بين صديقين .. الرد على المشككين في مستقبل الوطن

صديقي
العيوني القديم الممتلئ أدبا " ناصر الجاسم " والذي أختلف معه كثيراً في
غالب مضمون سردياته تجمعني به الرحلات وبدايات الكلم على صفحة كتابات في "
اليوم " والتي كانت مدرسة تخرج فيها جمع من الزملاء لا يزال معظمهم يثري
صحفنا وأدبنا بإبداعات متنوعة، كما تجمعني بالصديق الجاسم هواية القراءة
للروايات والقصص واقتناء جديدها من رفوف المكتبات وبالذات مكتبات مملكة
البحرين

فكثيراً ما تزاملنا إلى هناك في رحلات لا تخلو من ممارسة لعبة "
البلياردو" التي يجيدها الصديق الجاسم بعقلية محترف تتوالى من بين يديه
كراتها سريعة إلى فتحات السقوط الست في طاولة اللعبة بفعل ضرباته المتمكنة
والمحبوكة الزوايا وكأنه مهندس خبير يضبط لها زوايا السقوط كما يضبط تشاكيل
النحو وصروف الكلم في قصصه التي تعجبني فقط كقطع أدبية دون أن أستسيغ
الستر المهتوك بين سطور مضمون بعضها، عموماً كنت مع الصديق الجاسم في رحلة
إلى البحرين في شتاء العام 2003م وصادف أن شاركنا طاولة " البلياردو "
الأمريكي فرنك وهو خبير عسكري، فراح السيد فرانك يصفق بحرارة إعجاباً بفن
صديقي الجاسم وضرباته المتقنة لكرات اللعبة كما تطوع الرجل أيضاً بدفع رسوم
اللعب ودعوتنا لمشروب ساخن يبدد برودة الأجواء آنذاك ثم راح يبادلنا
الأحاديث العامة حول ظروف المنطقة ومرئيات التدخل الأمريكي في العراق خاصة
حين علم باهتماماتنا الصحفية،تمنيت لو قابلت
السيد فرانك مرة أخرى لأغرمه المزيد من رهان خسارته لأقول له: لقد خاب ظن
كل مشكك وتجاوزت بلادنا مراحل التغيير بهدوء وسلاسة فقد تسنم الأصلح من
رجال مؤسسة الحكم دفة القيادة فعين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن
عبدالعزيز ولياً للعهد في اختيار موفق من ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومباركة جماعية من الأسرة الحاكمة المتمثلة في
هيئة البيعة وعموم الشعب السعودي الكريمومع تشعب الحديث وتنوعه ربما
وجد الرجل فرصة للتعرف من خلال ذلك على بعض مجريات الأمور في بلادنا
ومستقبل الحكم فيها فقد كانت الأخبار عن صحة خادم الحرمين الشريفين الملك
فهد يرحمه الله تتناقل بين العامة دون دليل، فطرح السيد فرنك سؤاله الكبير
علينا "ماذا ستفعلون في السعودية حين يموت الملك فهد مقرناً السؤال ببعض
التكهنات غير المطمئنة والتي كانت التقارير الأجنبية تلوك مضمونها دون هدى
أو بصيرة بتركيبة بلادنا وعلاقة شعبها بالأسرة الحاكمة التي يتميز رموزها
بالحكمة وتبادل الاحترام والتقدير بينهم وتغليب المصالح العليا للأمة
والوطن فوق كل الرغبات والمصالح تبعاً لما لهذه البلاد من خصوصية ومكانة
عالمية كبرى، أما ردنا على سؤاله فقد اتفقت إجاباتنا على ان إكرام الميت
دفنه فيما لو قدر ذلك لمليكنا المحبوب، ثم قلنا للسيد فرنك سترى الرد في
حينه وستدفع لنا الرهان وفيراً عندما تسقط كل ظنون المشككين في مستقبل
بلادنا وتماسكها، وبعد سنوات انتقل الملك فهد إلى رحمة الله وواصلت بلادنا
مسيرتها المباركة بثقة ورخاء بفضل الله ثم بحكمة الملك الصالح عبدالله بن
عبدالعزيز حفظه الله والذي أضاف بمكانته ورجاحة فكره المزيد من دواعي
الاستقرار والنماء للبلاد فكان ذلك هو الرد الأول على السيد فرانك وكل
المشككين في مستقبل البلاد من هواة الخوض فيما لا يجدي من مؤسسات وأفراد
انشغلوا بصناعة الوهم وتمرير رؤى المأزومين والحاقدين على هذا الوطن
ومكانته، أما الرد الثاني الذي تمنيت لو قابلت السيد فرانك مرة أخرى لأغرمه
المزيد من رهان خسارته لأقول له: لقد خاب ظن كل مشكك وتجاوزت بلادنا مراحل
التغيير بهدوء وسلاسة فقد تسلم الأصلح من رجال مؤسسة الحكم دفة القيادة
فعين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد في اختيار
موفق من ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
ومباركة جماعية من الأسرة الحاكمة المتمثلة في هيئة البيعة وعموم الشعب
السعودي الكريم مبتهجين بحظوة المنصب بشخص سمو الأمير نايف لما له من تاريخ
ومكانة ليظل مسير بلادنا قوياً واثقاً ويظل شعبها مبتهجاً فخوراً في كل
الحالات مهما حشدت أقاويل التشكيك وبطنتها الدسائس والفتن فنحن شعب لا يلوي
على شيء سوى الاستقرار والانضواء تحت راية التوحيد والقيادة الناصحة للدين
والوطن، ونحن أيضا كسعوديين نحيا بالانتماء ومعايشته ونجيد العمل لأجله
مهما اختلفت مشارب ثقافتنا وتفرعت رؤانا كما يجيد صاحبي الجاسم إسقاط كرات
"البلياردو" بمستوى حرفي فنصفق له لاعباً بينما نختلف مع نمطية أدبه الذي
أمتنع أنا صديقه عن قراءة قصصه.