البارت الثالث عشر
" التأكد من المشاعر "
ابتسمت كات وهي تدخل ثم قالت " غرفتك نظيفة "
رد عليها جاك باستهزاء " نعم... والفضل لعاملات التنظيف..... إنهن ينظفن بضمير "
ضحكت كات ضحكتها البريئة الممزوجة بالخجل ثم جالت بنظرها في أرجاء الغرفة حتى وقعت عيناها على علبة الكمان الخاص بجاك فقالت " هل تجيد العزف على الكمان!! "
ابتسم جاك ثم قال " نعم بالطبع " ثم أمسك بكفها البارد وسحبها معه حتى أجلسها على أحد الكراسي التي بجوار النافذة.
قالت كات بعد أن جلست " هل يمكنك أن تعزف لي.... أود حقاً سماع عزفك "
توجه جاك إلى علبة الكمان التي كانت مسندة على الطاولة التي بجوار السرير ثم حملها ووضعها على السرير وأخذ يفتحها وهو يقول " كما تشائين " بعدها حمل الكمان ووقف وقفة معتدلة مستقيمة وبدأ بالعزف.
لقد كان اللحن هادئاً.... حزيناً وصافيٍ بنفس
الوقت... وكانت كات ضامة كفيها إلى صدرها وناظرة إلى جاك بعينين كان
عنوانهما الإعجاب الشديد وكانت تقول في نفسها ( يال
هذا اللحن الصافي ..... وهذا العزف المميز.... إن هذا الشاب حقاً
رائع..... مرح.... وسيم.... وطيب القلب..... ليتني تعرفت إليه سابقاً......
الشكر لإليزابيث التي عرفتني عليه ).
انتهى جاك من العزف فأنزل الكمان ووضعه في علبته ثم قال " ما رأيك؟؟ "
استفاقت كات من شرودها ثم قالت " آه..... إنه رائع جداً "
ابتسم جاك ثم قال وهو يجلس على السرير مقابلاً لها " أشكرك "
دياناً " إليزابيث..... لم تعرفيني على صديقك دانيال "
ابتسمت إليزابيث ثم قالت " ماذا أخبركما بالضبط؟؟ "
ردت عليها ديانا ببعض اللهفة " كل شيء...... مثلاً.... كم عمره.... ولم يجلس معكم؟؟ "
قالت أليكس بنبرة تحمل شيئاً من التأنيب " وما شأنك به ديانا "
ارتبكت ديانا وأضاعت الكلمات لثواني بعدها قالت " ماذا تقصدين بلا شأن لي..... إنه يرافق صديقتنا ويجب أن نعلم عنه كل شيء "
ردت عليها أليكس بعدم مبالاة " أظن بأنك أعجبت به "
دياناً " لا....لم أقصد "
قالت أليكس ببعض الانفعال " بلا.... إذن لما أنت متوترة "
إليزابيث " كفاكما شجاراً..... حسناً دياناً سوف أخبرك.... عمره 29 سنة وهو يجلس معنا لأنه صديقنا بالطبع "
ديانا " و.... هل يعيش هنا؟؟ "
أجابتها إليزابيث بنبرة استغراب " بالطبع يعيش هنا إذن أين يعيش "
ديانا " كيف.... أقصد... هو ليس مثلكم "
زفرت أليكس بحدة وقالت " ديانا.... أعطها
مهلة لتأخذ نفسها..... ولا تتصرفي كأنك غبية... أنت تعلمين بأنه أعمى فقد
حدثتنا عنه إليزابيث في أول زيارة لنا إلى هنا "
صمتت ديانا قليلاً لتسترجع ذاكرتها بعدها قالت " آه صحيح.... لقد تذكرت "
إليزابيث " وهل كنت تعتقدين بأنه مبصر؟؟ "
ديانا " إن تصرفاته طبيعية جداً ولا تدل على أنه لا يرى ما أمامه لهذا ظننت بأنه كذلك "
أليكس " أخبرينا إليزابيث..... كيف عرف دانيال بأننا من كنا معك بالمركز التجاري.... هل أخبرتيه عنا "
إليزابيث " لم أجلب له سيرتكن من قبل..... لكنه يميز بين الأصوات جيداً.... لقد اندهشت من البداية... إنها حقاً موهبة رائعة "
ابتسمت ديانا ببعض الخجل ثم قالت " هذا رائع.... ولا أخفي عليكما.... إنه وسيم جداً..... أعتقد بأنني سوف أحبه"
أليكس " بل قولي أنك فعلت الآن "
احمرت وجنتا ديانا أكثر ثم قالت " لا تتسرعي.... لكنني سأفعل عاجلاً أم آجلاً "
أحست إليزابيث بقبضة تعتصر قلبها وبنار تشتعل بداخلها فأحكمت قبضته وضلت موجهة رأسها للأسفل وقالت بنبرة حادة ومتضايقة " كفاكما حديثاً عنه... أرجوكما لنغير الموضوع "
نظرت كل من أليكس وديانا إلى عينا بعضيهما ثم إلى إليزابيث باستغراب شديد.... بعدها قالت أليكس " إليزابيث.... ما بك.... هل ضايقناك بشيء "
إليزابيث " فقط غيرا الموضوع وسأكون بخير " ثم قالت بنفسها ( ما
بك إليزابيث...... ما الذي يجري لك... ما هذا التصرف.... أظن أنني
بدأت..... لا.. لا..... لا أصدق هذا.....لكن ما سبب شعوري الغريب.... هل
حقاً أشعر بالغيرة على دانيال..... لكن لا يمكن.... لتوي أخبرته بحبي
له..... هل أخبرهما عن أمري وأمر دانيال.... لكن لا..... ديانا.... كيف
أجرح شعورها )
