الموت سُنّة الحياة ونهاية كل مخلوق وقدر الجميع، فالحمد لله على قضائه
وإرادته، ولا نملك في هذه اللحظات إلا أن ندعو المولى القدير أن يُجبر
مُصابنا في فقيدنا الغالي، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز،
وأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته، ويحشره مع الصدّيقين والصالحين، إنه سميع
مجيب.
لقد ترك فقيد الأمة مآثر لا تُعدُّ ولا تُحصى، ولم تكن تلك
المآثر نعتاً أو صفاتٍ تطلق على من هو بحجم وقامة سلطان الخير، بل كانت
واقعاً ملموساً يشهد له من هم بجيلنا، ومن سبقنا من أجيال، فحتى الأمس
القريب في آخر أيامه يوجّه سلطان الأب والإنسان، بنقل أحد أبنائه الأطفال
بطائرة إخلاء طبية من مستشفى بيشة إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي لعلاجه،
وعلى مدار الأيام الفائتة قرأنا وسمعنا عبر القنوات الإعلامية المختلفة
الدولية والإقليمية والمحلية، ومن كافة الطبقات الاجتماعية، الكثير والكثير
من مناقب سموه (يرحمه الله)، ولم تكن أقـوالاً بل أفعالاً مدعومة بالصور
والمقابلات والأدلة؛ ما يشهد لسموه بالنبل والشهامة ودماثة الخلق، على مدى
مرور الأيام والدهور.
كان يظن البعض، إلى حين، أن "كريزما" شخصية
سموه يفترض أن يغلب عليها الطابع العسكري، الذي يتسم بالشدة والصرامة،
بحُكم منصبه وزيراً للدفاع والطيران لعدة عقود، ولكنهم حين يقربون منه
(رحمه الله)، سرعان ما يكتشفون أنه خالف المفترض والمتوقع، وإن هذه الشخصية
أكثر حِسّاً إنسانياً، وأكثر قرباً من الناس وهمومهم كان يظن البعض
إلى حين أن "كريزما" شخصية سموه يفترض أن يغلب عليها الطابع العسكري، الذي
يتسم بالشدة والصرامة، بحُكم منصبه وزيراً للدفاع والطيران لعدة عقود،
ولكنهم حين يقربون منه (رحمه الله)، سرعان ما يكتشفون أنه خالف المفترض
والمتوقع، وإن هذه الشخصية أكثر حِساً إنسانياً، وأكثر قُرباً من الناس
وهمومهم، بل إن تلك الشخصية بجميع جوانبها الاجتماعية والسياسية
والاقتصادية في تعاملها مع كل المواقف وفي جميع الظروف والمناسبات، استطاعت
أن تؤثر في قلوب كافة أفراد الشعب السعودي، والشعوب الأخرى دون استثناء،
فالابتسامة لا تفارق مُحياه دائماً حين يقابل المواطنين والضيوف، ولا
تفارقه وهو يتلمّس حاجات الصغير قبل الكبير، والفقير قبل الغني، والمدني
قبل العسكري، ولم يسأله صاحب حاجة إلا قُضيت بأمر الله، رحمك الله يا من
دعا له الجميع بالرحمة الصادقة والمغفرة الواسعة.
مرة أخرى، فقد
سطّر التاريخ بماء الذهب مآثر سلطان الإنسان، سلطان الأمير، سلطان المسؤول،
سلطان المواطن؛ لتشكل كل هذه الصفات منظومة أخلاقية يمكن تسميتها
"أكاديمية سلطان للسمات الإنسانية"، الأمر الذي ينبغي معه، علينا جميعاً
أبناء هذه البلاد، مواطنين ومسؤولين، وكل من تُوكل له مهمات خدمية أو
تخطيطية أو تطويرية أو غير ذلك، أن نقتدي بالفقيد، ونستلهم سيرة حياته التي
توالت من نجاح إلى نجاح، حتى اختاره المولى القدير إلى جواره، فلنا في
إخوانه وأبنائه عظيم العزاء، وسيظل منهجه نبراساً يقتدي به من أراد الفوز
في الدنيا، ورضا الله في الآخرة.
ختاماً: أيها الراحل عنّا، والغائب
المقيم في أعماق وجداننا، صحيح أن الموت غيَّبك، وكلنا إيمان بقضاء الله
وقدره ورضـاه بمشيئته سبحانه، ولكنك ستظل حياً، وستظل القدوة والنبراس، لم
تترجل عن سلم مجدك وعطائك، بل ستظل حاضراً في القلوب والعقول بإذن الله يا
سلطان الخير والعطاء، ويا أمير الجود والنماء، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
الإثنين فبراير 27, 2012 4:33 pm من طرف prnsjo
» من أجمل ما قرآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآت
الإثنين فبراير 27, 2012 4:30 pm من طرف prnsjo
» كم منا يريد ان يرى المصطفى فى منامه
الجمعة فبراير 24, 2012 5:11 pm من طرف prnsjo
» كيف نعشق الصلاة
الجمعة فبراير 24, 2012 5:06 pm من طرف prnsjo
» نكت 2012
الجمعة فبراير 17, 2012 1:59 am من طرف Biso_basim
» نكت جامده جدا
الجمعة فبراير 17, 2012 1:52 am من طرف Biso_basim
» اجمل و اجمد و اروش نكت
الجمعة فبراير 17, 2012 1:42 am من طرف Biso_basim
» نكت بخلاء
الجمعة فبراير 17, 2012 1:40 am من طرف Biso_basim