التي راحت الشمس تلوح إليهم بها قام الناس جميعا منصرفين إلى دورهم .


    وعند الرجوع حيث كانت الطرق والشعاب تهدر بتلك الجموع من الرجال والنساء والولدان ، عائدين إلى بيوتهم ،


    وقد انحازت الأميرتان في سيرهما إلى طريق بعيدة قليلا عن زحام أولئك
    النساء اللواتي امتزجن مع الرجال في ذلك الطريق ، حدث امر غريب ...!!!



    فقد انتبهت الأميرتان إلى أن فتاتين من بين ذلك الحشد تقبلان نحوهما في خطى
    متعثرة ووجهين مشدوهين ..! فأحرجتا .. ولك تشكا في أنهما فتاتين قد عرفتنا
    وألمتا بأمرهما .



    ولكن الفتاتين ما إن دنتا منهما حتى أصابهما ما يشبه الدوار ، وظلتا تتقدمان إليهما ، ثم وقفتا أمامهما ،


    وشخصت عيناهما في شكليهما ، ثم أخذت تترنح من كل منهما القامة ... ثم سقطت
    كل منهما على الأرض الواحدة تلو الأخرى ، في غيبوية كاملة عن الدنيا وما
    فيها ..!



    أما الأميرتان فقد انتابهما ذهول شديد لذلك وتعلقتا بمعرفة تينك الجاريتين ومن عسى تكونان .. ومن أي طبقة هما ..؟



    ولكنهما خشيتا لأن تقفا قليلا إلى جانبهما للوقوف على سرهما ، فيلفت ذلك
    نظر الناس الذين يمرون على مقربة منهما ويجتمعوا عليهم .. فتظاهرتا بعد
    الانتباه إلى شيء غير طبيعي وأخذتا تواصلان سيرهما غير مكترثتين ..



    حتى إذا ابتعد الناس عن مكان الجاريتين وأدركتا أن الجموع قد تجاوزتهما
    عادتا أدراجهما خلسة إلى مصرعهما وقد داخلتهما رحمة وشفقة شديدة عليهما .
    ووصلتا إلى مكانهما ..



    وهما لا تزالان في غشيتهما تلك ، فجلستا إلى جانبهما تسرحان النظر في
    ملامحهما ، وتمعنان في شكل كل منهما وهيئتهما التي قد تكشف لهما الستار عن
    شخصيتهما ولعلهما تذكران أتعرفانهما أم لا ؟ ..



    ولكنهما لم تعرفا عنهما شيئا ، ولم تستطع إحداهما أن تتذكر أنها كانت رأتهما أو رأت واحدة منهما في يوم ما في أي مكان .!


    كانت على وجه كل منهما مسحة رائعة من الجمال مشوب بسيما الجلال ومعنى العزة
    . مما يدل على أنهما تتمتعان بمكانة ذات سمو ..! وكانت ثيابهما متشابهة في
    طرازها وشكلها ،


    مما يدل على أنهما شقيقتان أو قريبتان .. أما أناقة ذلك الهندام وبداعة
    وشيه وطرزه فقد كانت تدل دلالة واضحة على مبلغ النعمة التي تتقلبان فيها
    ..!!



    وأخذت الأميرتان ترنوان اليهما بعين من الأسى والإشفاق ، وهما مطروحتان فوق
    تلك الأرض ، وقد غمر كل منهما الإحساس في بحر لجي من الذهول المطبق .



    وليس من حركة فيهما إلا تنفس الصعداء الذي يمر في صدرهما جيئة وذهابا .
    وراح ذلك الإشفاق يستحيل تدريجا بقدرة خالق الأرواح إلى حب غريب غير مفهوم
    .!!



    وأخذت نظراتهما وهما جالستان إلى جانبهما في تلك البيداء تتسائل في عجب :
    أي روض ترى إخضر فيه هذان الغصنان ؟ وفي أي خميلة تفتحت هاتان الوردتان .!؟




    أم أي الجداول والغدران أكسبتهما سحرها ؟!!
    ولم يطل جلوسهما .. فقد لمحتا على البعد فرسانا تجري بهم الخيول في بعض تلك الشعاب باتجاه المدينة


    . فأدركتا أنهم الأمير وصحبه عائدين من الصيد ، وتذكرتا أن من الأنسب
    عودتهما إلى القصر قبل وصول الأمير . فنهضتا تودعان الجاريتين اللتين لم
    تزالا في غيبة عن رشدهما ،



    بعد أن عمدت كل منهما إلى الخاتم النادر الثمين الذي يتلألأ في أصبعهما ،
    والذي نقشت عليه بوشي دقيق رائع من حجارة الماس والياقوت اسم صاحبته
    فألبسته إصبع كل من الجاريتين ،



    واستبدلتا به خاتمين بسيطين كانتا في يد كل منهما ، لينوب ذلك عنهما في التعبير عن تقديرهما والعطف عليهما ،




    ثم ليكون وسيلة لهما فيما بعد إلى معرفتهما والإهتداء إلى أصلهما . وهكذا
    مضت الأميرتان بعد أن استعاضتا عن الدر والألماس النادرين خرزا وزجاجا
    بسيطين

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 3:04 pm