قاطع تفكير إليزابيث صوت المذياع الخاص بالمؤسسة والموجود بكل الغرف والممرات والحدائق يقول ( سيداتي
سادتي... نحيطكم علماً بأن مسابقة العزف والغناء سوف تؤجل وذلك لظروف طرأت
علينا فجأة ونريدكم بأن تعلموا بأن الموعد الجديد لها هو بعد أسبوع من
اليوم...... وشكراً لحسن إصغائكم )
إليزابيث " آه جيد.... لقد ارتحت الآن "
أليكس " ولماذا؟؟ "
رفعت إليزابيث كتفيها وهي تقول " لم أكن مستعدة "
ابتسمت ديانا ثم قالت " إذن من الجيد أنه تم تأجيلها "
ابتسم جاك ثم قال " لا تخبريني كات كم عمرك "
ردت عليه كات بابتسامة خجولة ثم قالت " 25 سنة..... أنا بعمر إليزابيث لكني أصغرها بأربعة أشهر.... وأنت.. كم عمرك؟؟ "
جاك " عمري هو 27 سنة...... يبدو بأننا متقاربين بالعمر "
ابتسمت كات بخجل وهي تقول " نعم كثيراً "
ثم سمعوا صوت المذياع يذيع خبر تأجيل المسابقة فقال جاك بصوت عالٍ متذمر " لا.... لماذا أجلوها..... كم أكرههم "
ضحكت كات برقة ثم قالت " لا عليك.... إنه فقط أسبوع "
رد عليها جاك بنفس النبرة " أسبوع بالنسبة للعالم الخارجي لكن سنة بالنسبة لنا "
استمرت كات بالضحك وهي تقول " لا تبالغ "
جاك " أنا لا أبالغ..... وبالمناسبة.... إياك أن تخبري إليزابيث بأنني مستاء بسبب التأجيل "
توقفت كات عن الضحك ثم رفعت رأسها لتنظر إلى جاك وقالت " لماذا؟؟ "
رفع جاك كتفيه بعدم مبالاة وهو يقول " إنها
مستاءة بشأن الحفلة وأنا أكيد من أنها الآن ترقص فرحاً لسماعها خبر
التأجيل..... فقبل أن تأتين بدقائق رمت علي كتاب يزن ألف طن وذلك لأنني
أخبرتها بأنها سوف تغني على المسرح إن فازت.... وكانت تدعو الله بأن تخسر "
ضحكت كات بصوت عالٍ وهي تقول " أنا أعرف إليزابيث فهي تخجل من الظهور أمام الناس... لكنني لم أتوقع بأنها سوف تضربك "
فرك جاك رأسه وتحديداً مكان الضربة وهو يقول " لقد كانت ضربة قوية حقاً " ثم أردف قائلاً " هيا الآن لنعد إليهن قبل أن أتقلى ضربة أخرى "
وقفت كات وقلت وهي لا تزال تضحك " حسناً هيا.. فأنا لا أرغب بتلقي الضربات أيضاً "
وقف جاك من بعدها ثم توجه بسرعة إلى الباب وفتحه لكات ثم قال " الآنسات أولاً "
خرجت كات من الباب وهي تقول " شكراً لك " ثم توجه الاثنان إلى الحديقة
قالت أليكس متسائلة " أين هي كات.... لم نرها منذ أن دخلت مع جاك "
ابتسمت ديانا ابتسامة خبث وقالت وهذه الابتسامة ظاهرة بصوتها " أظن بأن صديقتنا الخجولة والبريئة معجبة بذلك الوسيم جاك "
ردت إليزابيث بحيرة " هل تعتقدين هذا؟؟ "
أجابتها ديانا بنفس نبرة صوتها السابقة " بالطبع.... نظرة الإعجاب الممزوجة بالخجل كانت واضحة كالشمس على وجهها "
أليكس " كان هذا واضحاً جداً فهي لا تستطيع الكذب على صديقاتها "
ابتسمت إليزابيث وقالت " إن جاك شاب مرح ولطيف ومناسب لكات...... وعلى فكرة... لا تحرجانها عندما تعود"
أليكس " بالطبع لن نفعل "
بعدها بلحظات عادت كات برفقة جاك إليهن وقالت هذه الأولى " هل تأخرت عليكن؟؟ "
أليكس " قليلاُ...... لكن هيا... علينا الذهاب الآن " ثم وقفت وتبعتها ديانا وضممن إليزابيث قبل خروجهن من الحديقة ومنها إلى خارج المسكن.
جلس جاك بجوار إليزابيث وهو يقول " هل تحسنت حالك الآن بعد سماعك للخبر "
تنفست إليزابيث وهي تقول بارتياح " أكثر مما تتوقع "
ابتسم جاك ثم قال " جيد لك "
ردت عليه إليزابيث بابتسامة وهي تقول " بالمناسبة... كيف كان وقتك مع كات؟؟ "
رفع جاك كتفيه بلامبالاة وهو يقول " جيد "
صمتت إليزابيث قليلاً ثم قالت " أخبرني ما رأيك بها؟؟ "
جاك " تقصدين كات؟؟ "
إليزابيث " نعم "
أجابها جاك قائلاً " لقد ارتحت لها كثيراً.... إنها حقاً طيبة وخجولة...... لكن لما هذا السؤال؟؟ "
ردت عليه إليزابيث بسرعة قائلةً " لا شيء.... فقط فضول..... هيا جاك... خذني إلى غرفتي رجاءً "
وقف جاك وأمسك بكف إليزابيث وقال وهو يسحبها " هيا "
وقفت إليزابيث وحملت كتابها معها ثم مشت مع جاك متوجهة إلى غرفتها.
وسارت أحداث اليوم بلا أيه أحداث تذكر.
في اليوم التالي..........
توجهت إليزابيث برفقة دانيال في الحديقة في فترة العصر حيث كان الجو منعشاً والهواء نقي.
جلس دانيال على أحد الكراسي مرغماً إليزابيث على الجلوس بجواره وكان يضمها من كتفها بينما رأسها كان مسنداً عليه.
قالت إليزابيث بعفوية ودون سابق إنذار " أحبك دانيال " بعدها استوعبت ما قالته فاحمرت وجنتيها كثيراً وحمدت الله بأن دانيال لا يستطيع رؤية ذلك اللون الأحمر القاتم الذي غلب على وجهها.
شقت ابتسامة الأمل والسعادة طريقها إلى وجه دانيال المثالي فقال بنبرة حنونة ورائعة هزت عالم إليزابيث " وأنا أيضاً إليزابيث..... وأنا أيضاً..... أكثر مما تتصورين " ثم ضمها أكثر إليه وقبل رأسها بعدها غير نبرة صوته وهو يردف بقول " هل هذا يعني بأنك تأكدت من مشاعرك؟؟ "
ابتسمت إليزابيث ثم قالت " مئة بالمائة "
أتى صوت من خلفهما يقول " آنسة إليزابيث...... هنالك زوار لك "
انتفضت إليزابيث واحمرت وجنتها كثيراً وهي تقول " من؟؟ "
أجابتها الممرضة قائلة " إنهما صديقتاك... ديانا وكات "
ابتعد كل من دانيال وإليزابيث عن بعضهما بسرعة بعدها قالت إليزابيث بارتباك " أ... أهلاً ديانا.... أهلاً كات... كيف حالكما "
انصرفت الممرضة عنهم ثم قالت ديانا " بخير.... كيف حالك إليزابيث.... وأنت أيضاً دانيال؟؟ " ثم أكملت بنفسها (
آه كم هو وسيم.... كنت قلقة من أن لا أراه من الجيد أنه معها......
لكن.... هل كان يضمها.... لا.... لا أتوقع فإليزابيث قالت بأنهما صديقان
وحسب )
رد عليها دانيال وإليزابيث معاً " بخير "
كات " أنا سعيدة من أنكما بخير "
قالت إليزابيث بنفسها ( أتمنى من أنهما لم ترياني ) ثم قالت " أين أليكس.... ألم تأتي معكما؟؟ "
أجابتها ديانا بلا مبالاة " أليكس مشغولة..... لهذا لم تتمكن من المجيء "
أتى صوت شاب مألوف من خلفهما يقول " أهلاً بزائرتينا "
التفتت كات بلهفة لم تستطع إخفاءها وقالت " أهلاً جاك... كيف حالك "
وضع جاك كفه خلف رأسه وقال " بخير.... وأنت؟؟ "
ابتسمت كات وقالت " بأفضل حال "
ضربت ديانا كتف كات بكتفها ثم قالت بنبرة خافتة وخبيثة " هدئي من روعك.... أعلم أنك معجبة به كثيراً ولا ألومك لكن لا تجعليه يحس "
احمرت وجنتا كات كثيراً وأطرقت رأسها بخجل
ابتسمت ديانا وقالت " كيف حالك جاك؟؟ "
جاك " بألف خير..... شكراً على سؤالك "
وقف دانيال وقال " سوف أنصرف الآن وأترككن تتحدثن براحة... إلى اللقاء "
قالت ديانا بنفسها بأسف ( لا..... لم عليه أن يرحل في كل مرة نأتي فيها ) بعدها قالت " يمكنك الجلوس معنا دانيال..... لا تذهب "
رد عليها دانيال بنبرة خافتة ولبقة " آسف..... لكني حقاً علي الرحيل " ثم
أدار ظهره ومشى قليلاً إلى أن وصل إلى جاك فاقترب منه أكثر ليتلامس
كتفاهما بينما وجوههما في جهتين مختلفتين وهمس قائلاً بنبرة خبث " اهدأ أيها المعجب... هل سلبت لك كات عقلك بهذه السرعة "
رد عليه جاك بهمس وبنفس النبرة " كما سلبته لك إليزابيث "
دانيال " وضعي مختلف "
جاك " بل وضعك مشابه لوضعي تماماً فقد أحببت أنت إليزابيث منذ أول لقاء لكما... وأنا أعجبت بكات منذ أول مرة التقيتها "
دانيال " على كل حال.... حظاً موفقاً... أنت تحتاجه...... والآن هيا لنذهب لنتركهن يتحدثن.... لا تضايقهن "
جاك " كما ترى "
رفع دانيال أحد حاجبيه وقال " أنا لا أرى أيها الغبي "
قالت ديانا هامسة لكات " فيما يتهامسان يا ترى؟؟ "
ردت عليها كات هامسة " وما أدراني أنا "
ابتسم جاك ثم قال بصوت مسموع " أستأذنكن الآن... سأذهب برفقة دانيال " ثم مشيا بعيداً
همست ديانا في أذن كات قائلاً " لم عليهما بأن يذهبا..... حظنا عاثر يا صديقتي "
كات " معك حق.... على كل حال هذا أفضل.... فالموضوع الذي سنكلم فيه إليزابيث لا يحتمل أن يسمعه أي من هذين "
ديانا " هذا صحيح " ثم التفتت إلى إليزابيث وقالت " كيف كان يومك آلي؟؟ " ثم جلسات بجوارها وجلست كات على جانبها الآخر
ابتسمت إليزابيث وقالت " رائع "
أمسكت ديانا بكتف إليزابيث وقالت " إليزابيث..... لقد تأكدنا الآن من أن صديقتنا كات معجبة بجاك "
ابتسمت إليزابيث وهي تقول " حقاً كات؟؟ "
احمرت وجنتا كات كثيراً ثم قالت " نـ..... نعم.... أظن ذلك "
إليزابيث " هذا جيد... فجاك مرتاح لك كثيراً "
ابتسمت كات وهي تقول بفرح " حقاً "
دياناً " حسناً الآن انتظري ولا تتسرعي.... فيجب على الشاب بان يقوم بالخطوة الأولى "
كات " حسناً.... لكن ديانا.... ألن تخبري إليزابيث "
إليزابيث " تخبرني بماذا؟؟ "
كات " ديانا معجبة بدانيال إلى حد الجنون "
صدمت إليزابيث من تلك الكلمات وقال في نفسها ( لم....
لم عليها اختيار دانيال... لم.... هل أخبرها... لكن... لكن لا... لا
أستطيع... فقد كرهني إلى الأبد.... هل أجاريها..... لكن..... لكن هذا سوف
يؤلمني أكثر )
ردت عليها ديانا بتحذير " كم مرة قال لك بان تغلقي فمك "
أجابتها كات بصوت خافت " آسفة "
دياناً " إليزابيث.... إليزابيث.... أين ردتي بتفكيرك... هل أدهشك الخبر حقاً "
أجابتها إليزابيث بارتباك " نعم...
كثيراً.... لكن ديانا..... لا أنصحك بان تحبيه أكثر وتتعلقي به.... فهنالك
الكثير من الفتيات المعجبات به و... وهو يبعدهن عنه دائماً.... وببرود
وقسوة " ظنت إليزابيث بان هذه الكلمات سوف تبعد
ديانا لكنها لم تعلم لم أحست بحرقة في حنجرتها وهي تصفه بالبرود
وبالقسوة.... صحيح أنه عادة ما يظهر على هذه الهيئة لكنه...... لكنه معها
يصبح ألطف وأطيب شخص في العالم.... لذا هي تريد بان تكون الوحيدة على
الأقل... من تصفه بصفات حسنة وتمتدحه... لكنها تعلم بأن هذا لن يزيد ديانا
إلا إعجاباً وحباً به.... ولن يزيد الأمور إلا تعقيداً لهذا صمتت وتحملت.
ديانا " لا "
لقد كانت هذه الكلمة صدى مزعج يتردد في أذني إليزابيث.
أكملت ديانا حديثها قائلةً بعناد " لا.... لن أتخلى عنه فهو يعجبني.... كما أنه ليس هنالك شاب يقاوم جاذبيتي "
قالت إليزابيث بهمس " لكنه لا يراك "
ديانا " أنا أعلم هذا... لكنني أستطيع تدبر الأمر "
هنا نطقت كات بتردد وشك " إليزابيث.... لم أحس بأنك تحاولين إبعاد ديانا عن دانيال "
أجابتها إليزابيث بتردد " في الحديقة أنا لا.... لا أريدها بان تتأذى أو تجرح مشاعرها "
قالت ديانا مطمئنة " لا تقلقي علي......
والآن... أريدك بأن تسألي دانيال عني أو تمتدحيني أمامه أو حتى تسألينه إن
كان معجباً بي أو لا..... آلي أنا أعلم بأنك تستطيعين تدبر الأمر " قالت الكلمات الأخيرة بنبرة ثقة.
أومأت إليزابيث برأسها وعينيها كانتا موجهتين إلى الأمام وكان هنالك طبقة
أشبه بالغشاء الشفاف عليهما... كانت تريد بأن تنهار وتبكي وتصرخ بصوت عالي
وتعترف بأنها تحب دانيال أكثر من أي شيء في هذا العالم.... لقد كان هذا
فعلاً غريب.... قبل يوم لم تكن متأكدة من مشاعرها تجاهه والآن تعشقه بشكل
لا يوصف... هل هذا لأنها أحست بأنها سوف تفقده أو بان شخصاً سيسلبها
منه؟؟....... أو هل هي ردات فعل قوية تعبر عن غيرة بدأت تنبت في
قلبها؟؟.... في الحقيقة... أنا نفسي لا أعرف الإجابة.
جلست الفتيات يتكلمن بينما كانت إليزابيث بحالة لا
يمكن لأحد فهمها فقد كانت مصدومة وهادئة بنفس الوقت وعندما تسألها أحد
الفتيات أي سؤال كانت تجيب بسرعة وتعود إلى حالة السكون..... بالطبع
استغربت الفتيات من تصرفاتها فوقفت ديانا وهي تقول " أظن بأنه عليها الذهاب الآن... لا تنسي... بعد يومين "
أومأت إليزابيث برأسها وبعدها انصرفت كل من كات وديانا تاركتان إليزابيث وحدها في هذا الظلام فجلست تفكر وتقول في نفسها
( ما هذا؟؟..... لم كان عليها اختياره؟؟...... كيف علي أن أخبره؟؟......
أم أنه علي السكوت؟؟...... لكن... لكن هي أوصتني بأن أخبره..... وستأتي
لتسألني عن رده فعله ورأيه بعد يومان..... آه ماذا أفعل؟؟ )
* نعم..... ما الذي ستفعلينه يا إليزابيث الآن؟؟
*هل تكذب على صديقتها وتقول لها بان دانيال رفض؟؟
*أم تخبره بالأمر وهو يتصرف أو يجد لها حلاً؟؟
*لكنها خائفة على مشاعر صديقتها فهي تعلم بأن معاملة دانيال للمعجبات به قاسة جداً
*هل ياترى سيعاملها بلطف ويفهمها الأمر؟؟
*ما الذي سيحدث لديانا؟؟
*تعقيدات كثيرة حدثت كما وعدتكم فما حلها ياترى
*لندع القدر يلعب لعبته ويحكم... ولننتظره حتى يحدد مصير هؤلاء
" التأكد من المشاعر "
ابتسمت كات وهي تدخل ثم قالت " غرفتك نظيفة "
رد عليها جاك باستهزاء " نعم... والفضل لعاملات التنظيف..... إنهن ينظفن بضمير "
ضحكت كات ضحكتها البريئة الممزوجة بالخجل ثم جالت بنظرها في أرجاء الغرفة حتى وقعت عيناها على علبة الكمان الخاص بجاك فقالت " هل تجيد العزف على الكمان!! "
ابتسم جاك ثم قال " نعم بالطبع " ثم أمسك بكفها البارد وسحبها معه حتى أجلسها على أحد الكراسي التي بجوار النافذة.
قالت كات بعد أن جلست " هل يمكنك أن تعزف لي.... أود حقاً سماع عزفك "
توجه جاك إلى علبة الكمان التي كانت مسندة على الطاولة التي بجوار السرير ثم حملها ووضعها على السرير وأخذ يفتحها وهو يقول " كما تشائين " بعدها حمل الكمان ووقف وقفة معتدلة مستقيمة وبدأ بالعزف.
لقد كان اللحن هادئاً.... حزيناً وصافيٍ بنفس
الوقت... وكانت كات ضامة كفيها إلى صدرها وناظرة إلى جاك بعينين كان
عنوانهما الإعجاب الشديد وكانت تقول في نفسها ( يال
هذا اللحن الصافي ..... وهذا العزف المميز.... إن هذا الشاب حقاً
رائع..... مرح.... وسيم.... وطيب القلب..... ليتني تعرفت إليه سابقاً......
الشكر لإليزابيث التي عرفتني عليه ).
انتهى جاك من العزف فأنزل الكمان ووضعه في علبته ثم قال " ما رأيك؟؟ "
استفاقت كات من شرودها ثم قالت " آه..... إنه رائع جداً "
ابتسم جاك ثم قال وهو يجلس على السرير مقابلاً لها " أشكرك "
دياناً " إليزابيث..... لم تعرفيني على صديقك دانيال "
ابتسمت إليزابيث ثم قالت " ماذا أخبركما بالضبط؟؟ "
ردت عليها ديانا ببعض اللهفة " كل شيء...... مثلاً.... كم عمره.... ولم يجلس معكم؟؟ "
قالت أليكس بنبرة تحمل شيئاً من التأنيب " وما شأنك به ديانا "
ارتبكت ديانا وأضاعت الكلمات لثواني بعدها قالت " ماذا تقصدين بلا شأن لي..... إنه يرافق صديقتنا ويجب أن نعلم عنه كل شيء "
ردت عليها أليكس بعدم مبالاة " أظن بأنك أعجبت به "
دياناً " لا....لم أقصد "
قالت أليكس ببعض الانفعال " بلا.... إذن لما أنت متوترة "
إليزابيث " كفاكما شجاراً..... حسناً دياناً سوف أخبرك.... عمره 29 سنة وهو يجلس معنا لأنه صديقنا بالطبع "
ديانا " و.... هل يعيش هنا؟؟ "
أجابتها إليزابيث بنبرة استغراب " بالطبع يعيش هنا إذن أين يعيش "
ديانا " كيف.... أقصد... هو ليس مثلكم "
زفرت أليكس بحدة وقالت " ديانا.... أعطها
مهلة لتأخذ نفسها..... ولا تتصرفي كأنك غبية... أنت تعلمين بأنه أعمى فقد
حدثتنا عنه إليزابيث في أول زيارة لنا إلى هنا "
صمتت ديانا قليلاً لتسترجع ذاكرتها بعدها قالت " آه صحيح.... لقد تذكرت "
إليزابيث " وهل كنت تعتقدين بأنه مبصر؟؟ "
ديانا " إن تصرفاته طبيعية جداً ولا تدل على أنه لا يرى ما أمامه لهذا ظننت بأنه كذلك "
أليكس " أخبرينا إليزابيث..... كيف عرف دانيال بأننا من كنا معك بالمركز التجاري.... هل أخبرتيه عنا "
إليزابيث " لم أجلب له سيرتكن من قبل..... لكنه يميز بين الأصوات جيداً.... لقد اندهشت من البداية... إنها حقاً موهبة رائعة "
ابتسمت ديانا ببعض الخجل ثم قالت " هذا رائع.... ولا أخفي عليكما.... إنه وسيم جداً..... أعتقد بأنني سوف أحبه"
أليكس " بل قولي أنك فعلت الآن "
احمرت وجنتا ديانا أكثر ثم قالت " لا تتسرعي.... لكنني سأفعل عاجلاً أم آجلاً "
أحست إليزابيث بقبضة تعتصر قلبها وبنار تشتعل بداخلها فأحكمت قبضته وضلت موجهة رأسها للأسفل وقالت بنبرة حادة ومتضايقة " كفاكما حديثاً عنه... أرجوكما لنغير الموضوع "
نظرت كل من أليكس وديانا إلى عينا بعضيهما ثم إلى إليزابيث باستغراب شديد.... بعدها قالت أليكس " إليزابيث.... ما بك.... هل ضايقناك بشيء "
إليزابيث " فقط غيرا الموضوع وسأكون بخير " ثم قالت بنفسها ( ما
بك إليزابيث...... ما الذي يجري لك... ما هذا التصرف.... أظن أنني
بدأت..... لا.. لا..... لا أصدق هذا.....لكن ما سبب شعوري الغريب.... هل
حقاً أشعر بالغيرة على دانيال..... لكن لا يمكن.... لتوي أخبرته بحبي
له..... هل أخبرهما عن أمري وأمر دانيال.... لكن لا..... ديانا.... كيف
أجرح شعورها )
قاطع تفكير إليزابيث صوت المذياع الخاص بالمؤسسة والموجود بكل الغرف والممرات والحدائق يقول ( سيداتي
سادتي... نحيطكم علماً بأن مسابقة العزف والغناء سوف تؤجل وذلك لظروف طرأت
علينا فجأة ونريدكم بأن تعلموا بأن الموعد الجديد لها هو بعد أسبوع من
اليوم...... وشكراً لحسن إصغائكم )
إليزابيث " آه جيد.... لقد ارتحت الآن "
أليكس " ولماذا؟؟ "
رفعت إليزابيث كتفيها وهي تقول " لم أكن مستعدة "
ابتسمت ديانا ثم قالت " إذن من الجيد أنه تم تأجيلها "
ابتسم جاك ثم قال " لا تخبريني كات كم عمرك "
ردت عليه كات بابتسامة خجولة ثم قالت " 25 سنة..... أنا بعمر إليزابيث لكني أصغرها بأربعة أشهر.... وأنت.. كم عمرك؟؟ "
جاك " عمري هو 27 سنة...... يبدو بأننا متقاربين بالعمر "
ابتسمت كات بخجل وهي تقول " نعم كثيراً "
ثم سمعوا صوت المذياع يذيع خبر تأجيل المسابقة فقال جاك بصوت عالٍ متذمر " لا.... لماذا أجلوها..... كم أكرههم "
ضحكت كات برقة ثم قالت " لا عليك.... إنه فقط أسبوع "
رد عليها جاك بنفس النبرة " أسبوع بالنسبة للعالم الخارجي لكن سنة بالنسبة لنا "
استمرت كات بالضحك وهي تقول " لا تبالغ "
جاك " أنا لا أبالغ..... وبالمناسبة.... إياك أن تخبري إليزابيث بأنني مستاء بسبب التأجيل "
توقفت كات عن الضحك ثم رفعت رأسها لتنظر إلى جاك وقالت " لماذا؟؟ "
رفع جاك كتفيه بعدم مبالاة وهو يقول " إنها
مستاءة بشأن الحفلة وأنا أكيد من أنها الآن ترقص فرحاً لسماعها خبر
التأجيل..... فقبل أن تأتين بدقائق رمت علي كتاب يزن ألف طن وذلك لأنني
أخبرتها بأنها سوف تغني على المسرح إن فازت.... وكانت تدعو الله بأن تخسر "
ضحكت كات بصوت عالٍ وهي تقول " أنا أعرف إليزابيث فهي تخجل من الظهور أمام الناس... لكنني لم أتوقع بأنها سوف تضربك "
فرك جاك رأسه وتحديداً مكان الضربة وهو يقول " لقد كانت ضربة قوية حقاً " ثم أردف قائلاً " هيا الآن لنعد إليهن قبل أن أتقلى ضربة أخرى "
وقفت كات وقلت وهي لا تزال تضحك " حسناً هيا.. فأنا لا أرغب بتلقي الضربات أيضاً "
وقف جاك من بعدها ثم توجه بسرعة إلى الباب وفتحه لكات ثم قال " الآنسات أولاً "
خرجت كات من الباب وهي تقول " شكراً لك " ثم توجه الاثنان إلى الحديقة
قالت أليكس متسائلة " أين هي كات.... لم نرها منذ أن دخلت مع جاك "
ابتسمت ديانا ابتسامة خبث وقالت وهذه الابتسامة ظاهرة بصوتها " أظن بأن صديقتنا الخجولة والبريئة معجبة بذلك الوسيم جاك "
ردت إليزابيث بحيرة " هل تعتقدين هذا؟؟ "
أجابتها ديانا بنفس نبرة صوتها السابقة " بالطبع.... نظرة الإعجاب الممزوجة بالخجل كانت واضحة كالشمس على وجهها "
أليكس " كان هذا واضحاً جداً فهي لا تستطيع الكذب على صديقاتها "
ابتسمت إليزابيث وقالت " إن جاك شاب مرح ولطيف ومناسب لكات...... وعلى فكرة... لا تحرجانها عندما تعود"
أليكس " بالطبع لن نفعل "
بعدها بلحظات عادت كات برفقة جاك إليهن وقالت هذه الأولى " هل تأخرت عليكن؟؟ "
أليكس " قليلاُ...... لكن هيا... علينا الذهاب الآن " ثم وقفت وتبعتها ديانا وضممن إليزابيث قبل خروجهن من الحديقة ومنها إلى خارج المسكن.
جلس جاك بجوار إليزابيث وهو يقول " هل تحسنت حالك الآن بعد سماعك للخبر "
تنفست إليزابيث وهي تقول بارتياح " أكثر مما تتوقع "
ابتسم جاك ثم قال " جيد لك "
ردت عليه إليزابيث بابتسامة وهي تقول " بالمناسبة... كيف كان وقتك مع كات؟؟ "
رفع جاك كتفيه بلامبالاة وهو يقول " جيد "
صمتت إليزابيث قليلاً ثم قالت " أخبرني ما رأيك بها؟؟ "
جاك " تقصدين كات؟؟ "
إليزابيث " نعم "
أجابها جاك قائلاً " لقد ارتحت لها كثيراً.... إنها حقاً طيبة وخجولة...... لكن لما هذا السؤال؟؟ "
ردت عليه إليزابيث بسرعة قائلةً " لا شيء.... فقط فضول..... هيا جاك... خذني إلى غرفتي رجاءً "
وقف جاك وأمسك بكف إليزابيث وقال وهو يسحبها " هيا "
وقفت إليزابيث وحملت كتابها معها ثم مشت مع جاك متوجهة إلى غرفتها.
وسارت أحداث اليوم بلا أيه أحداث تذكر.
في اليوم التالي..........
توجهت إليزابيث برفقة دانيال في الحديقة في فترة العصر حيث كان الجو منعشاً والهواء نقي.
جلس دانيال على أحد الكراسي مرغماً إليزابيث على الجلوس بجواره وكان يضمها من كتفها بينما رأسها كان مسنداً عليه.
قالت إليزابيث بعفوية ودون سابق إنذار " أحبك دانيال " بعدها استوعبت ما قالته فاحمرت وجنتيها كثيراً وحمدت الله بأن دانيال لا يستطيع رؤية ذلك اللون الأحمر القاتم الذي غلب على وجهها.
شقت ابتسامة الأمل والسعادة طريقها إلى وجه دانيال المثالي فقال بنبرة حنونة ورائعة هزت عالم إليزابيث " وأنا أيضاً إليزابيث..... وأنا أيضاً..... أكثر مما تتصورين " ثم ضمها أكثر إليه وقبل رأسها بعدها غير نبرة صوته وهو يردف بقول " هل هذا يعني بأنك تأكدت من مشاعرك؟؟ "
ابتسمت إليزابيث ثم قالت " مئة بالمائة "
أتى صوت من خلفهما يقول " آنسة إليزابيث...... هنالك زوار لك "
انتفضت إليزابيث واحمرت وجنتها كثيراً وهي تقول " من؟؟ "
أجابتها الممرضة قائلة " إنهما صديقتاك... ديانا وكات "
ابتعد كل من دانيال وإليزابيث عن بعضهما بسرعة بعدها قالت إليزابيث بارتباك " أ... أهلاً ديانا.... أهلاً كات... كيف حالكما "
انصرفت الممرضة عنهم ثم قالت ديانا " بخير.... كيف حالك إليزابيث.... وأنت أيضاً دانيال؟؟ " ثم أكملت بنفسها (
آه كم هو وسيم.... كنت قلقة من أن لا أراه من الجيد أنه معها......
لكن.... هل كان يضمها.... لا.... لا أتوقع فإليزابيث قالت بأنهما صديقان
وحسب )
رد عليها دانيال وإليزابيث معاً " بخير "
كات " أنا سعيدة من أنكما بخير "
قالت إليزابيث بنفسها ( أتمنى من أنهما لم ترياني ) ثم قالت " أين أليكس.... ألم تأتي معكما؟؟ "
أجابتها ديانا بلا مبالاة " أليكس مشغولة..... لهذا لم تتمكن من المجيء "
أتى صوت شاب مألوف من خلفهما يقول " أهلاً بزائرتينا "
التفتت كات بلهفة لم تستطع إخفاءها وقالت " أهلاً جاك... كيف حالك "
وضع جاك كفه خلف رأسه وقال " بخير.... وأنت؟؟ "
ابتسمت كات وقالت " بأفضل حال "
ضربت ديانا كتف كات بكتفها ثم قالت بنبرة خافتة وخبيثة " هدئي من روعك.... أعلم أنك معجبة به كثيراً ولا ألومك لكن لا تجعليه يحس "
احمرت وجنتا كات كثيراً وأطرقت رأسها بخجل
ابتسمت ديانا وقالت " كيف حالك جاك؟؟ "
جاك " بألف خير..... شكراً على سؤالك "
وقف دانيال وقال " سوف أنصرف الآن وأترككن تتحدثن براحة... إلى اللقاء "
قالت ديانا بنفسها بأسف ( لا..... لم عليه أن يرحل في كل مرة نأتي فيها ) بعدها قالت " يمكنك الجلوس معنا دانيال..... لا تذهب "
رد عليها دانيال بنبرة خافتة ولبقة " آسف..... لكني حقاً علي الرحيل " ثم
أدار ظهره ومشى قليلاً إلى أن وصل إلى جاك فاقترب منه أكثر ليتلامس
كتفاهما بينما وجوههما في جهتين مختلفتين وهمس قائلاً بنبرة خبث " اهدأ أيها المعجب... هل سلبت لك كات عقلك بهذه السرعة "
رد عليه جاك بهمس وبنفس النبرة " كما سلبته لك إليزابيث "
دانيال " وضعي مختلف "
جاك " بل وضعك مشابه لوضعي تماماً فقد أحببت أنت إليزابيث منذ أول لقاء لكما... وأنا أعجبت بكات منذ أول مرة التقيتها "
دانيال " على كل حال.... حظاً موفقاً... أنت تحتاجه...... والآن هيا لنذهب لنتركهن يتحدثن.... لا تضايقهن "
جاك " كما ترى "
رفع دانيال أحد حاجبيه وقال " أنا لا أرى أيها الغبي "
قالت ديانا هامسة لكات " فيما يتهامسان يا ترى؟؟ "
ردت عليها كات هامسة " وما أدراني أنا "
ابتسم جاك ثم قال بصوت مسموع " أستأذنكن الآن... سأذهب برفقة دانيال " ثم مشيا بعيداً
همست ديانا في أذن كات قائلاً " لم عليهما بأن يذهبا..... حظنا عاثر يا صديقتي "
كات " معك حق.... على كل حال هذا أفضل.... فالموضوع الذي سنكلم فيه إليزابيث لا يحتمل أن يسمعه أي من هذين "
ديانا " هذا صحيح " ثم التفتت إلى إليزابيث وقالت " كيف كان يومك آلي؟؟ " ثم جلسات بجوارها وجلست كات على جانبها الآخر
ابتسمت إليزابيث وقالت " رائع "
أمسكت ديانا بكتف إليزابيث وقالت " إليزابيث..... لقد تأكدنا الآن من أن صديقتنا كات معجبة بجاك "
ابتسمت إليزابيث وهي تقول " حقاً كات؟؟ "
احمرت وجنتا كات كثيراً ثم قالت " نـ..... نعم.... أظن ذلك "
إليزابيث " هذا جيد... فجاك مرتاح لك كثيراً "
ابتسمت كات وهي تقول بفرح " حقاً "
دياناً " حسناً الآن انتظري ولا تتسرعي.... فيجب على الشاب بان يقوم بالخطوة الأولى "
كات " حسناً.... لكن ديانا.... ألن تخبري إليزابيث "
إليزابيث " تخبرني بماذا؟؟ "
كات " ديانا معجبة بدانيال إلى حد الجنون "
صدمت إليزابيث من تلك الكلمات وقال في نفسها ( لم....
لم عليها اختيار دانيال... لم.... هل أخبرها... لكن... لكن لا... لا
أستطيع... فقد كرهني إلى الأبد.... هل أجاريها..... لكن..... لكن هذا سوف
يؤلمني أكثر )
ردت عليها ديانا بتحذير " كم مرة قال لك بان تغلقي فمك "
أجابتها كات بصوت خافت " آسفة "
دياناً " إليزابيث.... إليزابيث.... أين ردتي بتفكيرك... هل أدهشك الخبر حقاً "
أجابتها إليزابيث بارتباك " نعم...
كثيراً.... لكن ديانا..... لا أنصحك بان تحبيه أكثر وتتعلقي به.... فهنالك
الكثير من الفتيات المعجبات به و... وهو يبعدهن عنه دائماً.... وببرود
وقسوة " ظنت إليزابيث بان هذه الكلمات سوف تبعد
ديانا لكنها لم تعلم لم أحست بحرقة في حنجرتها وهي تصفه بالبرود
وبالقسوة.... صحيح أنه عادة ما يظهر على هذه الهيئة لكنه...... لكنه معها
يصبح ألطف وأطيب شخص في العالم.... لذا هي تريد بان تكون الوحيدة على
الأقل... من تصفه بصفات حسنة وتمتدحه... لكنها تعلم بأن هذا لن يزيد ديانا
إلا إعجاباً وحباً به.... ولن يزيد الأمور إلا تعقيداً لهذا صمتت وتحملت.
ديانا " لا "
لقد كانت هذه الكلمة صدى مزعج يتردد في أذني إليزابيث.
أكملت ديانا حديثها قائلةً بعناد " لا.... لن أتخلى عنه فهو يعجبني.... كما أنه ليس هنالك شاب يقاوم جاذبيتي "
قالت إليزابيث بهمس " لكنه لا يراك "
ديانا " أنا أعلم هذا... لكنني أستطيع تدبر الأمر "
هنا نطقت كات بتردد وشك " إليزابيث.... لم أحس بأنك تحاولين إبعاد ديانا عن دانيال "
أجابتها إليزابيث بتردد " في الحديقة أنا لا.... لا أريدها بان تتأذى أو تجرح مشاعرها "
قالت ديانا مطمئنة " لا تقلقي علي......
والآن... أريدك بأن تسألي دانيال عني أو تمتدحيني أمامه أو حتى تسألينه إن
كان معجباً بي أو لا..... آلي أنا أعلم بأنك تستطيعين تدبر الأمر " قالت الكلمات الأخيرة بنبرة ثقة.
أومأت إليزابيث برأسها وعينيها كانتا موجهتين إلى الأمام وكان هنالك طبقة
أشبه بالغشاء الشفاف عليهما... كانت تريد بأن تنهار وتبكي وتصرخ بصوت عالي
وتعترف بأنها تحب دانيال أكثر من أي شيء في هذا العالم.... لقد كان هذا
فعلاً غريب.... قبل يوم لم تكن متأكدة من مشاعرها تجاهه والآن تعشقه بشكل
لا يوصف... هل هذا لأنها أحست بأنها سوف تفقده أو بان شخصاً سيسلبها
منه؟؟....... أو هل هي ردات فعل قوية تعبر عن غيرة بدأت تنبت في
قلبها؟؟.... في الحقيقة... أنا نفسي لا أعرف الإجابة.
جلست الفتيات يتكلمن بينما كانت إليزابيث بحالة لا
يمكن لأحد فهمها فقد كانت مصدومة وهادئة بنفس الوقت وعندما تسألها أحد
الفتيات أي سؤال كانت تجيب بسرعة وتعود إلى حالة السكون..... بالطبع
استغربت الفتيات من تصرفاتها فوقفت ديانا وهي تقول " أظن بأنه عليها الذهاب الآن... لا تنسي... بعد يومين "
أومأت إليزابيث برأسها وبعدها انصرفت كل من كات وديانا تاركتان إليزابيث وحدها في هذا الظلام فجلست تفكر وتقول في نفسها
( ما هذا؟؟..... لم كان عليها اختياره؟؟...... كيف علي أن أخبره؟؟......
أم أنه علي السكوت؟؟...... لكن... لكن هي أوصتني بأن أخبره..... وستأتي
لتسألني عن رده فعله ورأيه بعد يومان..... آه ماذا أفعل؟؟ )
* نعم..... ما الذي ستفعلينه يا إليزابيث الآن؟؟
*هل تكذب على صديقتها وتقول لها بان دانيال رفض؟؟
*أم تخبره بالأمر وهو يتصرف أو يجد لها حلاً؟؟
*لكنها خائفة على مشاعر صديقتها فهي تعلم بأن معاملة دانيال للمعجبات به قاسة جداً
*هل ياترى سيعاملها بلطف ويفهمها الأمر؟؟
*ما الذي سيحدث لديانا؟؟
*تعقيدات كثيرة حدثت كما وعدتكم فما حلها ياترى
*لندع القدر يلعب لعبته ويحكم... ولننتظره حتى يحدد مصير هؤلاء
الإثنين فبراير 27, 2012 4:33 pm من طرف prnsjo
» من أجمل ما قرآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآت
الإثنين فبراير 27, 2012 4:30 pm من طرف prnsjo
» كم منا يريد ان يرى المصطفى فى منامه
الجمعة فبراير 24, 2012 5:11 pm من طرف prnsjo
» كيف نعشق الصلاة
الجمعة فبراير 24, 2012 5:06 pm من طرف prnsjo
» نكت 2012
الجمعة فبراير 17, 2012 1:59 am من طرف Biso_basim
» نكت جامده جدا
الجمعة فبراير 17, 2012 1:52 am من طرف Biso_basim
» اجمل و اجمد و اروش نكت
الجمعة فبراير 17, 2012 1:42 am من طرف Biso_basim
» نكت بخلاء
الجمعة فبراير 17, 2012 1:40 am من طرف Biso_basim